غداً

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : ابراهيم خريط | المصدر : www.awu-dam.org

 

سألت الطفلة أباها، وهي تنظر إلى ثوبها الذي تهلهل نسيجه، وبهتت ألوانه:‏

- متى تشتري لي ثوباً جديداً؟!‏

قال الأب بحنان: غداً.‏

- واللعبة التي وعدتني بها؟!‏

- غداً...‏

قالت: متى يكون لنا بيت واسع، وحديقة تزّينها أزهار ملونة؟!‏

لم يجد جواباً، فقال متردداً والغصّة في حلقه:‏

- غداً...‏

قالت معاتبة بدلال:‏

- غداً... غداً!! منذ زمن طويل وأنت تقول غداً، فمتى يأتي الغد؟!‏

صمت طويلاً... ابتلع غصته، وسرح مع أفكاره التي تشتتت وشردت كخيول جامحة. احتضن الطفلة، ضمّها إلى صدره، رفع رأسه إلى السماء، وقال بصوت يائس حزين:‏

- غداً.. عندما تشرق الشمس.‏

مساءً... تكوّرت الطفلة في زاوية الغرفة الوحيدة في البيت القديم، تحلم بالثوب واللعبة والبيت والحديقة رغم شدة البرد وقسوة الجوع.‏

وفي الصباح.. أشرقت الشمس، ورأت في عينيها دمعتين تنحدران على وجنتيها، فتوارت واحتجبت وراء الغيوم بخجل