مصر لم تكن من ميراث بنى إسرائيل

الناقل : heba | المصدر : www.dar-alifta.org

مصر لم تكن من ميراث بنى إسرائيل
الشبهة
جاء في القرآن: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 128، 129] وورد في تفسيرها: أن مصر فُتِحَت لهم في زمن داود عليه السلام. فمن الواضح أن القرآن في هذه الآيات خالف الواقع، وخالف ما جاء في الكتاب المقدس؛ لأن بني إسرائيل ورثوا أرض كنعان ولم يرثوا أرض مصر.
 
الرد عليها
مركز الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية
هذه الآيات توضِّح أن موسى - عليه السلام - أمر قومه بالصبر والاستعانة بالله تعالى على كَيْد فرعون وقومه، فقد أمر فرعون أعوانه أن يُقتِّلوا أولاد بني إسرائيل ويَسْتَحْيُوا نسائهم، وكان ذلك قبل مجيء موسى - عليه السلام- وبعد إيمانهم بموسى توعدَّهم فرعونُ بالعذاب والقتل، فأُوذُوا من قبل أن يأتيهم ومن بعد ما جاءهم، فبشَّرهم الله - عزَّ وجل- بالانتصار وإرث الأرض، والإرث هنا ليس استغلال خيرات الأرض وتسخير أهلها في مصالحهم، ولكنه إرث شريعة، وهو أن يبلغوا التوراة للأمم.
والآية لم تصرح بتحديد مكان هذه الأرض، أما ما قاله المفسرون في تحديد هذه الأرض بأنها أرض مصر، فهو قول يثبته التاريخ ولا ينفيه؛ لأن بني إسرائيل استخلفوا في عصر سيدنا موسى - عليه السلام - بعد أن نَجَّاه الله من فرعون هو والذين آمنوا معه، فاتَّجهوا إلى الطور، وقد مكَّن الله لهم في هذه الأرض، ورزقهم الْمَنَّ والسَّلْوى، والطور قطعة من أرض مصر، إذن فبنو إسرائيل مَكَّن الله لهم في مصر، وقد استُخْلِفوا مرة أخرى في زمن داود وسليمان عليهما السلام.