(1) هناك، خلف بحيرات اللازورد. يقال إنه حين توشوش المحار والياقوت، اشتعلت جبهة السماء، وتشابكت ألأشعة بميازيب ألألوان. ثم غار القمر، وراح يرشرش نثار البرتقال، والمرجان، على كرة الليل المطلقة. أمّا النجوم، في الأعالي، فتخافقت، وتهامست بملء الوجد والحنان. (2) بهرة ماذا تلألأ، ثمة، في عينيك؟ كان أسطع من ماس! أم تألقت مرآة. أو صفحة زئبق لمعت. السدرة؛ تراها من بعيد ثم تسأل: لماذا هذا الـ "تحت"؟ ياأيها الثقل الذي هوى، مشدوداً بالطين والفحم والنشا. رميت في السحيق. أين كنت لعمرك؟ أيتها البروق هبّي بما لديك من استطاعة، ولتبلغي المجد. ياقوس قزح. افرد حزمك. ودعه يكمش سناها حفنة. تتفجّر بيديه شرراً حارّاً. ينثره على الأودية وضفاف الأنهار نوراً أشقر كالشمس. الأرض!! أنت ياذات الأنفاس الخضراء. زفّي عبقك فوق شراشف الأزهار القادمة، من أعماق السنين. ولتتعالَ كل الأصوات بالغناء. تعزف ملحمة الربيع: المياه سقسقة الطيرتغريد الحمام سجود. ولتصعد كل الأطياف ولتسبح كل الأرواح، في محيط النور الشامل. (3) أنت. أنت. يا أيها الشعاع، الذي هبّ. بل شبّ كبرك الضياء. دعه يقبض خيوطك المجنّحة. ويغزل منها عرانيس الشفق، ومدارات الشهب. يمتطي الهالات المرفوعة، فوق القباب الرمادية. يندمج. يمحّي. ياللذوب الخالص! هنا يتوهّج اللمعان. تتأجّج الأعماق. شظية من كون. تخمد كل الأصباغ. وتندحر الأجرام التي أفلست. (4) إييْهْ....! أيها الغائر تحت السجف. في عتمة اليمّ الساجي. هاتِ فانوسك. واترك القناديل العتيقة تستحمّ بذؤابات الفجر. تراك، قد ازداد التألّق، وسطع النور. ماذا أنت صانع؟ ومعجزات التكوين تفلق حروف القرنفل، وأبجدية الجلّنار. فاسحق فيافي عينيك. واشطب ما رسمت. كرّب يدك، واضرب بفرشاتك، في كل أرجاء القماش. وليصطل النجم الضاوي في الآفاق. ولتنشطر الجهات الأربع في كل الأمداء. (5) أجل. أجل. انشطارات، اشتقاقات،..... أيها الناسك في مرسمك. لاشكّ أنك سئمت ثوبك الكتيم. ولونك الذي خبا. تذكّر كم ركضت خلف ظلّك، لتلحق به. وتقبض على كمشة من الشكل. وترسم شيئاً من الهيئة. فتقف خائباً في "قبالتك" المطلقة. تنهمر موجات من دارات الأفلاك،وهيولى الألوان. فتخرّ ساجداً للسطوع. تهلّل: أيها الشعاع الباهي. لاتقسُ علي. أنت نور، وأنا ظلام. ياذراري الفضاء. يا أنسام الهواء احمليني إليه. حرام!! وتبقى غائماً، لايقرّ لك قرار. وتضجّ أكثر من وهيج الضياء. وينطلق صوت، من فمك:" كفى ... كفى... إنني أشتعل". وترى الأعصاب تتقرّح، تحت الغطاء الكثيف. تتمزّق إلى درجة الدمع والبكاء. أهكذا أقفص في محيط دائرة محكمة المنافذ؟ ما هذه الكرة السخيفة التي ابتليت بها؟ ماذا فعلت حتى سقطت؟ ويظلّ الفم مفتوحاً على مصراعيه: يابهاء الألوان. يانقاء المروج والأزهار. يابروق الصحاري والبراري. هلمي... هلمي.... (6) أيها الفجر الأشقر. تخثر.. تخثر. افزع بالشروق هاهي ذي لوحتك، ترتسم صورة، فوق حقول النور، وحدائق الشعر، إلامَ يبقى في مرسمه يشطب ويشطب؟ والنار المقدّسة، تلتهب فوق غبار السديم، وغبش الهلام.
