الحلف بكتاب الله يمين منعقدة تجب فيها الكفارة
الناقل :
heba
| الكاتب الأصلى :
الشيخ جاد الحق علي جاد الحق
| المصدر :
www.dar-alifta.org
بالطلب المتضمن أن السائل حلف يمينا على كتاب الله الكريم أنه لن يصلح زوجة ابنه فى أى يوم من الأيام إذا زعلت أو غضبت وراحت بيت أبيها ، وكان يقصد بهذا اليمين أنه لن يقوم بصلحها من أبيها فى أى يوم نظرا لما حدث بينهما من مشاكل قبل الزواج وبعد الزواج . وقال إنه ذهب فعلا لصلح زوجة ابنه وذلك لعدم وجود ابنه فى مصر ولم يتم الصلح بينه وبين أبيها . وطلب السائل الإفادة عن الحكم الشرعى فى هذا اليمين .
الـجـــواب
فضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق
إن الحلف على كتاب الله الكريم يمين بالله تعالى . فقد تعارف الناس الحلف به . وألفاظ الأيمان يراعى فيها العرف، وجرت أقوال الفقهاء بذلك قال صاحب مجمع الأنهر وفى الفتح ( ولا يخفى أن الحلف على المصحف الآن متعارف فيكون يمينا ) وقال العينى ( لو حلف على المصحف أو وضع يده عليه أو قال وحق هذا فهو يمين ، ولا سيما فى هذا الزمان الذى كثر فيه الحلف ) وهو مذهب الأئمة مالك والشافعى وأحمد . ومن ثم يكون القسم الذى أقسمه الحالف على كتاب الله الكريم بأنه لن يصلح زوجة ابنه إذا زعلت أو غضبت يمينا منعقدة ، وتجب فيها الكفارة إذا حنث الحالف . ولما كان الحالف قد توجه لصلح زوجة ابنه من أبيها فإنه يكون قد فعل المحلوف عليه وحنث بذلك فى يمينه فتجب عليه كفارة اليمين . وهى المبينة فى قوله تعالى ( لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون ) [ المائدة 89 ] . فكفارة اليمين حسبما جاء فى هذه الآية الكريمة : هى إطعام عشرة مساكين . ويجزىء فى إطعام كل مسكين ما يجزىء فى صدقة الفطر، وذلك بإعطاء كل مسكين نصف صاع من قمح ( والصاع بالكيل المصرى قدحان وثلث ) ويجوز فى مذهب الإمام أبى حنيفة إخراج القيمة نقدا . فإن لم يطعم العشرة المساكين فليكسهم الكساء المتعارف الذى تجوز فيه الصلاة . فإن لم يستطيع الطعام ولا الكسوة فليصم ثلاثة أيام متتاليات . وهى كفارة واحدة عند الأئمة أبى حنيفة ومالك والشافعى وإحدى الروايات عن الإمام أحمد . وعنه رواية أخرى أنه تجب على من حلف بالمصحف وحنث فى يمينه بكل آية منه كفارة . والأخذ بما اتفق عليه الأئمة الثلاثة والرواية الأولى عن الإمام أحمد أولى . والله سبحانه وتعالى أعلم .