ناصر صالح الصرا
حين نتحدث عن الإنترنت كوسيلة ترفيهية فإننا نتحدث عن جزء يسير من اهتماماتها.. أو خدماتها.. لا أريد أن أكرس الإنترنت كوسيلة للترفيه.. لكن في الوقت ذاته لا يمكن إلغاء ما توفره الإنترنت في هذا الصدد.. شخصيًا.. أعتقد أن غرف المحادثات الإلكترونية والتراسل الفوري كخدمة (المسنجر) هي جانب من الترفيه في الإنترنت، خصوصًا إذا نظرنا إلى طريقة الاستخدام المحلية لهذه الوسائل، حيث يتم في الغالب تداول (النكات) والتعليقات الطريفة وعناوين المواقع الشبابية ذات الاهتمامات الفنية والشعبية، أو تلك التي تقدم صورًا وتعليقات طريفة.. الجانب الأهم في الترفيه والذي يتيحه الإنترنت يأتي من خلال مواقع الألعاب الإلكترونية المختلفة، والتي تتيح لمجموعة من اللاعبين حول العالم الاشتراك في اللعبة نفسها.. حيث يمكن لمستخدم في السعودية أن يمارس لعبته الإلكترونية المفضلة مع مستخدم في اليابان أو أمريكا أو حتى أمريكا الجنوبية.. بغض النظر عن اختلاف اللغة.. حيث مبدأ اللعبة واحد وقوانينها واحدة.. الجانب الآخر من الترفيه الذي تقدمه الإنترنت يتمثل في مواقع الأفلام والتي تقدم عروضًا تتزايد بشكل مذهل يوميًا.. مستقبل الإنترنت عمومًا هو مستقبل غير محدود، مستقبل مفتوح الآفاق، وذلك لما تنتجه مراكز الأبحاث والدراسات والتطوير المنتشرة في العالم والتي تستثمر مبالغ ضخمة لتحقيق سبق في تحقيق آليات جديدة لنقل البيانات والوثائق والصور وكل الملفات على اختلاف صيغها ومحتواها.. لنتحدث عن (الإنترنت 2) والتي ستكون سرعتها متجاوزة ألف مرة ومرة لسرعة الإنترنت الحالية، لندرك عند ذلك كيف ستكون قدرة شبكة الإنترنت على خلق تواصل لحظي بين أطراف العالم بسرعة هائلة تفوق حدود تصوراتنا الحالية.. من ذلك، لنا أن نتخيل الإنترنت في المستقبل كنمط جديد لصناعة الترفيه العالمية، مثلاً حين يعرض فيلم في صالات عرض خاصة في طوكيو أو باريس أو لندن أو لوس أنجلس، فإنه سيمكن للراغبين عبر الإنترنت شراء تذاكر العرض وحضوره مباشرة.. ستكون قدراتنا مع عالم ثلاثي الأبعاد كبيرة للقيام بجولة في عالم البحار أو ديزني لاند.. سنتمكن من حضور حفلة في القاهرة من خلال الإنترنت بعد شراء التذكرة.. ونشهد كل الأجواء بشكل قد يتفوق على الحضور، سنكون قادرين على المشاركة في دوري عالمي لكرة القدم للمحترفين عن طريق موقع متخصص للألعاب الإلكترونية، ستتكون (استديوهات) خاصة بالإنترنت تستضيف النجوم والمشاهير للحديث أو الاستعراض أمام الجمهور مقابل مبالغ محدودة لكل تذكرة.. ستكون تكاليف التذاكر للأبحاث والمناسبات أقل تكلفة، وسيكون الحضور من العالم كله وعبر الإنترنت دون حدود جغرافية.. جهاز الحاسب لن يبقى على غبائه الحالي.. سيتطور بشكل متسارع، سيندمج في التلفزيون وأجهزة DVD، ولوحة المفاتيح التي تأخذ حيزا غير معقول من المكتب ستصبح مثل جهاز التحكم عن بعد (الريموت كنترول)، ستصبح وظيفتهم واحدة.. سيكون التلفزيون والحاسب مجرد شاشة للعرض مربوط بشبكة هائلة من المعلومات تضم القنوات التلفزيونية وأجهزة التسجيل ومواقع الإنترنت والصحف ومكتبات العالم.. هذه هي بعض ملامح المستقبل الإلكتروني ومستقبل الترفيه كصناعة في مجمله.. عالم جديد يتكون من حولنا، وتعلن عنه مئات المنتجات الجديدة من برامج وأجهزة يعلن عنها باستمرار.. عالم متسارع مغر ومخيف ورهيب، لكنه بالتأكيد يحتاج إلى الوعي وخلق قناعات جديدة وإدراك لصيغة المستقبل القادم القريب.