كان هناك في يومٍ من الأيام رجلٌ يعيشُ في قرية بالأحراش بعيدة كثيراً. و كان كسولاً جداً بحيث لم يكن يزرعُ أو يجني غذاءً له. لم يكن هذا الرجل الكسول يرغب بتنظيف الحقول وجمع الغذاء له ولأسرته فكان يقضي يومه كله في الجلوس تحت شجرةٍ وشربِ حليب جوزِ الهند و النوم بينما كان الآخرون يعملون بكلِّ جدٍّ في الحقول. وكان الناس يجلبون له الطعام، لكنه لم يكن طعاماً كافياً له، إذ كان يُحب أن يأكل ويأكل . وهكذا قام في إحدى الليالي وبينما كان الجميعُ نياماً و انسلَّ خارجاُ من كوخه وذهب إلى مخزن الطعام في الأحراش وسرقَ الغذاء الذي كان أصحابه القرويّون قد جنَوه. ومن أجل أن يضلِّل الناس، عملَ علامات تشبه آثار أقدام " التيغري " (نوع من الحيوانات ) على الأرض، ليعتقد الناس أن التيغري هو الذي سرق الغذاء. و هكذا قام بسرقاتٍ كثيرة من غذاء أهل قريته . وذات ليلةٍ وكان يقوم بسرقة طعام على ضوءِ مصباحه، شاهده العنكبوت أنانسي (اسم العنكبوت). وعندما رأى الرجل أن أنانسي كان يراقبه طوال الوقت، أصابه غضبٌ شديد وحاول أن يقتل العنكبوت بعصا. فراح أنانسي يتنقَّل بطريقة متعرجة مراتٍ كثيرة على شبكته ليتجنبَ أن تُصيبه العصا. وفي النهاية سقط العنكبوت على الأرض وزحف إلى داخل ثُقب. فراح اللصُّ يدوس هنا وهناك على الثقب ليكون متأكداً من أن العنكبوت قد مات . بعد أيام من هذا الحادث، ذهب رئيس القرية إلى كوخ خزن الطعام ليدرس آثار التيغري هناك. وبينما كان يتفحَّص العلامات سمع طائراً يزقزق في شجرة وعندما تطلَّع إلى أعلى رأى رسالةً منسوجةً على شكل شبكة عنكبوت.. " ليس التيغري وإنما هو رجلٌ من القرية الذي يسرق طعامكم... وهو يعتقد بأنَّي ميِّت... و لم يعطِ العنكبوت اسمَ اللص . دعا رئيس القرية كل أهلها للاجتماع وقال: " إن للتيغري الذي يسرق طعامنا قدمين، وهو واحد منَّا. وقد رآه أنانسي وحاول اللص أن يقتل أنانسي.. لكن أنانسي حيّ. وغداً سيكشف أنانسي أمر اللص لي. وعاد الناس إلى أكواخهم يتحدثون ويتساءلون عمَّن سيكون اللص. وفي اليوم التالي، احتشد الكلُّ في القرية في الوقت المحدد لمعرفة اسم اللص الذي سيذكره أنانسي. وعندما وصل رئيس القرية، لم يكن معه أنانسي، فأصابت الدهشة الناس. وسأل الرئيس إن كان الجميع حاضرين. وحين تطلَّع الناس من حولهم كان هناك شخصٌ واحد منهم مفقود. وكان ذلك الشخص هو اللص الكسول. فقد غادر القرية حينما كان الجميع نائمين.. و لم يعد أبداً.