(1)
هناك، خلف بحيرات اللازورد. يقال إنه حين توشوش المحار والياقوت، اشتعلت جبهة السماء، وتشابكت ألأشعة بميازيب ألألوان.
ثم غار القمر، وراح يرشرش نثار البرتقال، والمرجان، على كرة الليل المطلقة. أمّا النجوم، في الأعالي، فتخافقت، وتهامست بملء الوجد والحنان.
(2)
بهرة
ماذا تلألأ، ثمة، في عينيك؟ كان أسطع من ماس! أم تألقت مرآة. أو صفحة زئبق لمعت.
السدرة؛
تراها من بعيد
ثم تسأل: لماذا هذا الـ "تحت"؟ ياأيها الثقل الذي هوى، مشدوداً بالطين والفحم والنشا.
رميت في السحيق. أين كنت لعمرك؟ أيتها البروق هبّي بما لديك من استطاعة، ولتبلغي المجد.
ياقوس قزح. افرد حزمك. ودعه يكمش سناها حفنة. تتفجّر بيديه شرراً حارّاً. ينثره على الأودية وضفاف الأنهار نوراً أشقر كالشمس.
الأرض!!
أنت ياذات الأنفاس الخضراء. زفّي عبقك فوق شراشف الأزهار القادمة، من أعماق السنين. ولتتعالَ كل الأصوات بالغناء. تعزف ملحمة الربيع: المياه سقسقة الطيرتغريد الحمام سجود.
ولتصعد كل الأطياف ولتسبح كل الأرواح، في محيط النور الشامل.
(3)
أنت. أنت. يا أيها الشعاع، الذي هبّ. بل شبّ كبرك الضياء. دعه يقبض خيوطك المجنّحة. ويغزل منها عرانيس الشفق، ومدارات الشهب. يمتطي الهالات المرفوعة، فوق القباب الرمادية. يندمج. يمحّي.
ياللذوب الخالص!
هنا يتوهّج اللمعان. تتأجّج الأعماق. شظية من كون.
تخمد كل الأصباغ. وتندحر الأجرام التي أفلست.
(4)
إييْهْ....! أيها الغائر تحت السجف. في عتمة اليمّ الساجي.
هاتِ فانوسك. واترك القناديل العتيقة تستحمّ بذؤابات الفجر.
تراك، قد ازداد التألّق، وسطع النور. ماذا أنت صانع؟
ومعجزات التكوين تفلق حروف القرنفل، وأبجدية الجلّنار.
فاسحق فيافي عينيك. واشطب ما رسمت. كرّب يدك، واضرب بفرشاتك، في كل أرجاء القماش. وليصطل النجم الضاوي في الآفاق. ولتنشطر الجهات الأربع في كل الأمداء.
(5)
أجل. أجل. انشطارات، اشتقاقات،.....
أيها الناسك في مرسمك. لاشكّ أنك سئمت ثوبك الكتيم. ولونك الذي خبا. تذكّر كم ركضت خلف ظلّك، لتلحق به. وتقبض على كمشة من الشكل. وترسم شيئاً من الهيئة. فتقف خائباً في "قبالتك" المطلقة. تنهمر موجات من دارات الأفلاك،وهيولى الألوان. فتخرّ ساجداً للسطوع. تهلّل: أيها الشعاع الباهي. لاتقسُ علي. أنت نور، وأنا ظلام.
ياذراري الفضاء. يا أنسام الهواء احمليني إليه.
حرام!!
وتبقى غائماً، لايقرّ لك قرار. وتضجّ أكثر من وهيج الضياء. وينطلق صوت، من فمك:" كفى ... كفى... إنني أشتعل".
وترى الأعصاب تتقرّح، تحت الغطاء الكثيف. تتمزّق إلى درجة الدمع والبكاء.
أهكذا أقفص في محيط دائرة محكمة المنافذ؟ ما هذه الكرة السخيفة التي ابتليت بها؟ ماذا فعلت حتى سقطت؟ ويظلّ الفم مفتوحاً على مصراعيه:
يابهاء الألوان. يانقاء المروج والأزهار. يابروق الصحاري والبراري. هلمي... هلمي....
(6)
أيها الفجر الأشقر. تخثر.. تخثر. افزع بالشروق هاهي ذي لوحتك، ترتسم صورة، فوق حقول النور، وحدائق الشعر، إلامَ يبقى في مرسمه يشطب ويشطب؟ والنار المقدّسة، تلتهب فوق غبار السديم، وغبش الهلام.