الموضوع طويل لكن شيق ومفيد حذرت أبحاث علمية من خطورة الإفراط في تناول الفيتامينات والمنشطات والهرمونات، خاصة بعد أن أصبحت ظاهرة باتت تهدد فئات كثيرة من الناس خاصة الشباب من الجنسين. وقالت الدراسات إن الافراط في تناولها يؤدي إلى الإصابة بسلسلة أمراض كثيرة منها امراض السرطانات والعقم وتدمير جهاز المناعة. الدكتور عماد راغب شعيشع ـــ الباحث بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية ــ يقول:الفيتامينات مركبات عضوية لازمة للنمو الطبيعي والمحافظة على الحياة وهي تختلف عن المركبات الأخرى العضوية التي تلزم الجسم في أنها لا تبنى في الجسم بواسطة العمليات الحيوية المختلفة، كما أنها تلزم الجسم بتركيزات بسيطة جداً حيث إن لها فعل العامل المساعد في كثير من الحالات، كما أنها لا تمد الجسم بالطاقة ولا تستخدم في بناء وحدات بنائية جديدة في الجسم كالخلايا مثلاً ولكنها تلزم بالتركيزات السابقة في عمليات انتاج واستخدام تنظيم تحويل الطاقة والعمليات الحيوية الداخلية عموماً. والفيتامينات تلعب دورا مهما بالنسبة لبعض الأمراض أو الأعراض التي تظهر على الإنسان نتيجة لنقصها أو لزيادتها عند تناولها بكميات كبيرة كما هو ملاحظ في هذه الأيام، فالبعض يبتلع كميات هائلة من الفيتامينات، كلما شعر ببعض الزكام أو الإنفلونزا، كما أن بعض الأفراد عندما يشعرون بحالة من النرفزة والعصبية يتناولون كمية من فيتامين B المركب أو إذا شعر ببعض أعراض «الدوخان»أو الضعف يتناول فيتامين B12 ولو عرف الإنسان أن جسمه يحتاج إلى تركيزات بسيطة من الفيتامينات وأن جسمه لا يقبل أكثر من هذه التركيزات لما أجهد نفسه في تعاطيها. الأعراض التي تصاحب نقص الفيتامينات نوعان: الأولى أعراض عامةGenanonsgecificsymp والثانية نوعية الأعراض العامة تعرف بسوء الصحة وهي تتلخص في أوجاع بسيطة وشعور بعدم الراحة، ومثل هذه الأعراض ليست خاصة بفيتامين معين وإنما قد تحدث بنقص أي فيتامين، أما الأعراض الخاصة فتنقسم إلى قسمين أولها بحالة hypovitaminosis والثانية avitaminosis فالأولى تتميز بنقص بسيط وتزول الأعراض الخاصة باعطاء النقص، أما الثانية فتحدث نتيجة نقص كبير مما يسبب ظهور الأعراض الاكلينكية وهذه الأعراض تشفى بتعويض النقص إذا عولج في بدايته أما إذا تأخر العلاج فإن الشفاء لا يتجاوز 80 %بمعنى بقاء بعض الأعراض بحالة مزمنة وهذه الأعراض المزمنة. أما فيتامين C:فإن نقصه يسبب نزيفا في أي جزء من أجزاء الجسم وحدوث تغيرات في تركيب وشكل اللثة وبعض التغيرات في الأطراف النامية في العظام قد تختلط باعراض الكساح، كذلك حدوث نقص في عمليات تكلس العظام، كما يحدث تحركات في مكان العظام عن موضعها الطبيعي، نظراً لضعف الغضاريف التي تحميها وظهور أعراض الأنيميا كذلك تضخم في القلب مصحوباً بتدهور لعضلة القلب، كما يحدث تلف للأعضاء التناسلية وعدم قدرة الجروح على الالتئام وانخفاض في المقاومة للسموم البكتيرية مع ضعف عام واجهاد عضلي وهذا الفيتامين يبدو أنه غير سام عند تناوله بكميات كبيرة تزيد على الاحتياجات اليومية وهو سهل الامتصاص إلا في حالات الاسهال ولكن الكميات الزائدة تخرج في البول بعد 3 ساعات من تناوله. فيتامين A:الجرعات الزائدة منه تؤدي إلى ظهور تسمم وصداع وقيء ورغبة في النوم، كما يتلون الجلد بلون أصفر والعظام تصبح سهلة الكسر، كما يتعرض الكبد والطحال إلى التضخم. فيتامين B:الزيادة تذهب مع البول وتؤثر على الأعصاب ويؤدي إلى الاجهاد السريع.