الخطوات على الرصيف باردة.. انتابني شعور غريب بالخوف.. كان خلفي تماماً.. أنفاسه تكاد تحطّ على رقبتي.. أسرع، فيسرع... أتباطأ، فيتباطأ.. دار السؤال في رأسي واستقر" ماذا يريد مني.. ومن يكون "؟؟ كأنما استقرّ سؤالي في أذنيه، فأطلق ضحكة جعلتني أجفل وأرتعش.. التصق اللسان في مكان ما من الفم. جفّ الريق أو كاد.. تساءلت: أيمكن أن أكون جباناً إلى هذا الحد.. أيمكن ؟؟ ودوّت ضحكته من جديد. تواطأ صمت الليل معه.. تواطأت الأرصفة التي خلت من المارة.. كنت مثل رجل آلي يتحرك كما يريد له الآخرون.. خطواتي أصبحت مثل النشيج، ودقات قلبي لا تعرف الهدوء.. فجأة خطر لي أن أتوقف.. فتوقفت.. استدرت.. نظرت في عينيه.. كان وجهه قريباً من وجهي... أنفاسه تتداخل مع أنفاسي.. شفتاه الغليظتان تقولان أشياء غريبة دون كلمات.. بارتعاش قلت :" ماذا تريد" بقي ساكناً صامتاً.. قلت مرة أخرى" أريد أن أعرف من أنت؟؟" رسم ابتسامة عريضة على شفتيه.. مدّ لسانه ..ولم يجب.. فمسحت العرق البارد عن جبيني وتابعت المسير .. صوت خطواته يطرق أذني.. أخذ يصفر لحناً أحببته دائماً.. تمنيتُ أن يغني لأسمع صوته.. ولكنه آثر أن يمدّ اللحن دون غناء.. أخذت أتذكر الوجوه القريبة والبعيدة.. حاولت أن أجد وجهه بين الوجوه.. لكن دون فائدة.. الملامح غريبة.. النظرات المخيفة الساخرة لم أعرفها من قبل.. ترى من أين أتى وماذا يريد.. لا أستطيع أن أخمن.. أخذت أتذكر أفعالي وأعمالي منذ سنوات.. لا شيء يدفع الآخرين لترصّد حركاتي .. فجأة برز شخص من أحد الشوارع.. قلت :" جاء الفرج " وصحت" أنقذني.. هذا الرجل يريد أن يقتلني ".. اقترب هذا من ذاك.. تصافحا... ضمّ أحدهما الآخر وأخذا يدوران ويضحكان.. تمنيت أن يقول أحدهما للآخر شيئاً.. كان الحوار صامتاً.. وانتظرت.. أليس غريباً أن أنتظر. تصافحا.. تعانقا.. وسار الذي كان يتبعني وأشار بيده طالباً مني متابعة المسير.. ففعلت وسرت أمامه.. وصلت إلى نتيجة نهائية تقول: إنني ما عدت أستطيع أن أحرك ساكناً، وعليّ أن أطيع.. ولماذا أرفض ما دمت لا أملك مقومات القدرة على الرفض ؟؟؟ اقتربت من الشارع الذي أسكن فيه.. قلت في نفسي" الآن سيتركني.. لايمكن أن يتابع أكثر" ضحك بصوت مرتفع.. دخلت الشارع.. ظلّ ورائي.. باب البيت قريب.. خطوات وأصبحت أمامه.. أخرجت المفتاح من جيبي.. نظرت إليه، هزّ رأسه مشجعاً.. أدخلت المفتاح بالثقب وأدرته.. انفتح الباب .دخلت.. فدخل معي... أخذ يتجول في البيت وكأنه يعرفه منذ ألف عام ..تناول الطعام.. دخل الحمام.. تمدد على السرير.. وكنت أجلس فاغر الفم متقوقعاً على نفسي لا أعرف ماذا أفعل أو ماذا أقول... طلب بإشارة من يده أن أصبّ الشاي، ففعلت... تناول الكوب وأخذ يرتشف منه متلذذا.. رفعت كوبي فارتعشت يدي واندلق الشاي على ثيابي... ضحك واندلقت ضحكاته تملأ فضاء الغرفة.. بعد قليل أخذ يشخر.. فكرت أن أقترب من رقبته وأضغط عليها حتى يلفظ أنفاسه.. فتح عينيه ونظر إلي بتأنيب، فانكمشت وبقيت مصلوباً على الكرسي دون أي حركة" وكان الوقت يمر.. طويلاً.. طويلاً.. طويلاً
الخطوات على الرصيف باردة.. انتابني شعور غريب بالخوف.. كان خلفي تماماً.. أنفاسه تكاد تحطّ على رقبتي.. أسرع، فيسرع... أتباطأ، فيتباطأ.. دار السؤال في رأسي واستقر" ماذا يريد مني.. ومن يكون "؟؟ كأنما استقرّ سؤالي في أذنيه، فأطلق ضحكة جعلتني أجفل وأرتعش.. التصق اللسان في مكان ما من الفم. جفّ الريق أو كاد.. تساءلت: أيمكن أن أكون جباناً إلى هذا الحد.. أيمكن ؟؟
ودوّت ضحكته من جديد.
