السيدة ماك وليامز والرعد

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : مارك تواين | المصدر : www.balagh.com

واصل ماك وليامز حديثه ـ وكان قد بدأ يتكلم منذ برهة ـ :
ـ أجل، يا سيدي، إن الخوف من الرعد داء من أسوأ الأدواء التي يمكن أن تنزل بمخلوق بشري. وهو، في الغالب، وقف على النساء. ولكننا نجده أحياناً في كلبٍ صغير، أو في رجل. إنه داء عضال بحق وحقيق لأنه يقلق البشر أكثر من أي خوفٍ آخر، ولا مجال للتفكير معه أو تغيير مَن ابتلي به. فالمرأة التي تقوى على التحديق في الشيطان ـ أو في الفأرة ـ تضطرب وتتخاذل أمام وميض البرق. وإن خوفها لمما يثير الشفقة.
واستيقظت كما سبق أن قلت لك، وقد طرقت سمعي أنه مخنوقة لم أتبين مصدرها: (مورتيمر! مورتيمر!) فما ان لملمت شتات أفكاري حتى مددت يدي في الظلمة قائلاً:
ـ أهذه أنتِ، يا افنجلين؟ ما هناك؟ أين أنتِ؟
ـ إني داخل خزانة الأحذية. ينبغي لك أن تخجل من نفسك لبقائك راقداً في فراشك وسط إعصار مماثل!
ـ حسناً! ولكن أين وجه الخجل في النوم؟ هذا غير منطقي. فالمرء لا يمكن أن يخجل عندما يكون مستسلماً للرقاد، يا افنجلين.
ـ أنت لا تريد أن تفهم، يا مورتيمر، وتدري جيداً أنك لا تريد ذلك.
وتبينت شهقة مخنوقة، فقطع عليَّ ذلك، المحاضرة العنيفة التي كنت على وشك إلقائها، فقلت:
ـ أنا آسف، يا عزيزتي، آسف جداً! لم أقصد ذلك البتة ... عودي و ...
ـ مورتيمر!
ـ أيتها السماء! ما بكِ، يا عزيزتي؟
ـ أتريد أن تقول إنك ما تزال في السرير؟
ـ ولكن، بالطبع ...
ـ اترك السرير فوراً. اعتقدت أنك تهتم قليلاً بحياتك، من أجلي ومن أجل الأولاد، إذا لم يكن من أجلك أنت.
ـ ولكن، يا غرامي!
ـ لا تكلمني، يا مورتيمر. فأنت أعرف الناس بأن الأسرّة أشد الأماكن خطراً وسط الزوابع. إنك لتجد ذلك في كلب الكتب. بيد أنك تبقى في سريرك معرّضاً حياتك للخطر عن طيب خاطر، دونما مبرر اللهم إلا اللذة في المناقشة و ...
ـ يا للشيطان، ولكنني، يا افنجلين، لست في السرير الآن، أنا ...
(هذه العبارة قطعها وميض برق فجائي، أعقبته صيحة رعب من السيدة ماك وليامز، وقصف رعد شديد).
ـ هه! انظر إلى النتيجة! آه، يا مورتيمر، كيف يمكنك أن تكون كافراً لترسل الشتائم في مثل هذه اللحظة؟!
ـ ولكنني لم أتلفظ بأي شتيمة. وعلى أي حال لم يسبب ذل قصف الرعد. فقد كانت السماء سترعد سواء تكلمت أو بقيت صامتاً. وتعلمين جيداً، يا افنجلين، أو على الأقل ينبغي أن تعلمي، ان الجو المشحون بالكهرباء ...
ـ أجل، فكّر، فكّر! أنا لا أفهم كيف تكون لك هذه الشجاعة، وأنت تعلم أنه ليس على سطح البيت قضيب للصاعقة، وأن زوجتك المسكينة وأولادك هم تحت رحمة العناية الإلهية ... ماذا تفعل؟ ... إنك تشعل عود ثقاب! ... ولكنك مجنون جنوناً مطبقاً!
