سيدي.. سندي.
سكبوا دمي في قالب المرتبة، ونسوني في أدنى درجة من سلم الثلاجة، لم أصرخ، ولم أبكِ، لأن البكاء، فعل نسوي، ولم ألح في المطالبة. أكره السؤال والاستجداء، ورغم تفردي بين جميع الحشرات بالحذق والتفاني وانكار الذات. أنا نصير الصبر والصابرين، السؤال لغير الله مذلة.
أحذية الصاعدين، والمتسلقين تدوس كل يوم على جسدي حتى استحلت مداسة مهترئة، ستتقاعد بعد حين في برميل القمامة.
ماذا تقرأُ سيدي؟!
الحمار يهرش ظهر الكلب والضبع في ملهى الجيب!!
لماذا لاتسمع إلى شكايتي.. سندي؟.
ابعد عن وجهك صحيفة (الثورة).
منذُ قرون وأنا أبحث عنك، شاخت قرون رأسي، وقطع ذنبي. أتقرأ بصوت عالٍ؟!
ماأجمل صوتك ياسيدي..
"ذكرت نشرة العلاقات العامة بوزارة الداخلية أن حوادث اطلاق النار خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية بلغت عشر حوادث أودت بحياة سبعة واصابة ثلاثة آخرين بجروح."
حالتي خطيرة تستدعي الاسعاف العاجل إلى خارج البلاد.. سيدي، وليس إلى الملأ الاعلى كما جاء بتقرير اللجنة الطبية العلياء. عقيدتي راسخة -لكل أجل كتاب-. سئمتُ من وجبات الهزات اليومية. احلم أن أرى انفجار دمل الأمل قبل أن أغادر، فهل ستحقق حلمي.. سيدي؟..
ماهذا سيدي؟!
خمسُ أصابع!
اصابع ماذا؟
تناولها دفعة واحدة.
أهي أصابع شيكولاتا؟!
لا..
ماهي إذاً.. سندي؟!
ديناميت.
أنت تمزح سيدي!!.. آه لماذا تتحسس المسدس؟!
ارفع يديك.
أنت تعرف انني مشلول.
وأطلقت رصاصة
رصاصة واحدة
وغادر العنبر
تاركاً على الوجه
نقطاً قرمزية،
سُلَّماً حلزونياً
وابتسامة زرقاء.
- "وعثرت أجهزة الأمن على جثة في "ذمار" واخرى في مشفى الثورة في أمانة العاصمة، وثالثة لمشنوق في "عدن" والبحث جارٍ لمعرفة أسباب تلك الحوادث."
سبتمبر93