شطحات في الطريق

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : أحمد مشاري العدواني | المصدر : www.balagh.com

 أحمد مشاري العدواني
(1923) ولد في حي القبلة ـ مدينة الكويت.
(1939) سافر إلى القاهرة للالتحاق بكلية اللغة العربية في الأزهر الشريف.
(1946) شارك مع زميله الأستاذ حمد الرجيب في إصدار مجلة (البعثة).
(1949) تخرج في الأزهر وباشر التدريس في المدرسة القبلية.
(1952) شارك في إصدار مجلة (الرائد) عن نادي المعلمين.
(1954) عمل مدرساً للغة العربية في ثانوية الشويخ.
(1956) عيّن سكرتيراً عاماً في إدارة المعارف.
(1957-1965) وضع وأسهم وراجع مناهج اللغة العربية.
(1965) عيّن وكيلاً مساعداً لشؤون التلفزيون ـ وزارة الإعلام، فوكيلاً مساعداً للشؤون الفنية.
(1965-1966) أنشأ مركز الدراسات المسرحية.
(1969) أصدر سلسلة (من المسرح العالمي).
(1970) أصدر مجلة (عالم الفكر).
(1972) أنشأ المعهد الثانوي للموسيقى.
(1973) عيّن أميناً عاماً للجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
(1976) أنشأ المعهد العالي للموسيقى، كما أنشأ المعهد العالي للفنون المسرحية.
(1978) أصدر سلسلة (عالم المعرفة).
(1980) حاز على جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
(1980) أصدر ديوان (أجنحة العاصفة).
(1981) أصدر مجلة (الثقافة العالمية).
(1985) تقاعد.
(1989) حصل على وسام السلطان قابوس في الثقافة.
(1990) وافاه الأجل.
(1996) أطلقت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري اسمه على دورتها الخامسة التي أقيمت في (أبوظبي) عام 1996م، وأصدرت بهذه المناسبة مجموعة من الكتب، أهمها مجموعته الشعرية الكاملة وآخر عن حياته ومصادر دراسته.
شطحات في الطريق
هاتِ اسقِنِيها!! لستَ من سُمّاوي
إن لم تكن للكاس ربّ الدار
هي بنتُ مَن؟؟ الشمس دارةُ أهلها
أبداً ونحن الأهل للأقمار
أنا مَن إذا شعّت عليه تفتّحت
دنياهُ عن روضٍ وعن أطيار
ولمحتُ أسرار الوجود تُطيفُ بي
نشوى وأردانُ الجمال جواري
دعني، وما زعملته كفار بها
عن إثمها، فالنار للكفار
صلّيت لمّا أمطرت أنوارها
ما أروع الصلوات للأنوار
ووقفت بالوادي المقدس ساعةً
وأخذت عن نفحاته أشعاري
الله للعشاق في سبحاتهم
مسّوا ضفاف الخلد بالأذكار
رافقتهم فعرفت بين ربوعهم
أهلي، وطابت عندهم أخباري
مَغناي في دنياي صحبة معشر
حفلت مناسكهم بكل غمار
زانوا الليالي سيرةً وعقيدة
لكن تواروا في حِمى متواري
قوم إذا أدركت ما نهضوا له
قلت: الملوك تلوح في الأطمار!!
الغار سهل ممرع بحضورهم
والسهل حين غيابهم كالغار
إني على آثارهم سارٍ، ولي
فيهم مكان الكوكب السيّار
* * *
يا ريحُ!! حتّام الغبار يلفني
مَن لي بريح غير ذات غبار
أو كلّما قاربت صفو شريعة
طمّت عليّ سحائب الأكدار؟؟
لا!! لن أحيد عن البذار وإن رعت
زرعي الجراد بجيشها الجرار
يا رب!! عفوك إنني في حيرة
دهياء غالبة على أطواري
تتبرج الأوزار لي فأجيبها
وأعود ألعنُ فتنة الأوزار
وأعائد التيار ثم يهيب بي
نزق فأركب غارب التيار
وتزورني الخطرات في غسق الدجى
فإذا البروق مواكب الزوار
وكأن نفسي كوكب متألق
يهمي بأفراح السنى الثرار
وأدير طرفي ـ والوجود صحائف
شتى ـ فأشهد وحدة الأسفار
وتزول أضواء البيارق فجأة
ويطول بعد زوالها استفساري؟؟
وتسد أشياء الظلام مطالعي
ويضيق دوني واسع المضمار
وأسائل الآثار عن أعيانها
وأظل بين الشك والإنكار
أوّاه من همي! وأين أفرُّ من
جبروت سطوته وكيف فراري؟؟
يا رب! أقلقت الرياح سفينتي
فامنن عليّ بشاطئ استقرار!!
* * *
يا مَن تجلى الطهر في قسماتها
ضحيان يحكي طلعة الأسحار
ناديتني فانهلَّ صتك في دمي
خمراً بلا كرم ولا خمّار
لا تكتمي بيني وبينك قصةً
أسرار قلبك في الهوى أسراري
هاتي حديث الروح عن أشواقها
في غابة الأشواك والأزهار
إني أسير الصمت! منذ تعلّمت
نفسي تمردها على الآسار
أستقبل الدنيا بنظرة ساخر
وأضالعي ضيف على الجزار!
لكن إذا ثار الحماة بموطن
سابقتهم وهتفت للثوار
وإذا تجبرت الخطوب عصيتها
ونفرت حين الظلم أي نفار
* * *
أفّ لأقوام على سيمائهم
وسم المذلة شائه الآثار
ولدوا على أنيارهم فتعودوا
لا حياة لهم بلا أنيار
وغدوا دورعاً للطغاة وتارة
نعلاً له في موحل الأقطار
يهنيهم ذل النعيم فإنه
جسر اللئيم إلى مقام العار
راحوا بمغنمهم وعدت بمأتمي
شتان بين شعارهم وشعاري
عهد الألى شادوا العلا لي سنة
وكذاك كانت سنة الأحرار
يا بنت هلي في ضميري شعلة
بيضاء كانت في الحياة مناري
أنا سائح دنياه تحت مداسه
ما همّه مَن سادة الأمصار!
ليلي منادمة النجوم على السرى
ومع الشموس الطالعات نهاري
وإذا نزلت بروضة ممطورة
وألفت طيب الروضة المعطار
ألقي عصا التسيار تحت ظلالها
فتعود لي روضاً عصا التسيار
أو لا .. فلي عند المسالك وقفة
تهب المسافر عبرة الأسفار
فأشاهد الأغراس ـ وهي كريمة
تنمو وتزهر رغم كل حصار
وأرى تباشير الصباح منيرة
وقوى الظلام على شفير هار
والعالم المنهار يبخعُ نفسه
والسوس أصل العالم المنهار
رفض الحياة هضابها وجبالها
وأراد أن يبقى على الأغوار
وبنى الجدار لكي يداجي يؤسه
والشمس تطلع فوق كل جدار
وهفا إلى الأحلام دون حقيقة
وصبا إلى الأشجار دون ثمار
وتهيب الأفكار أن تحيا به
ومن البلاء تهيب الأفكار!!
ويروح للأحجار يستشفي بها
والداء كل الداء في الأحجار