ـ بالله عليك، يا سيدتي، أين الضرر في ذلك؟ إن الغرفة مظلمة سوداء كقلب الكافر و ...
ـ اطفئ عود الثقاب! اطفئه فوراً. أوَ تعتزم التضحية بنا جميعاً؟ نك تعلم أن لا شيء كالنور يجذب الصاعقة. (يُسمع دوي انفجارات) آه، اسمع! أرأيت ماذا فعلت؟!
ـ كلا، أبداً. إن عود الثقاب يمكن أن يجذب الصاعقة. إن ذلك معقول، ولكنه لا يسبب الصاعقة. أُراهن على ذلك بأي شيءٍ وفضلاً عن ذلك إذا جذبها فإنه لا يجذبها هكذا لوجه الله. وإذا كانت ومضة البرق مصوبة إلى عود ثقابي، فبئس هذا التصويب لأنه لا يمكن إصابته مرة من مليون مرة ... الحقيقة إن مثل هذه المهارة في المعارض ...
ـ بالله عليك، يا مورتيمر! كيف تجرؤ على الكلام هكذا في اللحظة التي تواجه فيها الموت، في هذه اللحظة المهيبة؟! ... فإذا لم تفكر بالعاقبة، يا مورتيمر! ...
ـ ما هنالك؟
ـ هل صلّيت الليلة؟
ـ أنا ... فكرتُ في الصلاة، ولكنني انهمكت في التفكير في حاصل 12×13 و ...
(ويُسمع دويُّ انفجارٍ يصم الآذان).
ـ آه! لقد قُضي علينا! انقطع الرجاء! كيف ارتكبت مثل هذا الإهمال في لحظة مماثلة؟!
ـ ولكنني عندما أويت إلى فراشي لم يكن ثمة (لحظة مماثلة!) ولم يكن في السماء سحابة واحدة. فكيف كان بوسعي أن أفكر في أنه ستحدث مثل هذه الجلبة والضوضاء بسبب سهو بسيط كهذا؟ ولست أرى من الصواب أن تنهمكي هكذا وترتبكي، لأنه، على كل حال، حادث نادر الوقوع. أنا لم أصلِّ الصلاة منذ اليوم الذي سببتُ فيه ذلك الزلزال الأرضي الذي تذكرينه، لأربع سنوات خلت.
ـ مورتيمر! ما هذا الكلام؟ هل نسيت الحمّى الصفراء؟
ـ إنكِ، يا عزيزتي، لا تفتأين تقذفينني بالحمّى الصفراء، وذلك مغاير للصواب. فليس بالإمكان إرسال برقية إلى مدينة ممفيس رأساً، فكيف تريدين أن يسبب سهو ديني بسيط من جهتي ما حدث، أما قضية الزلزال فلا اتنصّل من تبعتها لأنني كنت قريباً من مكان حدوثه. ولكن لأشنق إذا كان عليَّ أن أرضى بمسؤولية كل هالك.
(ويُسمع الانفجار من جديد).
ـ آه، يا عزيزي، يا عزيزي! أنا واثقة أن الصاعقة وقعت في مكانٍ ما. مورتيمر! لن نرى الغد! فلتذكر، من أجل فائدتك، عندما نمسي أمواتاً، ان كفرك وإلحادك ... يا مورتيمر!
ـ حسناً! ماذا؟
ـ أتبين صوتك صادراً من ... هل أنت واقف أمام هذه المدخنة المفتوحة؟
ـ هوذا الجرم الذي ارتكبه الآن!
ـ ابتعد حالاً! يبدو أنك مصمم على القضاء علينا جميعاً. أتجهل أن أفضل موصل للصاعقة مدخنة مفتوحة، أين أنت الآن؟
ـ أنا هنا قرب النافذة.
