: لأي شيء كان القرآن الكريم أعظم المعجزات ؟
الناقل :
heba
| المصدر :
www.dar-alifta.org
س : لأي شيء كان القرآن الكريم أعظم المعجزات ؟
ج : إنما كان القرآن أعظم المعجزات ؛ لكونه آية عقلية باقية مدى الدهر ، تشاهد كل حين بعين الفكر وسواه من المعجزات انقضت بانقضاء وقتها فلم يبق منها أثر غير الخبر ووجه إعجازه : أنه بلغ في الفصاحة والبلاغة إلى حد خرج عن طوق البشر ؛ فإن النبي r تحدى به العرب العرْباء ، وهم أفصح الأمم لسانًا وأوضحهم بلاغة وبيانًا . وقد وصلوا في عصره في البلاغة وفصل الخطاب لحال يحير العقول ويدهش الألباب ، وبقى فيهم ثلاثة وعشرين عامًا وهو يتحداهم بالقرآن أعظم تحدّ ، ويتصدى لتقريعهم به ، وإثارة هممهم للتعرض للمعارضة أعظم تصدّ ، فتارة يطلب منهم الإتيان بمثل سورة من القرآن ، وأن يستعينوا بمن شاءوه من الإنس والجان ، وتارة يسمهم بالعجز عن ذلك ، وعدم قدرتهم على سلوك تلك المسالك . وهم ذوو النفوس الأبية ، وأهل الحمية والعصبية فعجزوا عن ذلك عن أخرهم وتركوا المعارضة بالكلام إلى المعارضة بالحسام وعدلوا عن المقابلة باللسان إلى المقاتلة بالسنان ، وحيث عجز عرب ذلك العصر فمن سواهم يكون أعجز في هذا الأمر ، وقد مضى إلى الآن أكثر من ألف وثلاثمائة عام ، ولم يوجد أحد من البلغاء إلا وهو مُسَلِّمٌ أو ذو استسلام فدلّ على أنه ليس من كلام البشر ، بل هو كلام خالق القوى والقدر . أنزله تصديقًا لرسوله وتحقيقًا لمقولة . وهذا الوجه وحده كاف في الإعجاز وقد أنضم لهذا الوجه أوجه ، أحدها : إخباره عن أمور مغيبة ظهرت كما أخبر . ثانيها : أنه لا يمله السمع مهما تكرر . ثالثها : جمعه لعلوم لم تكن موجودة عند العرب والعجم . رابعًا : إنباؤه عن الوقائع الخالية وأحوال الأمم . والحال أن من أنزل عليه r كان أميًا لا يكتب ولا يقرأ ، لاستغنائه عن ذلك بالوحي ، وليكون وجه الإعجاز بالقبول أحرى .