جاء في القرآن الكريم قوله تعالى : { وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } [القصص : 9] نجد هنا اختلافا بين القرآن والكتاب المقدس بشأن المرأة التي أخذت موسى وربَّته ، فالقرآن خالف هنا حقيقة تاريخية أثبتها الكتاب المقدس وهي أن المرأة التي أخذت موسى عليه السلام وربَّته هي ابنة فرعون وليست زوجته كما جاء في القرآن ، فجاء في الكتاب المقدس أن ابنة فرعون نزلت إلى نهر النيل لتغتسل - لأنهم كانوا يعتبرونه إلها يطهرهم من النجاسة - فرأت سفطًا من البردي بين الحلفاء ففتحته وإذا صبي يبكي، فاتخذته ابنة فرعون ابنًا لها . وقال موسى [ في الخروج 2: 5-10] إنها ابنة فرعون ، وهو أعلم بمن ربته !
هناك فرق بين الملتقطة والمربية ، القرآن يقول : إن الملتقط هم آل فرعون ، وهذا عام يشمل زوجته أو غيرها ، ولم يقل القرآن الكريم إن المربية هي ابنة فرعون أو زوجته . والآية الكريمة لا تدل على أن زوجته هي التي ربَّت نبي الله موسى عليه السلام . فالآية تحكي قول امرأة فرعون عند التقاط موسى عليه السلام، قالت : { قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } فالآية تقرر بأنهم مخطئون في التقاطه ورجاء النفع منه . أما القول بأن الذي ربَّت موسى هي ابنة فرعون فهو أمرٌ يحتاج إلى إثبات تاريخيٍّ ، وهذا أمر يصعب إثباته ، فلذا فالأمر مُحْتَمِل . وعلى هذا فلا تناقض بين القرآن وما ذُكر في الكتاب المقدس بخصوص هذا الموضوع .