إلى منبع الحنان أمي

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : دعاء الزيدي | المصدر : www.balagh.com

كانت هناك طفلة قد فارقت والدتها وهي في العاشرة من عمرها كانت تتألم من شدة الحزن والفراق فإنها لم تعتد على فراق أمها التي كانت تعشقها بمعنى الكلمة وفي لحظة على حين غفلة داهمتها الذكريات والأشواق تكدرت حالتها وغاصت نفسها بالمواجع كسفينة غارقة في البحر ووجها شاحبا معلنا اليأس فبدأت تكتب عن حبها وعشقها لأمها وهذه البراءة قد تشوهت بالحزن والدموع وأرى في وجهها إبتسامة حزينة ودموع تتساقط بشدة وحرارة وتكتب :
أماه ليتك تعلمين كم عانيت بعد فراقك ..؟ كم تجرعت لوعة الحنين إلى حنانك ..؟ كم عانيت ألم الشوق بعد غيابك وزرعت في قلبي أمل لقائك بعد رحيلك ..؟ لم أعد أشعر بما حولي.
أماه .. لقد جعلت الصمت مجدا في بحر حزني إن ذكريات الماضي تعصرني وتجعلني أتعثر في مسافاتي ...دوما تنطفئ أنوار آمالي في ظلام اليأس تغرق عبراتي في دموع الآهات فتنمو جذور الألم وتنبت في طرقاتي , أمي يا ملجأ أسراري يا أعز مخلوق في الدنيا يا نبع الحنان أنت تمثلين كل أم حنونة كل أم مثالية أمي يا من أودعت قلبي في أحضانها وبقيت وحيدة بين جبال الأحزان وعلى سهول الحرمان لا أسمع سوى صدى صوتك الدافئ يناديني , أماه عندما رحلتي وثارت براكين الشوق بداخلي وبقيت وحدي في هذه الدنيا , أمي متى تجمعني بك الأيام؟
يا إلهي العمر ليس فيه متسع للفراق والحرمان إن العمر يمضي بنا دون أن نحس به يكفيني يا أماه من لوعة العد وألم الحياة أنا من يحس بمعنى الأم بمعنى الحنان , أنا التي جربت بعد الأم عني منذ كنت طفلة كم من الصعب أن يعيش الإنسان دون أن يجد مصدرا للحنان ليبعث له القوة للإستمرار بشق طريقه في الحياة دون أن يضعف.
إن الأم كنز لا يفنى وشمعة كل منزل وقد قال الرسول (ص) : (الجنة تحت أقدام الأمهات).