يعني الخيال التركيبي أن الإنسان يمكنه من خلال هذه الوظيفة العقلية أن ينظم المفاهيم والأفكار أو الخطط القديمة في تراكيب جديدة،لكن الخيال التركيبي لا يضع شيئا جديدا، بل يعمل من خلال ما يغذي به من مادة الخبرة والتعليم والمراقبة، ويستعمل المخترع الخيال التركيبي أكثر من كل وظائفه العقلية الأخرى، لكن ذلك لا ينطبق على العبقري الذي يستند إلى خياله المبدع عند عدم تمكنه من حل المشكلة التي تواجهه بواسطة الخيال التركيبي. وأما الخيال المبدع فهو يعمل بشكل تلقائي، وهو يعمل فقط عندما يكون العقل الواعي مشغولا بسرعة فائقة، كما يحصل عندما يتحفز الوعي بفعل شعور الرغبة القوية. كذلك تصبح وظيفة الخيال المبدع أكثر تيقظا بفعل تطورها الناتج من الاستعمال، وهكذا نجد أن الناجحين في عالم التجارة والصناعة والمال الفنانين الكبار والشعراء والكتاب أصبحوا عظماء لأنهم طوروا وظيفة الخيال المبدع عندهم. وكذلك يرتقي الخيال التركيبي أيضا بفعل الاستعمال المتواصل، تماما كما يحصل مع عضلات الجسم. والرغبة هي فكرة ودافع، تكون في أول الأمر غامضة ومتبددة، وهي مجردة لا تملك قيمة إلا إذا تحولت إلى ما يساويها ماديا. وبينما يستعمل الخيال التركيبي مرارا، وفي معظم الأحيان في عملية تحويل دافع الرغبة إلى نجاح، يجب أن تبقي في ذهنك حقيقة أنك قد تواجه ظروفا وأوضاعا تتطلب استعمال خيالك المبدع أيضا لتحويل تلك الرغبة إلى واقع خارجي. قد تصبح وظيفة الخيال في عقلك ضعيفة إذا تستعمل، ويمكن إعادة إيقاظها وتقوية درجة تنبهها من خلال استعمالها الناشط، وهذه الوظيفة العقلية لا تموت على الرغم من أنها تسكن وتهمد بسبب نقص الاستعمال. ولكن ركز انتباهك أول الأمر على تنمية خيالك التركيبي، لأن هذا الجزء من وظيفة الخيال هو الأكثر استعمالا في عملية تحويل الرغبة إلى تحقيق الهدف. وهكذا فبإمكانك بناء نجاحك بمساعدة سنن الله تعالى التي لا تتغير، ولكن يجب أن تتعرف على هذه القوانين، وتتعلم كيفية استعمالها