تعاطى المخدرات بالحقن محرم شرعا

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : الشيخ جاد الحق علي جاد الحق | المصدر : www.dar-alifta.org

 بالطلب المقدم من السيد المتضمن أن له زميلة بالعمل متزوجة من رجل يعيش مع والديه ، ووالدته مريضة من مدة طويلة وتعطى حقنا مخدرة باستمرار مثل (الفاكافين - مورفين) وهى تتعاطى هذه الحقن بناء على كشف أطباء مسلمين ومسيحيين أجمعوا على ضرورة إعطائها هذه الحقن باستمرار . ويطلب الإفادة هل هذا حلال أم حرام وبيان الحكم الشرعى فى ذلك .
 
الـجـــواب
فضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق

      الذى تدل عليه النصوص الشرعية أن كل شراب من شأنه الإسكار عند تعاطيه يكون خمرا محرما بقوله تعالى { إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون } المائدة 90 ، وقوله عليه الصلاة والسلام (ما أسكر كثيره فقليله حرام) رواه أحمد وابن ماجه والدار قطنى . فيحرم لذلك شربها أو تعاطيها عن طريق الحقن للصحيح والمريض ، غير أن بعض الأئمة قد رخص للمريض فى التداوى بالمحرم إذا تعين دواؤه به بقول طبيب أمين حاذق مسلم تقديرا للضرورة . لأن المريض إذا توقف شفاؤه على تعاطى الخمر ولو لم يتعاطاها لهلك يحل له شرعا أن يشربها لهذه الضرورة دفعا للضرر عن نفسه عملا بقوله تعالى { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } البقرة 195 ، وهذا إذا تعنيت دواء لشفائه ولم يوجد دواء آخر يدفع عنه التهلكة غيرها ، لأن حرمة تناولها ساقطة فى حالة الاستشفاء ، كحل الخمر والميتة للعطشان والجائع عند الضرورة . وقد تقدم العلم والطب فى هذا العصر ، وتوجد بدائل كثيرة من الأدوية التى لا تحتوى على المحرم ، أو احتوته ولكن تحول بالصناعة ، فتكون الضرورة غير موجودة، وإن وجدت تقدر بقدرها .
      لما كان ذلك فإذا كان الدواء المخدر الذى تتعاطاه السيدة المسئول عنها لا بديل له من الأدوية التى تخلو من المخدرات أو المحرمات عموما ، جاز لها أن تتناوله مادام قد نصح الطبيب المسلم الموثوق بدينه وعلمه بنفعه لها وانعدم بديله . فقد قال سبحانه فى ختام آية المحرمات { فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه } ، والله سبحانه وتعالى أعلم