أن بعض الاطباء قد تكونت لديهم خبرة تتعلق بالمرض جعلت اولئك الاطباء يراقبون المكابد من المرض وهو يبتدع طريقته الخاصة به فبعض المرضى يتلمس سبب الخوف ومن ثم يعمل على إزالته ومحاولا قهره والهيمنة عليه , معتقدين أنه بمجرد إزالة السبب فإن الخوف نفسه يزول , فقد كانت هناك مثلا إمرأة يصيبها الهلع من خفقان يعتريها بسبب خوفها من الموت عندما تنتابها النوبة , لكنها تغلبت في النهاية على الخوف من الموت , وبعبارة أخرى انها افلحت في قهر الخفقان وأنا ما اقترحت إستعمال هذه الطريقة لهذا النمط من الانهيار ذلك لأن هناك عددا من الامثلة ينتج بواسطتها شئ من لا شئ وأنه ما من صعوبة تقهر الا وتبرز مكانها عشرات أخرى غيرها , وفي هذه المرحلة أقترح وأفضل مهاجمة الخوف نفسه . فالسيدة (ج) مثلا كانت تخاف من السير في الشوارع , وعندما حللت أسباب الخوف وجدت ثمة جملة عوائق ينتج عنها الخوف , منها على سبيل المثال المرور أمام مظلة التلفونات العمومية في الشارع حيث مرت في أحدى المرات من امام واحدة منها فانهارت مغمى عليها , ومنها كذلك اذا ما رأت وهي مارة شخصا وعيناه ترفان وترتجفان بسرعة , ومن مخاوفها تلك انتظار دورها في حانوت القصاب , , وهكذا الحال – والقائمة بمخاوفها طويلة , تكتشف لماذا كانت تخاف من كل عقبة من تلك العقبات فأن الموقف يتطلب بحد ذاته برنامجا موسعا للبحوث اذ البداهة تتمرد على العقل كما يقال , وأنه لما يرضي كثيرا أن منهجا عاما لمواجهة كل عقبة تصادفها خلال تلك الرحلة في الشارع , اذ أن الكشف عن الخوف يعتبر بحد ذاته منهجية في العلاج , ولكي تتغلب على إحساسها الجسمي بالخوف , فأن السيدة (ج) هذه يمكنها العوم عبر مظلة التلفون وفوقها , وفوق العين القادحة , بل وحتى داخل حانوت القصاب . ففي الوقت الذي تكون فيه هذه الطريقة ممتازة في مواجهة المخاوف البسيطة , فأن المخاوف الكبرى تستلزم في الواقع التصدي لها في مصدرها , وإلا فإن الكشف عن الخوف ان هو الا روغان عن المشكلة في حقيقتها وأعني بالخوف الكبير الخوف الجسيم عندما يكون في الاساس سببا في إحداث الانهيار وأنه لجسامته يعترض سبيل الشفاء ويتداخل معه , وغني لأرجى مناقشة حالة مثل معاناة ومكابدة كمكابدة هذه المريضة