دورة

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : ابراهيم خريط | المصدر : www.awu-dam.org

في بلدة نائية، استقبل مدير المركز الثقافي وفداً نسائياً، وكعادته، عندما يزوره وفد رسمي، طاف به على أقسام المبنى، الصالة، المسرح، المكتبة، والدورات التعليمية والتثـقيفية.‏

وفي مكتبه، تربع على عرشه، وأمسك بيده قلماً، يشير به عندما يتكلم، وينقله من يد إلى أخرى.‏

رحّب بأعضاء الوفد مرة ثانية، وثالثة، وعدّد لهن نشاطاته وإنجازاته وخدماته...‏

وفي حديثه، يذكّر المؤّنث ويؤّنث المذكر.. يقلب الماضي حاضراً، والحاضر ماضياً، تعانده بعض الحروف وتستعصي على النطق.. تتغير معاني الكلمات فتأتي مبهمة أو مثيرة للضحك والاستغراب.‏

أسهب في الشرح والتفصيل، كرر ماقاله مرات عديدة فمالت إحدى النساء إلى جارتها وقد بدا عليها الضيق وهمست في أذنها باستحياء:‏

انتبه إليها وقال سائلاً:‏

- ماذا تريد الأخت؟! هل من سؤال؟!‏

احمّر وجهها، عضّت شفتها السفلى، وأطرقت برأسها إلى الأرض بخجل.‏

كرر السؤال بإلحاح، فقالت جارتها بحياء بعد تردد:‏

- إنها تسأل.. إن كانت لديكم... دورة.. أقصد دورة مياه؟!‏

انتصب فوق عرشه، نفخ صدره ورفع رأسه عزّة وشموخاً وقال مشدداً على مخارج الحروف:‏

- شوفي يارفيقة.. لدينا دورة محو أمية، ودورة خياطة، ودورة آلة كاتبة، وأخرى لقص الشعر والتجميل.. وأنا أعدك، بصدق، أن أفتح لكنّ دورة مياه، إذا توفر العدد المناسب