ـ مورتيمر، أرجوك. هل جُننت؟ ابتعد بسرعة. إن الطفل الرضيع يدرك الخطر من الوقوف قرب النافذة خلال الزوابع. إنه يومي الأخير، يا صديقي العزيز، يا مورتيمر!
ـ أجل.
ـ ما هذا الذي يتحرك هكذا؟
ـ أنا!
ـ وماذا تفعل؟
ـ أحاول أن أرتدي بنطلوني.
ـ إلقه جانباً بسرعة ... بسرعة. أترتدي ثيابك بكل هدوء في مثل هذا الوقت؟ مع أنك تدري جيداً أن الكل يجمعون على أن الأنسحة الصوفية تجتذب الصاعقة. آه، يا رفيقي العزيز! ألا يكفي أن تكون حياتك محفوفة بالخطر بسبب عوامل طبيعية حتى تفعل كل ما بوسع بشري فعله لمضاعفة هذا الخطر؟ آه! لا تغنِّ! بِمَ تفكّر؟
ـ حسناً! كذلك! أين هو الضرر؟
ـ لقد قلت لك، يا مورتيمر، مئة مرة لا مرة واحدة، إن الغناء يُحدث ارتجاجات في الجو، وهذه الارتجاجات تحول التيار الكهربائي و ... لماذا تفتح هذا الباب؟
ـ اللطف الإلهي! أيتها السيدة! أي ضير في ذلك؟
ـ ما الضير! الموت ... هذا كل شيء! يكفي المرء درس القضية ثانية واحدة ليتبين له أنه بإحداثه مجرى هوائياً، إنما يوجه دعوة إلى الصاعقة. وهذا الباب يكاد يكون مفتوحاً على مصراعيه. أوصده جيداً، وأسرع، وإلا قُضِي علينا جميعاً! آه! ما أسوأ أن يكون المرء مسجوناً مع مجنون في حالة مماثلة. ماذا تفعل، يا مورتيمر؟
ـ لا شيء البتة. إني أفتح الحنفية. نكاد نختنق. الجو حار وكل منفذ مغلق. أود أن أنضح وجهي ويديّ بالماء.
ـ لقد فقدت عقلك تماماً. فالصاعقة إذا انقضت خمسين مرة فإنها تنقض على الماء تسعاً وأربعين مرة منها. سدّ الحنفية. آه! يا صديقي، لن ينجينا شيء! يبدو لي أن ... يا مورتيمر! ماذا هناك؟
ـ إنها هذه اللعينة ... إنها لوحة أوقعتها أرضاً.
ـ إذاً، فأنت بجانب الجدار! أنا لم أرَ قط مثل هذا التهور. ألا تدري أن ليس ثمة موصل حسن للصاعقة كالجدار؟ ابتعد عنه. إنك ستشتم كذلك. آه، كيف يمكنك أن تكون مجرماً وأسرتك في مثل هذا الخطر؟ مورتيمر! هل أوصيت على اللحاف المحشو بالزغب كما طلبتُ إليك؟
ـ لقد نسيت تماماً.
ـ نسيت! يمكن أن يكلفك ذلك حياتك. فلو كان لديك لحاف مماثل الآن لفرشته وسط الغرفة واستلقيت فوقه، فأضحيت في مأمنٍ من كل خطر. تعال إلى هنا بسرعة ... اسرع قبل أن تتاح لك فرصة ارتكاب حماقة جديدة.
وحاولت دخول الردهة الصغيرة فلم تتسع لكلينا وهي موصدة الباب، وكدنا نختنق. وبذلت قصاراي للتنفس. سوى أنني ما عتمت أن اضطررت إلى الخروج منها. فدعتني زوجتي:
ـ مورتيمر ... يجب أن تفعل شيئاً من أجل خلاصك. هات هذا الكتاب الألماني الموضوع على حافة المدخنة، وهات شمعة. لا تضئها. أعطني علبة الثقاب. سأُضيئها في الداخل. فهناك بعض التعليمات في هذا الكتاب.