تواطأ صمت الليل معه.. تواطأت الأرصفة التي خلت من المارة.. كنت مثل رجل آلي يتحرك كما يريد له الآخرون.. خطواتي أصبحت مثل النشيج، ودقات قلبي لا تعرف الهدوء.. فجأة خطر لي أن أتوقف.. فتوقفت.. استدرت.. نظرت في عينيه.. كان وجهه قريباً من وجهي... أنفاسه تتداخل مع أنفاسي.. شفتاه الغليظتان تقولان أشياء غريبة دون كلمات.. بارتعاش قلت :" ماذا تريد" بقي ساكناً صامتاً.. قلت مرة أخرى" أريد أن أعرف من أنت؟؟" رسم ابتسامة عريضة على شفتيه.. مدّ لسانه ..ولم يجب.. فمسحت العرق البارد عن جبيني وتابعت المسير ..
صوت خطواته يطرق أذني.. أخذ يصفر لحناً أحببته دائماً.. تمنيتُ أن يغني لأسمع صوته.. ولكنه آثر أن يمدّ اللحن دون غناء.. أخذت أتذكر الوجوه القريبة والبعيدة.. حاولت أن أجد وجهه بين الوجوه.. لكن دون فائدة.. الملامح غريبة.. النظرات المخيفة الساخرة لم أعرفها من قبل.. ترى من أين أتى وماذا يريد.. لا أستطيع أن أخمن.. أخذت أتذكر أفعالي وأعمالي منذ سنوات.. لا شيء يدفع الآخرين لترصّد حركاتي ..
فجأة برز شخص من أحد الشوارع.. قلت :" جاء الفرج " وصحت" أنقذني.. هذا الرجل يريد أن يقتلني ".. اقترب هذا من ذاك.. تصافحا... ضمّ أحدهما الآخر وأخذا يدوران ويضحكان.. تمنيت أن يقول أحدهما للآخر شيئاً.. كان الحوار صامتاً.. وانتظرت.. أليس غريباً أن أنتظر. تصافحا.. تعانقا.. وسار الذي كان يتبعني وأشار بيده طالباً مني متابعة المسير.. ففعلت وسرت أمامه.. وصلت إلى نتيجة نهائية تقول: إنني ما عدت أستطيع أن أحرك ساكناً، وعليّ أن أطيع.. ولماذا أرفض ما دمت لا أملك مقومات القدرة على الرفض ؟؟؟
اقتربت من الشارع الذي أسكن فيه.. قلت في نفسي" الآن سيتركني.. لايمكن أن يتابع أكثر" ضحك بصوت مرتفع.. دخلت الشارع.. ظلّ ورائي.. باب البيت قريب.. خطوات وأصبحت أمامه.. أخرجت المفتاح من جيبي.. نظرت إليه، هزّ رأسه مشجعاً.. أدخلت المفتاح بالثقب وأدرته.. انفتح الباب .دخلت.. فدخل معي... أخذ يتجول في البيت وكأنه يعرفه منذ ألف عام ..تناول الطعام.. دخل الحمام.. تمدد على السرير.. وكنت أجلس فاغر الفم متقوقعاً على نفسي لا أعرف ماذا أفعل أو ماذا أقول...
طلب بإشارة من يده أن أصبّ الشاي، ففعلت... تناول الكوب وأخذ يرتشف منه متلذذا.. رفعت كوبي فارتعشت يدي واندلق الشاي على ثيابي... ضحك واندلقت ضحكاته تملأ فضاء الغرفة.. بعد قليل أخذ يشخر.. فكرت أن أقترب من رقبته وأضغط عليها حتى يلفظ أنفاسه.. فتح عينيه ونظر إلي بتأنيب، فانكمشت وبقيت مصلوباً على الكرسي دون أي حركة" وكان الوقت يمر.. طويلاً.. طويلاً.. طويلاً