مرض الاستقلاب والحماية من مرض السكري ... هل هي ممكنة ؟
Metabolic syndrome and prevention of diabetes... Is it possible
إعداد الدكتور/ سامي حداد ، استشاري الغدد الصماء والسكري
في السنوات الأخيرة زادت نسبة المصابين بمرض السكري بشكل كبير مما أقلق الوسط الطبي و القائمين على الأمور الصحية في المجتمع . و مما يأسف له أن نصيب الأردن مرتفع (12% -20%) إذا ما قورن بالمجتمعات الأخرى . هذا الوضع أدى إلى دراسات و أبحاث عديدة لمعرفة ماذا يحدث وكيفية معالجة الأمر و ذلك نظرا للمضاعفات الخطيرة التي يسببها السكري ومن أهمها أمراض القلب و الأوعية الدموية (الجلطة القلبية أو الدماغية ، الكلى ،العين وغيرها). أدت الأبحاث العلمية إلى معرفة الأسباب التي تساعد على ظهور السكري وبينت أن هنالك عاملان رئيسيان يتشاركان في إحداث المرض و هما :
( العامل الكروموسوي ) التركيب الجيني المتعلق بالإشراف على تكوين ووظيفة خلايا البنكرياس المنتجة للأنسلين وعمل الأنسلين .
( العامل البيئي ) العمر ، العرق ، السمنة ، و النشاط الجسماني .
من الواضح أن إمكانية التدخل الطبي للمساعدة على الحماية من السكري تتعلق بمحاربة السمنة و تغيير نمط الحياة اليومي بحيث نزيد من النشاط و الحركة حيث نستطيع الحد من تأثير هذه العوامل بينما لا نستطيع فعل أي شيء بالنسبة للعمر أو العرق أو التركيب الجبني للجسم . كما بينت نتائج الدراسات الطبية أن نقصان الوزن و زيادة الحركة تمكن من تخفيض نسبة الإصابة بالسكري بحوالي 30–40% . يمكننا من الآن إعطاء جواب لسؤالنا الأول : الحماية من السكري ليست فقط ممكنة بل أيضا ضرورية وهذه يجب أن تبدأ قبل ظهور السكري (المرحلة ما قبل السكري والتي بدورها قد تسبب تصلب الشرايين القلبية أو غيرها حتى بدون السكري ) . قبل البدء ببرنامج الوقاية يجب التعرف على الأشخاص المؤهلين للإصابة بالسكري و من ثم إجراء بعض الفحوص الطبية لتقرير ما إذا كان يجب التدخل علاجيا بالأدوية أم لا .
الأشخاص المؤهلين للإصابة بالسكري
ذوي الوزن المرتفع (السمنة ).
العمر ( فوق 40 سنة ) .
وجود مرض سكري في أحد أفراد العائلة .
المصابين بالضغط و / أو ارتفاع الدهنيات و / أو ارتفاع سكر الدم لسبب مؤقت .
النساء التي ظهر معهن السكري خلال فترة الحمل فقط أو اللاتي أنجبن أطفالا وزنهم أكثر من 4 كغم عند الولادة .
ماذا يجب أن نعمل لهؤلاء الأشخاص؟
أولا : يجب إجراء فحص مخبري لقياس السكري و الأنسلين في حالة صيام وبعد جرعة من الجلوكوز. كما يجب إجراء الفحص السريري و قياس الدهنيات .
ثانيا : تحديد ما إذا كان الشخص يعاني مما يعرف بمرض الاستقلاب Metabolic Syndrome و ما إذا كانت هنالك مقاومة لعمل الأنسلين Insulin Resistance .
ثالثا : تحديد ما إذا كانت خلايا البنكرياس المفرزة للأنسلين تعاني من خلل وظيفي أم لا .
رابعا : البدء ببرنامج علاجي مع مراقبة دورية بدون الانتظار لغاية ظهور السكري ويعتمد البرنامج العلاجي على :
تخفيف الوزن ليصبح في الحدود المقبولة وذلك بإتباع برنامج غذائي سليم . من المعروف أن هنالك برامج غذائية عديدة منشورة بمختلف المجالات النسائية و متوفرة في مراكز تخفيف الوزن . جميع هذه البرامج تعتمد على مبدأ تخفيف السعرات الحرارية التي تدخل الجسم عن طريق المأكولات . يجب القول أن أي برنامج غذائي يجب أن يكون سليما على المدى البعيد وأن يكون متوازن من حيث مكونات المواد الغذائية (كربوهيدرات ، بروتين ، دهنيات ، وفيتامينات و معادن ). في بعض الأحيان تعطى برامج غذائية غير سليمة إذ أنها قد تسبب مشاكل صحية إذا ما استمر عليها المريض لفترات طويلة ولو أنها قد تعطي الهدف بتخفيف الوزن .
زيادة الحركة اليومية خاصة بعد كل وجبة ( المشي ،الرياضة ، السباحة ،الخ )
تصنيف المرضى حسب ما يلي :
السمنة بدون مضاعفات مثل ارتفاع الضغط أو تغير في عمليات أيض المواد الدهنية أو السكرية : يكفي برنامج التغذية و الحركة مع استعمال بعض الأدوية المساعدة على تخفيف الوزن إذا لزم الأمر .
السمنة مع وجود مرض الاستقلاب Metabolic Syndrome بدون مقاومة للأنسلين Resistance Insulin يضاف علاج تخفيف الدهنيات و/أو ضغط الدم.
السمنة مع وجود Insulin Resistance بدون خلل وظيفي في إفراز الأنسلين يجب استشارة الأخصائي .
السمنة مع وجود خلل وظيفي في إفراز الأنسلين : يجب استشارة الأخصائي و البدء بعلاج وقائي للحماية من ظهور السكري أو تأخير ظهوره . من المفيد التنبيه إلى أن هذا العلاج يؤدي أيضا إلى الحماية من الإصابة بأمراض الأوعية الدموية و القلب.