تلغرافيـــاً

الناقل : mahmoud | المصدر : www.balagh.com

وصله التلغراف اليوم، قرأه عدة مرات، ولم يفهم حرفاً واحداً منه. التلغراف يقول: يجب أن تحضر فى السابعة الا ربع للأهمية. راجع عنوان المرسل إليه اكثر من مرة،ولم يفهم.. أنه يعرف العنوان جيدا.. ولكنه لا يعلم أى شئ عن ذلك الشخص الذى أرسل التلغراف راجع الأسم مرة اخرى، بالتأكيد أنه لا يعرفه.. الاسم لا يثير فى داخله أى ذكري، بل أثار قلقه، وأشعره بالتوتر.
هناك شئ خطأ بالتأكيد.
ربما تشابه فى الاسم أو يكون التشابة فى العناوين والاسماء.. مستحيل!! أيذهب ؟ أيذهب للقاء من ؟
علامات كثيرة دارت بذهنه، ولم يجد رداً لها ..... سيذهب وليكن ما يكون..
التلغراف لا يقول أى سابعة تحديداً، ولماذا الا الربع ؟!
قرأ العنوان مرات كثيرة... وتحرك ذهنه فى كل اتجاه ولم يصل الى بر.. هناك شئ غامض يدعوه أن يلبى النداء.. الساعة الآن الخامسة، إذن أمامه ساعتان الا الربع ليصل إلى المكان المطلوب.
سيأخذ دشاً، ثم يتناول كوباً من الشاى، ربما أكل شطيرة قبل أن يتحرك... وبالطبع لن يفوت مسلسل السادسة مساءاً الممل ...فهو عاشق للملل بكل صورة.. لذا فمن المؤكد أنه سيتأخر عن الميعاد..
مّر الوقت بسرعة عجيبه، تطلع الى ساعة الحائط.. تنهد ليؤجل الفرجة قليلاً و حتى يستطيع أن يصل فى الموعد المرتقب.. ارتدى ملابسه على عجل، فتح باب الشقة.. وخطا للخارج.. وقف أمام الباب وعلى شفتيه ابتسامة غريبة..
تحرك بخطوات متئدة.. دق جرس الباب الذى يواجه شقته فتح الباب على مصراعيه، رأى سيدة شابة، يعرفها جيداً.. وكم كان بينهما من قصص.. ابتسم لها.. دعته للدخول.. دلف الى الداخل وهو يتمتم: خير
ضحكت وهى تقول: نأسف لأننا ارسلنا لك تلغرافاً.. ولكنه زوجى ، متزمت بعض الشئ، وأراد أن يعلنك تلغرافياً للحضور، حتى يتناقش معك..
تتم فى دهشة: يتناقش معى فى ماذا..
فجأة جاء صوت الزوج: هل ستدفع الأيجار أم ستخلى الشقة ؟
لم يتفوه بحرف، وانعقد لسانه، وهو يرى زوجها يتقدم نحوه فى هدوء، وعلى شفتيه ابتسامة ذئبية..
وأدرك لوهلة ، لماذا كان الميعاد فى السابعة الا الربع.. وتقطب جبينه، وعبس وجهه..
وزوجها يقول: سبعة شهور الا الربع مدة تأخير كافية لطردك من العمارة، ما رأيك؟!..
لم ينبس بحرف.. نظر اليهما دهشاً، وخرج وقد قرر أن يرسل الرد تلغرافياً.