ما هو الدواء ؟ الدواء هو مادة كيميائية تُتناول بغرض التداوي من مرض معين أو لتحسين وظيفة داخل الجسم. الأدوية إما : مُخلق synthetic ... أو طبيعي natural .... أو شبه مخلق semi-synthetic الدواء المخلق : يكون من أصل كيميائي يتم تحضيره من مواد كيميائية بطرق مدروسة وأبحاث مكثفة جدا ... الدواء الطبيعي : حيث يحوي الدواء علي مادة من أصل طبيعي ( نباتي - حيواني - معدني ) ...يتم اكتشافه بأبحاث researches أو بالصدفة serendipity . وكلمة عقار : تعني دواء مستخلص من النبات : ومنها علي سبيل المثال أدوية الديجيتاليس digitalis والتي تستخدم لعلاج مرض القلب مثل lanoxin® هذا غير ادوية كثيره للمغص والإسهال والإمساك .... إلي غير ذلك وهذه سيتم التحدث عنها في موضوع منفصل عن الأعشاب . * أما المسك وزيت كبد الحوت والعسل فهي أمثلة من مصادر حيوانية . الدواء شبه المخلق : بمعني الحصول علي ماده طبيعية ثم دخولها في عملية كيميائية لتتحول لمادة أخري . مثل : نوع من انواع أقراص منع الحمل تستخلص من بول الأحصنة ثم تخضع لتفاعل اختزال لتتحول إلي هرمون الاستروجين الذي يستخدم لمنع الحمل . ______________________________ كيف يعمل الدواء داخل الجسم ؟ هنا يجب أن نعرف معلومة هامه جدا وهي ( أن الدواء لا يخترع مساراً جديدا داخل الجسم . إنما يقوم بالتأثير في مسار موجود أساسا داخل الجسم ) مثال : المغص ( عبارة عن زيادة حركة الأمعاء لسبب معين ) .. هنا فان بعض أدوية المغص تعمل علي تقليل حركة الأمعاء فتريحك من المغص Buscopan® . فحركة الأمعاء موجودة عندنا لكن تعديل حركتها هو ما قام به البوسكوبان® . ____________________________ ماذا يحدث للدواء داخل الجسم ؟ هذه تسمي pharmacokinetics أي تأثير الجسم علي الدواء ... وهي مقسمه إلي الامتصاص absorption ثم توزيع distribution ثم أيض metabolism تنتهي بالإخراج excretion . الامتصاص : الدواء حسب مادته الفعالة وطريقة تحضيره وتناوله غالبا ما يمتص في الأمعاء .. لكن هناك البعض يتم امتصاصه في المعدة أو أماكن أخري . بعد الامتصاص يصل الدواء غالبا إلي الدم . التوزيع : عن طريق الدم يتم توزيع الدواء . فإذا كان الدواء تم تناوله بالفم فانه يمر علي الكبد أولا قبل وصوله للقلب وتوزيعه علي باقي الجسم .. أما لو كان عن طريق الحقن أو الأقماع فانه يتخطى مرحلة الكبد . الأيض : مهم جدا ويقوم به الكبد غالبا حيث يساعد في تحويل مواد كيمائية لمواد أخري أحيانا تكون انشط وأحيانا تكون اقل نشاطا أو غير نشيطه بغرض إخراجها من الجسم . الإخراج : عن طريق الكبد ( البراز ) ... آو الكلي ( البول ). لماذا نقول الدواء به سم قاتل ؟ تناول الدواء دون ضرورة شئ غير مفضل فترك الجسم علي سجيته كما خلقه الله أفضل . فلماذا نرهق الأمعاء في امتصاص الدواء أو الدم في نقله أو الكبد في أيضه أو الكلية في إخراجه . متي ألجأ للطبيب ومتي ألجأ للصيدلي ؟ في حالات الطوارئ فان اللجوء للمستشفيات أفضل حتى من اللجوء للطبيب الخاص وذلك لتوفر أغلب الأجهزة فيها .... بينما يمكن اللجوء للصيدلي في بعض الأعراض البسيطة والمشهورة مثل ( المغص – الدمامل – عسر الهضم – الإمساك – قشرة الشعر – الإسهال ........ الخ ) أو أي استشارة خاصة بالأدوية ( طريقة استخدامها – جرعتها – أعراضها الجانبية ..... الخ ) وهنا يقوم الصيدلي بصرف أدوية وصفات يعرفها أغلب الصيادلة ... و إلا يقوم الصيدلي بتوجيهك للطبيب المختص . لماذا نجد من الدواء عدة أشكال صيدلية ؟ تنوع الأشكال الصيدلية للدواء من أقراص وكبسولات أو حقن أو أقماع أو فوارات أو شراب .... بعضها بغرض التنوع والموضة وبعضها بغرض الضرورة . فمثلا هناك أدوية تتأثر جدا بالكبد ( عملية الأيض ) وبالتالي لا يمكن أخذها بالفم ... وهنا يتم اللجوء للحقن أو الأقماع أو الاستنشاق أو أقراص تحت اللسان . وهناك أخري تتأثر بالمعد ه : مثل الأنسولين لأنه يعتبر بروتين وسيتم تفتيته في المعدة . الحقن : لا يفضلها الأغلبية – خصوصا الأطفال - لأنها مؤلمة كما أنها تتطلب مهارة خاصة من الذي يقوم بإعطائها .. كما أنها مكلفة نظرا لتكلفة تعقيمها عن الأقراص .. لكنها تبقي ضرورة لسرعة امتصاصها وخصوصا في حالات الطوارئ . اللبوس ( الأقماع ) : بعد الحقن في سرعة امتصاصه لكن الكثيرون لا يفضلونه ... وهنا أريد التنويه عن عدم غرس القمع بشدة داخل الشرج – لان هذا خطأ شائع – فمن الأفضل أن يكون في المنطقة الوسطي في الشرج وليس في العمق حتى لا يتم امتصاصه بحيث يصل للكبد . الأقراص والكبسولات : الأكثر انتشارا لسهولة تصنيعها بشكل كبير وملاءمتها لأغلب المرضي . ماعدا الأطفال ومرضي الإغماء . وهي الاقل في سرعة الامتصاص . الفوارات : يفضلها الناس بسبب جاذبيتها وهي أسرع من الأقراص لان القرص لابد أن يتفتت أولا داخل الجسم لكن الفوار فهو مفتت جاهز . والفوران الذي يحدث هو بسبب وجود حمض وقاعدة في مسحوق الفوار لذا فعند وضعها في الماء يتم التفاعل في شكل فوران نتيجة خروج غاز ثاني أكسيد الكربون CO2 وينتج عنه ملح متعادل . الشراب : غالبا يكون للأطفال وغالبا ما يكون بطعم محلي أو بالفواكه . لكن نظرا لوجود الماء فإنه عرضه للتلوث الميكروبي لذا توضع به ماده حافظه بنسبه قليلة . المراهم : وهذه تستخدم موضعيا ليكون تأثيرها مركز في منطقة معينة لتفادي التأثير علي الجسم ككل . والمراهم أفضل في الامتصاص من الكريمات لكن الكريم يظل ملائم أكثر لمناطق الوجه كما انه متماشي مع الموضة . هل تصنيع الدواء مكلف ؟ الدواء يعتبر سلعه ذات طابع خاص خصوصا انه يتعامل مع صحة البشر . فهو يحتاج لأبحاث وتجارب قبل التصنيع ومن ثم تكلفة عند تصنيعه ثم تكلفة توزيعه والدعاية الخاصة به . حتى يصل ليد المريض بالشكل الملائم . الشركات العالمية multinational مثل pfizer هي غالبا ما تقوم بالأبحاث لاختراع الأدوية الجديدة أما الشركات المحلية في الدول النامية فتقوم علي التقليد مع محاولات علي استحياء ونادرة للاختراع *للعلم إسرائيل تخترع سنويا 4 أدوية من اصل بضع و 50 تقريبا علي مستوي العالم . هل هناك مؤامرة علي الدول النامية فيما يتعلق بالأدوية ؟ اختراع دواءا جديدا لم يعد سهلاً بل تصل تكاليفه لملايين الدولارات ناهيك عن تحمل الشركة نفسها للتعويضات لو اكتشف أي عرض جانبي للدواء مثل vioxx® . لهذا فان هذه الشركات تريد عائدا ماديا وربح من هذه الأبحاث .... لهذا فرضت اتفاقية التربس حقوق الملكية الفكرية وعليه فانه لن تتمكن أي دولة من تقليد دواء لأي شركة قبل مرور 20 عاما علي اختراعه . حيث يظل في هذه الفترة حكرا علي الشركة الأم . ** نستخلص من هذا انه لم يعد لنا مكان في هذا العالم إلا إذا سعينا للاختراع والبحث والاكتشاف في شركات خاصة تنافس عالميا . أما مقاعد المستهلكين فمازلنا مبتسمين نشغلها . تسعير الدواء في المستقبل سيخضع للشركات المصنعة وستختفي تدريجيا قيود الدول – خصوصا النامية منها – علي التسعير وسنجد أرقاما خيالية وندخل في مشكلة كبيرة خصوصا لو كانت عملتنا المحلية ضعيفة أمام العملات الأجنبية ... لكن سيخضع الموضوع أيضا للتنافس بين الشركات التي ستنافس بقوة أخواتها وهنا سيخضع السعر لقواعد العرض والطلب والتكلفة والسوق . شفاكم الله وعافاكم