والجواب: نعم, اذا بدأت بالممكن. فأنت قادر على ان تجلس فوق اعلى قمة جبل, اذا بدأت السير خطوة خطوة للصعود اليها. اما ان تقفز عليها بالطيران من غير وسائل, فهذا بالطبع غير ممكن. "ابدأ بالممكن.. يستسلم لك المستحيل" ان ارادتك اذا تعلقت في ما لا تستطيع تحقيقه فسوف تصاب بالاخفاق, اما اذا تعلقت بما تستطيع تحقيقه فهي سوف تشحذ بمرور الزمن, وتزداد ثقتك بنفسك, فلا تكن من الذين يحاولون تحقيق ما هو غير ممكن. بل كن من اولئك الذين اذا لم يكن ما يريدون, ارادوا ما كان ممكناً, وتذكر دائماً قول الامام علي "ع": "اذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون". انك كثيراً ما تصاب بالدهشة حينما تستعرض انجازات ضخمة للبشرية فاذا وضعت وسط مدينة صناعية كبرى, أو مشيت في شوارع محاطة بناطحات السحاب, أو دخلت مصنعاً يدار بالروبوت, فلربما تظن ان الذين صنعوا ذلك كانوا أناساً خلقوا متفوقين... عير انه ليس هناك انسان يولد متفوقاً, واخر يولد متخلفاً. وانما التفوق والتخلف هما نتاج العمل. فاذا كان العمل صحيحاً كان بالطبع متفوقاً, أما اذا كان غير صحيح كان متخلفاً.. ان دهشة الفاشل من الناجح, تشبه دهشة الجاهل من العالم. فلربما يظن الجاهل ان ما يتمتع بع العالم هو تفوق فطري, ولد به, وليس تفوقه لاجل تعلمه, ودراسته, ومطالعته.. وأن ذلك باب مفتوح له ايضاً بشرط ان يجد ويجتهد, ويتعلم ويدرس. لقد جاء في الحديث الشريف: "تعجب الجاهل من العالم أكثر من تعجب العالم من الجاهل" وكما ان العلم يحصل عليه الفرد من الدراسة خطوة خطوة, وأن البناء يرتفع من خلال وضع حجر على حجر, كذلك النجاحات الكبرى هي نتاج خطوات صغيرة, تتجمع بمرور الزمن فتصبح نجاحات كبرى. وعلى كل حال لا ينفع الانبهار بالناجحين شيئاً.. بل لا بد من التعلم منهم. وأطول الرحلات – كما يقول المثل – تبدأ بخطوة, وهل هنالك من تستحيل عليه "الخطوة" الاولى؟ يقول أحد الكتاب: أكثر ما تأتي الرفعة في الحياة والنجاح لمقاصد البسطاء, لانهم اسرع ما يمكن في البت والاختيار بين الممكنات العديدة... في حين ان اصحاب القلوب الكبيرة يحارون بين مجموعة كبيرة من الخيارات المتعددة, وقد يجحمون عنها جميعاً. فاذا اردت النجاح فاعمل بالتالي: ابدأ العمل بما هو ضروري.. ثم تدرج الى عمل الممكن.. وأخيراً ستجد ان المستحيل اصبح بالنسبة اليك ممكناً