ووصلت إلى الكتاب على حساب إناء للزهور وبعض التحف الصغيرة السريعة العطب. وانزوت السيدة والشمعة داخل الردهة، وأعقب ذلك لحظة هدوء. وسرعان ما نادتني:
ـ ماذا جرى؟ يا مورتيمر؟
ـ هذه القطة.
ـ القطة! لقد قُضي علينا. امسكها واحبسها في الحمام. أسرع، يا غرامي، اسرع! فالقطط مشحونة بالكهرباء. أنا على أكثر من اليقين أن شعري سيمسي أبيض بعد أن تنقضي هذه الليلة الليلاء.
وعدت فسمعتُ من جديد شهقات مخنوقة. ولولا ذلك لما حركت قدمي أو يدي للقيام بعملٍ مماثل وسط الظلمة الحالكة.
ومع ذلك، نفذت المهمة الملقاة عليَّ من فوق الكراسي ومختلف العقبات وكلها قاسية، ومعظمها ذو أطراف حادة. وأخيراً أمسكت بالقطة المحصورة تحت الخزانة ذات الأدراج بعد أن حطمت من الرياش ما يزيد ثمنه على أربعمئة دولار وعلى حساب عظم ساقيّ. ووصلتني من الحجرة عندئذ الكلمات التالية كأنها النحيب:
ـ يقول الكتاب إن أفضل طريقة لاتقاء الخطر هي الوقوف على كرسي وسط الحجرة، يا مورتيمر. وينبغي عزل قوائم الكرسي بمواد سيئة الإيصال ـ يعني أنه ينبغي لك أن تضع قوائم الكراسي في كؤوس زجاجية.
(يُسمع دوي الانفجار).
ـ آه، إصغِ. أسرع، يا مورتيمر، قبل أن نُصعق في مكاننا!
وانهمكت في البحث عن الكؤوس، فعدت بالأربع الأخيرة منها بعد أن حطمتها كلها، وعزلت قوائم الكرسي، واستفهمت عن التعليمات الجديدة.
ـ هوذا، يا مورتيمر، النص الحرفي بالألمانية: (خلال الأعاصير، ينبغي ألا يتخلى المرء عن المعادن ـ أي الخواتم، والساعات، والمفاتيح ... وينبغي ألا يقف المرء مطلقاً في أماكن تزخر بالمعادن الكثيرة أو الأجسام المجموعة معاً كالمواقد، والمداخن، والمشاوي ... ).
ـ ماذا يعني ذلك، يا مورتيمر؟ هل يعني أنه يجب حمل المعادن أو الابتعاد عنها؟
ـ الحقيقة أنني لا أدري. إنه مبهم بعض الشيء. كل العبارات الألمانية غامضة نوعاً ما. ولكن مع ذلك أفهم أنه ينبغي حمل المعادن.
ـ يجب أن يكون ذلك المقصود. إنه جلي مفهوم. هل تدري أنه المبدأ نفسه الذي يقوم عليه قضيب الصاعقة؟ ضع على رأسك خوذة رجال الإطفاء، يا مورتيمر! إنها تكاد تكون من المعدن الخالص.
وليس ثمة أثقل وزناً وأشد ازعاجاً، وأقل راحة من خوذة رجال الإطفاء على الرأس في ليلة خانقة، وفي غرفة موصدة المنافذ، وكان الجو حاراً إلى حد أن ملابس نومي بدت لي ثقيلة الحمل.
ـ أعتقد، يا مورتيمر، أنه يتحتم عليك حماية وسطك. فهل تتكرم وتتمنطق بسيفك الخاص بالحرس الوطني؟
فأطعت.
ـ والآن، يا مورتيمر، عليك الاهتمام بحماية قدميك. أرجو أن تضع المهمازين في حذائك.