حامض النيكوتينك:الزيادة تؤدي إلى اتساع الأوعية الدموية واضطرابات في عضلات القلب والشعور بالاختناق. فيتامين B12:الافراط فيه يؤثر على الكليتين ولا يفيد فيها أي علاج بعد ذلك. فيتامين D:له تأثير سام كما يحدث فقداناً في الشهية وقيئاً وإسهالا وتكلسا في الأنسجة والأعضاء كالكليتين والرئتين والقلب والشعب الهوائية والمعدة. خطورة الهرمونات أما الهرمونات، فيقول د.عماد راغب شعيشع إنها عبارة عن مكونات لها قدرة السيطرة على نشاط الأنسجة ونموها وتفرز بواسطة الغدد الصماء ومعنى كلمة صماء أنه ليس لها قناة وذلك خلاف الغدد غير الصماء ومثالها غدد اللعاب بالفم والغدد الصماء ترسل ما تفرزه إلى الدم وزعيمة هذه هي الغدة النخامية وتوجد في مكان منخفض بالجمجمة والغدد الأخرى هي الدرقية ومكانها الجزء الأمامي للرقبة ثم الغدة جارة الدرقية وهي عبارة عن أربع غدد وموقعها أسفل وأعلى الغدة الدرقية ومسؤوليتها تمثيل الفوسفور والجير، ثم غدة الكظر أو فوق الكلية وموقعها أعلى الكليتين وهي تفرز هرمونات مهمة لحياة الإنسان ثم غدة البنكرياس فغدة الخصية عند الذكور والمبيض عند الإناث. والهرمونات لها تأثير على الجهاز العصبي وعلى الحالة النفسية والأخلاقية والنمو والذكاء والحالة الجنسية.د.عماد شعيشع يؤكد أنه نظراً لحالات القلق وأساليب الحياة الحديثة فإن بعض الرجال يخشون من تدهور قواهم الجنسية او قرب تدهورها كما يتخيلون فيبدأون في علاج أنفسهم وابتلاع اقراص الهرمونات الجنسية ويتعاطونها بدون وعي ولا نظام فيحدث الانتعاش والقوة الكاذبة التي يهللون لها ويزيدون من هذه الأدوية وهم لا يعلمون أن الافراط فيها وكذلك الافراط في تعاطي هرمونات أخرى تسبب احتجاز الماء والملح في الجسم أو تورماً مائياً بالجسم او تصلباً في الشرايين وارتفاع ضغط الدم واحداث نوع من عدم التوازن للهرمونات فيحدث تأثير ضار على البروستاتا ويسبب لها تضخما أو أوراما خبيثة علاوة على اضعاف بعض الغدد خاصة عند كبار السن. تكوين العظام والكالسيوم الدكتور السيد حجازي ـــ الاستاذ بقسم التغذية بالمركز القومي للبحوث يقول :ان الفيتامينات من المركبات العضوية التي لها دور رئيسي في عملية التمثيل الغذائي وفي نمو الجسم والوقاية من الأمراض، وهما نوعان الأول يذوب في الدهون مثل فيتامين (A)-DHEHK ويوجد فيتامين (أ)في اللحوم ومنتجاتها كما أنه يوجد في بعض المنتجات النباتية ولكن على صورة كاروتينات..