ما وجه دلالة المعجزة على صدق الأنبياء ، وكونها قائمة مقام قول الله تعالى: " صدق عبدي" ؟
الناقل :
heba
| المصدر :
www.dar-alifta.org
س : ما وجه دلالة المعجزة على صدق الأنبياء ، وكونها قائمة مقام قول الله تعالى: " صدق عبدي" ؟
ج : وجه دلالة المعجزة على صدق الأنبياء يظهر من هذا المثل _ ولله المثل الأعلى _ وهو أنه لو قام أحد من الناس في محفل عظيم بمحضر ملك كبير حكيم وقال : أيها الناس : إني رسول هذا الملك إليكم . ومؤتمنه لديكم . أرسلني لأبلغكم أوامره ، وهو عالم بمقالتي وسامع لكلامي ومبصر لي . وآية صدقي أن أطلب منه أن يخرق عادته ويخالفها فيجيبني إلى ذلك . ثم قال للملك: إني كنت صادق في دعواي فاخرق عادتك وقم ثلاث مرات متواليات . ففعل الملك ذلك فإنه يحصل للجماعة علم ضروري بصدقه في مقالته ، وقام خرق الملك لعادته مقام قول الملك: قد صدق فيما ادعاه . ولم يشك أحد أن رسول الملك والأنبياء عليهم السلام قد ادعوا إرسال الله تعالى لهم للبشر ، وهو عالم بدعواهم سامع ناظر إليهم . فإذا طلبوا من الله تعالى إظهار المعجزات التي ليس في طاقة البشر أن يؤتوا بمثلها فأعانهم على ذلك وأقدرهم عليها، كان ذلك تصديقًا لهم منه فعلا وهو كالتصديق بالقول بل أولى . وهو يستلزم صدقهم في دعوى الرسالة ؛ لأن تصديق المولى الحكيم العليم القادر للكاذب أمر ظاهر الاستحالة . لاسيما وقد انضم إلى دلالة المعجزات على صدقهم دلالة ما اشتهر عنهم من الصفات والأحوال التي هي في غاية الحسن ونهاية الكمال .