الحمى القلاعية .. لماذا تخيف البشـر ؟

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : desil | المصدر : sayadla.com

 

الحمى القلاعية .. لماذا تخيف البشـر ؟



جنون البقر .. الحمى القلاعية.. أمراض أقضت مضاجع أوربا وبريطانيا بشكل خاص. وما كاد يخف هاجس المرض الأول قليلا حتى أفاقت أوربا على جائحة أخرى تصيب المواشي والخنازير ، وتفتك بها، ألا وهي مرض الحمى القلاعية .

و الحمى القلاعية Foot & mouth disease (أي مرض القدم والفم )مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الحيوانات ذات الحافر مثل الأبقار والخنازير والأغنام والماعز ، وتصاب أظلاف Hooves الحيوان المصاب وفمه بالبثور التي تؤدي إلى العرج وزيادة سيلان اللعاب ونقص الشهية . وسرعان ما يفقد الحيوان المصاب الوزن ، وينقص إدرار اللبن عنده ،وقد يموت.

ويعتبر هذا المرض من أخطر الأمراض المعدية عند الحيوان .

وكان يظن أنه تم القضاء عليه تماما في أوروبا إلا أن الجائحة الأخيرة التي اجتاحت بريطانيا وغيرها كذبت تلك الظنون . ولا توجد حتى الان أية إصابات في أمريكا الشمالية والوسطى .

ورغم أن المرض لا يشكل خطرا على الإنسان ، إلا أنه شديد العدوى لحيوانات مثل الماشية والخراف والماعز والخنازير ويؤدي إلى نفوقها . وقد قامت فرنسا بقتل نحو 20 ألف رأس من الأغنام المستوردة من بريطانيا ، كما أعلنت ألمانيا وغيره من الدول اتخاذ التدابير الصحية الصارمة .

كيف ينتقل المرض ؟

ينتقل المرض عن طريق الحيوانات المصابة ، أو عن طريق العاملين في رعاية الحيوانات و يحدث الوباء عندما تنضم حيوانات حاملة لهذا الفيروس إلى قطيع آخر من الحيوانات . . أو بواسطة أناس يرتدون لباسا أو غطاء للقدمين ملوثا بفضلات حيوانات مصابة بالمرض. وقد يؤدي استعمال الأدوات أو وسائل النقل التي تحمل الحيوانات المصابة إلى انتقال العدوى إلى حيوانات سليمة . كما يمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق لحوم الحيوانات المصابة أو منتجاتها عندما تتغذى بها حيوانات معرضة للإصابة .

و هو شديد العدوى حتى أنه يمكن أن ينتقل بواسطة ذرات الغبار في الهواء .

ولا شك أن مرض الحمى القلاعية يقتل نسبة ضئيلة من الحيوانات المصابة ، وخاصة الصغيرة السن منها والمسنة . ولكن معظم الحيوانات المصابة يمكنها أن تشفى من هذا المرض ، رغم أن الفيروس يجعلها ضعيفة عرجاء .

وهناك لقاح للوقاية من هذا المرض ، ولكنه نادرا ما يستخدم في الدول الأوروبية ، رغم أنه يستعمل بكثرة في أنحاء أخرى من العالم .

ويقول الأطباء البيطريون إن إعطاء اللقاح للحيوانات قد يمنع حدوث الأعراض عندها تماما ، ولكنها تظل حاملة للفيروس ، وتنقله إلى الحيوانات الأخرى .

ولهذا فإن الدول الخالية من هذا المرض ترفض استيراد الحيوانات التي أعطيت اللقاح خشية استمرار حملها للفيروس وإمكانية نقلها للمرض إلى ماشيتها ، رغم عدم وجود أية أعراض عندها .

ولهذا فإن الأطباء البيطريون يعتقدون أن أفضل طريقة لإيقاف انتشار الحمى القلاعية هو بقتل قطيع الحيوانات المصابة وحرقها ، وعزل المزارع المصابة بهذا المرض .

هل الإنسان في خطر من الإصابة بالحمى القلاعية ؟

والجواب لا . فالخبراء يقولون إنه ليس هناك خطر على صحة الإنسان . ففي وباء عام 1967 لم تحدث سوى حالة واحدة عند الإنسان ، واشتبه في إصابة طفل واحد بها .

كيف يحاربون الحمى القلاعية؟

ورغم أن تلك العاصفة انطلقت أساسا من بريطانيا ، حيث أتلفت هناك عشرات الألوف من الماشية ، إلا أن الذعر سرعان ما انتشر إلى أوروبا ، ومن ثم زحف نحو الشرق الأوسط .