وهي المادة الصفراء التي توجد في الجزر أو المانجو والفواكه ذات اللون الأصفر، كما يوجد في المواد التي تعطي اللون خاصة الطماطم من نوع «الليكوبي» أو الأنثوثيانين وهي الصبغة الحمراء في الطماطم أو البطيخ وهذه الصبغات تتحول في الجسم إلى فيتامين (أ)ولكن بنسبة 1 إلى 16، ويساعد فيتامين (أ)على زيادة قوة الإبصار. أما فيتامين D:فيوجد منه صورة تحت الجلد D2 ويتحول إلى D3 بفعل الأشعة البنفسجية الصادرة من الشمس وهي الصورة الفعالة التي يساعد على تكوين العظام والكالسيوم. أما فيتامين E:فهو مسؤول عن زيادة نسبة الخصوبة ويوجد في مصادر نباتية، وفيتامينK وهو مسؤول عن تكوين الجلطة الدموية داخل الجسم والاقلال من عمليات النزيف. والمجموعة الثانية وهي «مجموعة فيتامينات (ب) المركبة وتضم حوالي 11 نوعاً» وهي مسؤولة عن سلامة العمليات الحيوية في الجسم مثل التمثيل داخل الجسم كما أن منها ما هو مهم ضد الانيميا مثل Btwelf وهي ضد الأنيميا الخبيثة وحمض الفوليك وهو مهم أيضاً في الأنيميا المنجلية، وهذه الفيتامينات تذوب في الماء. أيضاً فيتامين C يدخل ضمن هذه الأنواع وهو منتشر في المملكة النباتية في الخضر والفاكهة جميعاً وهو مسؤول عن نمو الجسم والمحافظة على الأسنان واللثة والخلايا المبطنة للجسم ومقاومة أمراض البرد، كما يعتبر من الفيتامينات المضادة للاكسدة، بالإضافة إلى فيتامين (أ)وجميعها مضادة للاكسدة التي تتم في الجسم والتي تسبب السرطانات وهذه الفيتامينات يحتاجها الجسم بكميات قليلة جداً وأكثرها فيتامينC حيث يحتاج الفرد البالغ إلى 64 مجم يومياً. ويؤكد د.السيد حجازي أن الاكثار من تناول ( الفيتامينات ) الذائبة في الدهون بكميات كبيرة يؤدي لحدوث أضرار بالجسم أخطرها التسمم وطفح على الجلد، أما الإكثار من تناول الفيتامينات التي تذوب في الماء مثل C، B فلا خطورة منها لأن الجسم يأخذ احتياجاته الأساسية ويخرج الزيادة عن طريق البول. أما الهرمونات فهي مركبات عضوية يفرزها الجسم وتؤدي العمليات الحيوية داخل الجسم، فهناك هرمونات للنمو وأخرى للانوثة مثل الأستروجين والأندروجين، وثالثة للذكورة مثل التيستيرون.وهرمون فوق الكلى وجميعها ذكورية وأنثوية وهرمونات مسؤولة عن الأنسولين التي تتخلص من الزيادة في السكر بالجسم. وجميع هذه الهرمونات يفرزها الجسم ويتحكم فيها جميعا هرمون يفرز من المخ، وهي طبيعية يفرزها الجسم لأداء الوظائف الحيوية بداخله، أما إذا تناول الشخص هرمونات خارجية من مصادر أخرى عن طريق الحقن هنا تحدث كارثة فقد يصاب بالسرطان لأنه يحدث لها تراكم في الجسم وتؤثر سلباً على العمليات الحيوية بالجسم وهذه الهرمونات قد يحتاجها الجسم بكميات قليلة. فيتامين «هـ» الدكتور محمود سليمان ـ استاذ الفارماكولجي ـ بالمركز القومي للبحوث يشير إلى أنه اجريت أبحاث في الولايات المتحدة على فيتامين (هـ) وهو أفضل فيتامين مضاد للأكسدة التي تسبب تدمير خلايا الجسم واصابة الناس بالعجز والهرم وأثبتت الابحاث أن الاكثار من فيتامين (هـ)يضعف عضلة القلب، كذلك فيتامين (أ)و(ج)، الإكثار من تناولهما يسبب تسمما.ويؤكد د.محمود أن الإفراط في تعاطي الفيتامينات والهرمونات أصبح ظاهرة مزعجة، وأشار إلى أن الإفراط ليس بالنوع ولكن في بعض الأدوية مثل الأسبرين الذي تسبب زيادته قرحة المعدة وسيولة في الدم وهدم في فيتامين C ، كما أن الزيادة في تعاطي الكورامين يجهد القلب ولا يقويه، وقال ان الإنسان إذا أراد أن يعيش في صحة وحيوية فليأخذ ما يريد من هذه المكونات ومن المعادن وخلافه من الغذاء الناضج كالفاكهة والخضر ومن الأغذية المطبوخة طبخاً سليماً، فدواء الإنسان من