قليلا من الصبر

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : أنيس منصور | المصدر : www.balagh.com

قلت لشاب أحكي لك قصة الموسيقار العبقري موتسارت.
جاءه شاب سأله : كيف أكتب سيمفونية؟
قال له موتسارت : أنت لا تزال صغيرا فابدأ بالأغاني .
قال الشاب : ولكنكك كنت تكتب السيمفونية وأنت في العاشرة من عمرك !
أجاب موتسارت : ولكني لم أسأل أحدا
قال الشاب : لا أفهم !
أجاب موتسارت : وجدت نفسي قادرا على أن أكتب فكتبت دون توقف ..فلا تفعل شيئا حتى تجد نفسك عاجزا عن أيقاف تدفقك الأبداعي , وليكن شكل الأبداع ما يكون!
فأنت إن كنت تريد الكتابة فاقرأ وتأمل ...وتفرج على ترتيب الألفاظ وتراكيب الجمل وانسيابها من معنى إلى معنى .
وتنقل بعينيك بين الأساليب المختلفة , وعلى مهلك بعد ذلك!
وإن كنت رساما فلا ترفع عينيك عن اللوحات ..واذهب إلى كل معرض واستمع إلى كل فنان ...وتأمل مزيج الألوان وحركة الفرشاة .
فلابد من تثقيف يديك وعينيك وأذنيك طويلا وكثيرا وعميقا !
ولا تقلق ...فسوف تمتلئ نفسك وعقلك وقلبك ...أو معدتك ...إنه شئ ما في داخلك , لا أعرف مكانه , سوف يمتلئ وسوف يفيض في أصابعك وفي حنجرتك ومن أذنيك وعينيك ويقظتك أحلامك ...سوف يستغرقك كل ذلك , فلن تسأل أحدا ما الذي يناسبك ...كيف ومتى وأين؟
وإنما سوف تصبح حياتك إجابة عن ألوف الأسئلة التي لم تخطر على بالك ...
وسوف تكون في داخلك , في مكان ما , في وقت ما , لسبب ما :
قوة لا تعرف ما هي ..تستولي عليك وتجعلك لسان حالها ومتحدثا رسميا.
لا تتعجل ...لا تغتصب البداية ....لا تفتعل فيضانا لم يحن وقته بعد