وقد كثفت الدول الأوروبية من جهودها لـمواجهة وباء الحمى القلاعية الذي أصاب الماشية في بريطانيا ، حيث يـنتشر هناك بسرعة كبيرة . وتقوم فرنسا بتعقيم كافة المركبات القادمة من بريطانيا بالسكة الحديدية. وفي البرتغال يجري رش جميع القادمين من إنجلترا بمادة مطهرة . وفي ألمانيا جرى إعدام وإحراق جميع الخراف والماعز التي استوردت من بريطانيا خلال الشهر الماضي .

وتعمل الآن السلطات الصحية في دول الخليج على تكثيف حملتها للوقاية من انتشار الحمى القلاعية إليها وذلك بحظر استيراد لحوم الأبقار ومنتجات لحم الضأن من دول الاتحاد الأوروبي وعدد آخر من الدول . وحذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ( الفاو ) من أن الحمى القلاعية قد تصيب دولا عديدة في مختلف أنحاء العالم ، وناشدت المجتمع الدولي اتخاذ الإجراءات أكثر صرامة لمواجهة المرض .

ودعت المنظمة إلى فرض قيود أشد على المهاجرين والسياح الذين يزيدون من مخاطر انتشار المرض ، بالإضافة إلى مخلفات الطائرات والسفن .

وقد علقت الولايات المتحدة استيراد الحيوانات الحية واللحوم من الاتحاد الأوروبي ، بعد أن أعلنت فرنسا اكتشاف حالة إصابة ، وهي أول إصابة تكتشف في القارة الأوروبية بعد انتشار المرض في بريطانيا .

وأوصدت أستراليا الباب في وجه واردات اللحوم ، وشددت إجراءات الحجر الصحي على المسافرين القادمين من أوروبا .

* * *

ولا بد من تمييز الحمى القلاعية عند الحيوان من مرض مشابه له بالاسم باللغة الإنجليزية يصيب الإنسان ، ولكنه حالة مختلفة تماما ويسمى " مرض اليد والقدم والفم " ، وهو يصيب عادة الأطفال بشكل خاص .

مـرض اليد .. والـقدم .. والـفم Hand Foot & Mouth disease:

يصيب هذا المرض الإنسان ، ويسببه فيروس خاص من نوع " كوساكي " ، ويصيب عادة جوف الفم ، وراحتي اليدين والأصابع وباطن القدمين .

ويصاب الأطفال عادة بشكل خاص ، رغم أن يمكن أن يصيب البالغين ، وتحدث معظم الحالات في فصل الصيف وأوائل الخريف . وقد تحدث جائحات من هذا المرض عند الأطفال في مراكز العناية اليومية للأطفال أو في حضانة الأطفال .

وقد ذكرت مجلة اللانست البريطانية الشهيرة في عددها الصادر في 14 أكتوبر 2000 حدوث جائحة من مرض " اليد والقدم والفم" في سنغافورة ، أصابت أكثر من ألف طفل وأودت بحياة أربعة أطفال . وكان وباء سابق قد حدث في عام 1998 وأصاب أكثر من مئة ألف شخص ووفاة 78 شخص في تيوان ، كما أدى إلى وفاة 365 شخص في ماليزيا وذلك في عام 1997 .

ويظهر الطفح على شكل تقرحات على الفم ، وفي جوف الفم واللثة وأطراف اللسان ، وتظهر على شكل بثور تصيب اليدين والقدمين ، وقد تصيب أجزاء أخرى من الجلد . ويستمر الطفح الجلدي عادة ما بين 7 – 10 أيام .

وتستمر فترة الحضانة للفيروس حوالي 3 – 5 أيام . وينتقل هذا المرض من شخص لشخص بواسطة مواد ملوثة ببراز المصاب إلى فم الشخص السليم .

كما يمكن أن ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي والمـفرزات التنفسية ، وبالاحتكاك المباشر بين المريض والسليم ، وعن طريق لعاب المصاب على اليدين أو الألعاب ، كما يمكن أن ينـتقل الفيروس عن طريق الجلد المصاب بالبثور .

هل هــناك من عــلاج ؟

ليس هناك علاج خاص لفيروس مرض "اليد والقدم والفم "عند الإنسان ، ولكن يمكن منع انتشار المرض بغسل اليدين جيدا ، وخاصة بعد التغوط ، أو تغيير حفاضات الطفل ، ولمس مواد ملوثة بالبراز .وغسل الألعاب الملوثة باللعاب .وإذا كانت البثور والتقرحات مفتوحة وتنـزح منها السوائل فينبغي عزل الطفل حتى تجف البثور تماما .

* * *

والخلاصة أن المرضين السابقن مرضان مختلفان ولا علاقة بينهما أبدا. والخوف الأساسي من مرض الحمى القلاعية يكمن في خطره الكبير الذي يتهدد الثروة الحيوانية في العالم .