الأرض وما تنتجه وأن يعطي لبدنه حقه في الراحة فلا يجهده ولا يتركه خاملاً وأن يترك الهموم والهواجس وإذا مرض فليذهب إلى الطبيب ولا يعالج نفسه، لأن الأدوية بما فيها الفيتامينات والهرمونات سلاح ذو حدين نافعة وضارة في نفس الوقت ولا يفرط في تعاطيها حتى لا يندم وقت لا يفيد الندم. الدكتور محيي الدين الليثي ـــ أستاذ الفارماكولجي بالمركز القومي للبحوثـ يقول:ان تناول أي شيء قد ينتج عن آثار جانبية ايجابية أو سلبية، نفس الأمر ينطبق على الفيتامينات حيث من الضروري أن يكون استعمالها عند الحاجة إليها فقط وبالكميات التي يحتاجها الجسم . النيولوك ومستقبل صحة الإنسان * استعمال الهرمونات هي الظاهرة الحديثة التي انتشرت مؤخراً والمعروفة «نيولوك» New Lock مثل نفخ بعض أجزاء من الجسم أو ابراز عضلات الجسم وخلافه باستعمال بعض أنواع الهرمونات مثل هرمون النمو أو الذكورة وهنا تكمن الخطورة لأن استعمال هذه الهرمونات من الخارج قد يؤدي الى توقف افرازها تماماً من الغدد الصماء الخاصة بها مما يؤدي الى حدوث خلل بدورة الهرمونات الطبيعية بالجسم وبالتالي تحدث آثار عكسية بخلاف ما كان متوقعاً حيث تحدث تشوهات بالجسم وتجمعات دهنية وترهلات وظهور أعراض شيخوخة مبكرة. الدكتور علي دياب ـ استاذ السموم والمخدرات بالمركز القومي للبحوث يؤكد أن هوس المنشطات الذي يجتاح بعض شرائح الشباب بدعوى الإحساس بالحيوية الزائفة والقدرة غير العادية ما هو إلا سراب له مخاطر جسيمة تنعكس على الجسم الذي يقع ضحية لهذه المنشطات حيث إن هناك أنواعا من المنشطات تتلخص آثارها النفسية في الاحساس بالثقة والحيوية والنشوة ويقظة الحواس والحركة الكثيرة وتزاحم الأفكار والرغبة في الكلام كما أن لها آثاراً جسدية تتمثل في ارتفاع ضغط الدم وسرعة ضربات القلب والغثيان والقيء وفقدان الشهية والأرق كما أن بعض الجرعات الزائدة من المنشطات تسبب حالة من التهيج وسهولة الانفعال والعصبية والعدوانية والاعتداء على الآخرين وفقدان التقدير السليم للمواقف.ويضيف د.علي أن هناك بعض أنواع المنشطات المعروفة والتي لها استعمالها الطبي المحدود ولا شك أن لها تأثيراً سريعاً في رفع الروح المعنوية والشعور بالنشوة والسعادة والحيوية والنشاط والرغبة في العمل وزوال الاجهاد ولهذا يظل الإنسان يعمل تحت تأثيرها ساعات طويلة دون الاحساس بالتعب، ولذا انتشرت بين الطلبة والحرفيين وتسمى هذه العقاقير بحبوب النشاط لدى الرجل العادي وحبوب النجاح أو الخطر لدى المتعاطين ومن أبرز أعراضها تقليل الشهية للطعام إلى أن تنعدم مع طول التعاطي ولذا تعرف بحبوب التخسيس ومن يتعاطاها لمدة طويلة يفقد قدراً كبيراً من وزنه نتيجة لفقد الشهية ويشعر الإنسان وهو تحت تأثير هذا النوع من المنشطات أن قدرته على التركيز زادت وقدرته على الملاحظة ارتفعت وتتفتح شهيته للعمل دون كلل أو ملل ولهذا يقبل عليها من يؤدون عملاً يبعث على الملل والسأم ولكن بمجرد أن ينتهي تأثيرها تهبط المعنويات بسرعة فيشعر الإنسان بالفتور وعدم الاقبال وانطفاء الحماس وعدم الرغبة في مواصلة العمل ولا يستطيع أن يبدأ شيئاً جديداً إلا إذا تعاطاها مرة أخرى وهذا يعني أنه دخل دائرة الإدمان .