إنه جاء فى القرآن أن قميص يوسف لما رآه يعقوب ؛ أتى بصيراً إلى مصر مع أهله ، وقد كان قد عمى من الحزن . ونقل من كتب التفسير أنه كان قميص إبراهيم . . إلخ . واستبعد شفاء يعقوب برؤية القميص .
إن التوراة مصرحة بعمى يعقوب ، وأنه سيبصر إذا وضع يوسف يده على عينيه . ذلك قوله : " أنا أنزل معك إلى مصر ، وأنا أصعدك أيضاً . ويضع يوسف يده على عينيك " [تك 46 : 4] هذه ترجمة البروتستانت . وفى ترجمة الكتاب المقدس بلبنان : " أنا أنزل معك إلى مصر ، وأنا أصعدك منها . ويوسف هو يغمض عينيك ساعة تموت " فيكون النص فى عدم العمى صراحة فى هذه الترجمة . واتفقت التراجم على ضعف بصر يعقوب " وكانت عينا يعقوب كليلتين من الشيخوخة ، ولم يكن يقدر أن يبصر " [تك 48 : 10] . واستبعاد شفاء يعقوب برؤية القميص ؛ لا محل له . وذلك لأن فى التوراة من هذا كثير . فنبى الله اليسع ـ عليه السلام ـ لما مات ودفنوه فى قبره ؛ دفنوا معه بعد مدة ميتاً . فلما مست عظامه عظام اليسع ؛ ردت إليه روحه . وهذا أشد فى المشابهة من قميص يعقوب ففى الإصحاح الثالث عشر من سفر الملوك الثانى : " ومات اليشع فدفنوه . وكان غزاة موآب تدخل على الأرض عند دخول السنة ، وفيما كانوا يدفنون رجلاً إذا بهم قد رأوا الغزاة ؛ فطرحوا الرجل فى قبر اليشع .فلما نزل الرجل ومسَّ عظام اليشع ؛ عاش وقام على رجليه " [2مل 13 : 20ـ21] .