مريم أم هاجر؟

الناقل : heba | المصدر : www.dar-alifta.org

الشبهة
ورد في القرآن قوله: {فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِياًّ* فَأَجَاءَهَا المَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِياّ* فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِياًّ* وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِياّ* فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ اليَوْمَ إِنسِيًّا} [مريم: 22-26]. وفى هذا خلط بين مريم العذراء وهاجر أم إسماعيل؛ لأن هاجر هي التي هربت إلى البرية بإسماعيل، ولما عطشت هيَّأَ لها الله عين ماء فشربت، أما العذراء فلم تهرب إلى البرية ولا احتاجت إلى الماء ولا كانت تحت نخلة.
 
الرد عليها
مركز الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية
فرق بين قصة مريم وقصة هاجر:
لم يقدم السائل دليلاً على ما ادَّعَاه من وجود خلط في القرآن الكريم بين قصتي هاجر ومريم، بل ذهب بعيدًا بتوهمات متخيلة ليدلل على ما ادعاه، فتراه يقول هربت هاجر إلى البرية وأما مريم فلم تهرب إلى البرية.
والقرآن لم يقل أبدًا إن مريم هربت إلى البرية كما ورد في قصة  هاجر، بل قال: {فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مكانًا قَصِيًّا}[مريم: 22]، أي: أن المكان الذي آوت إليه مريم كان قصيًّا نائيًا عن أهلها، ولم يذكر القرآن أنه كان في البرية كما ادعى السائل.
وأما احتياج هذه الصدِّيقة المحتجبة عن قومها إلى الماء في مثل هذه الحالة التي آوت فيها، فهذا أمر من قوام حياة الإنسان. ولا أدري كيف لعاقل أن يقول إنها لم تحتج إلى الماء؟ أفليست مريم إنسانة يصيبها من العطش ما يصيب بنات آدم وبنيه؟ ثم هل إذا ذكر القرآن أن مريم شربت يكون هذا دليلا على أنه خلط بين الأمرين؟!
على أن السيدة هاجر أيضًا لم تهرب إلى البرية، وإنما أراد الله أن يعمر بها وبابنها سيدنا إسماعيل البلد الحرام، فأمر إبراهيم -عليه السلام- أن يأخذها ويتركها فى هذا المكان لإحياء بيته الحرام وشعائر دينه الحنيف.
والله أعلم.