فوضعت المهمازين بصمتٍ، وبذلت ما في وسعي لأبقى هادئاً.
ـ إليك التتمة، يا مورتيمر: ( ... من الخطر الشديد .... لا يجب أن ... أن لا تقرع الأجراس ... خلال الإعصار ... التيار الهوائي ... ارتفاع قبة الجرس ... الجرس يمكن أن يجتذب الصاعقة).
مورتيمر! أيعني هذا أن ثمة خطراً إذا لم تُقرع أجراس الكنائس خلال الإعصار؟
ـ يبدو لي أن هذا هو المقصود، ومعنى ذلك، على ما أعتقد، أن علو قبة الجرس وانعدام التيار الهوائي يجعلان من الخطر عدم قرع الأجراس خلال الإعصار. ألا ترين، من جهة أخرى، أن عبارة ...
ـ لا أهمية لذلك، يا مورتيمر! لا تُضع الوقت الثمين بالكلام. هات جرس المائدة الكبير. إنه في البهو، بكل تأكيد. اسرع يا مورتيمر، يا رفيقي. نكاد ننجو. آه، يا عزيزي، سنصبح أخيراً في أمان!.
وكوخنا الصغير يقوم على قمة سلسلة من الهضاب مرتفعة نوعاً ما، وتشرف على وادٍ. وهناك، في جوارنا، مزارع عديدة، وأقربها تبعد ثلاثمئة متر أو أربعمئة.
فما أن انقضت سبع دقائق أو ثماني على وقوفي على الكرسي وقرعي ذلك الجرس اللعين، حتى فُتح مصراعا نافذتنا من الخارج على حين غرة، واخترق النافذة المفتوحة شعاع مصباح كهربائي، وأعقب ذلك سؤال أبحّ:
ـ بحق الشيطان، ماذا يجري ههنا؟
وامتلأت الكوة برؤوس بشرية، كلها تتأمل مشدوهة لباسي الحربي الغريب.
ـ فأفلت ا لجرس، وقفزت عن الكرسي خجلاً، قائلاً:
ـ ليس ثمة شيء، يا أصدقائي، اللهم إلا بعض الاضطراب بسبب الإعصار. فقد حاولت أن أُقصي الصاعقة.
ـ إعصار؟ ... صاعقة؟ ... ماذا تقول، أيها السيد ماك وليامز، هل فقدت صوابك؟ إن الليلة رائعة والسماء مرصعة بالنجوم. وليس ثمة طيف سحابة في الفضاء.
ونظرت خارجاً، فدهشت إلى حد أنني لم أقوَ على الكلام فترة من الوقت. وأخيراً قلت:
ـ أنا لا أفقه شيئاً. فلقد رأينا بوضوح وميض البروق خلال النافذة، وسمعنا قصف الرعد.
فاستلقى الحضور جميعاً، على أقفيتهم من شدة الضحك، الواحد منهم بعد الآخر. فمات اثنان، وقال أحد الذين بقوا في قيد الحياة:
ـ من المؤسف حقاً أنكم لم تفكروا في فتح النافذة والتطلع إلى هنالك، إلى قمة تلك الهضبة. فما سمعتموه كان صوت المدفع، وما رأيتموه كان نيران الفرح والابتهاج. ينبغي القول ان برقية وصلت عند منتصف الليل، حاملة نبأ انتخاب غارفيلد لرئاسة الجمهورية. هذه هي القصة كلها من الألف إلى الياء.
... وأضاف ماك وليامز:
ـ وأخيراً، أيها السيد تواين، كما سبق وقلت لك في البدء، إن وسائل اتقاء الصواعق من الفعالية والكثرة بحيث لا يمكن أحداً أن يُفهمني كيف يوجد في العالم أناس يدعون الصاعقة تقضي عليهم.
عندها التقط كيسه ومظلته، واستأذن لأن القطار كان قد وصل إلى المحطة!