تنتهي رحلة الحمل بالولادة، والتي تعتبر الرحلة الأخيرة في خروج هذا الجنين إلي العالم الخارجي، وإن كانت رحلة صعبة بالنسبة للحامل والطفل، وأولى مراحل الولادة المخاض وبداية سنتحدث عن عنق الرحم أثناء المخاض حيث "تبقي حلقة من العضلات عنق الرحم مغلقاً عادة، بينما تمتد عضلات أخرى من عنق الرحم إلى أعلى الرحم، تتقلص هذه العضلات أثناء المخاض ، مقارنة ما بين الرحم وعنقه، ثم تمط العنق ليتسع بما يكفي لمرور الرأس".
كما أن هناك ثلاث مؤشرات تدل على اقتراب موعد الولادة وهي التقلصات المتوالية، تمزق الأغشية وانسكاب سائل السلي وظهور المخاط ممزوجاً أحياناً بالدم، وقد تشعر الحامل بالتقلصات الرحمية في أوقات غريبة طوال أسابيع الحمل الأخيرة، وتجعل هذه التقلصات الرحم قاسياً لبضع دقائق وكلما اقترب موعد الولادة، أصبحت التقلصات أكثر قوة وانتظاماً، وتعتبر التقلصات ذات الفترات الزمنية التي تقل عن عشر دقائق مؤشراً موثوقاً بأن المخاض قد بدأ، وعلى هذا الأساس سميت التقلصات ب"آلام المخاض" لأنها تترافق مع الألم.
وقد تبدأ التقلصات على هيئة ألم خفيف في الظهر ، أو شعور بألم بارق على امتداد الفخذين ، ومع مرور الوقت تصيب المعدة تقلصات مشابهة لآلام دورة شهرية مضطربة، وفي حالة كان التقلص منتظماً ، فعلى الحامل محاولة تحديد مواعيده، فإذا ظنت أن المخاض قد بدأ، عليها الاتصال بالمستشفى أو القابلة، وما لم تكن التقلصات شديدة التواتر(كل خمس دقائق) أو مؤلمة للغاية فلا داعي لدخول المستشفى فوراً. هذا في حالة بدأ المخاض بالتقلصات المتوالية، ولكنه في أحيان أخرى "يبدأ بخروج كمية من السائل الأمنيوني من المهبل ما يدل على أن الكيس الأمنيوني قد تمزق، وهنا أيضاً تحتاج المرأة الحامل لأن تتصل فوراً بالطبيب أو المستشفى، أما في حالات أخرى فإن هذا الكيس يتمزق أثناء عملية المخاض والولادة، هذا وفي المرحلة الابتدائية التي تسبق المخاض، يتحلل سد المخاط عند عنق الرحم، ويخرج من المهبل، ويمتزج هذا المخاط أحياناً مع قليل من الدم بسبب تقلصات بسيطة لا تشعر الأم حتى بها". هذه هي المؤشرات التي تدل على بداية المخاض واستمراره ، وتتفاوت المدة التي يستغرقها المخاض حتى يولد الطفل فيدوم أول مخاض للحامل ما بين 12و14 ساعة عادة، ويفضل تمضية بعض هذه الساعات في المنزل، حيث تتمكن الحامل من التنقل بتؤده، والراحة حين تحتاج، وكذلك يمكنها الاسترخاء في مغطس " بانيو" دافئ، هذا إذا لم تكن المياه قد خرجت بعد أو قد تتناول وجبة خفيفة، وقد ينصحها المستشفي بالانتظار ريثما تصبح التقلصات شديدة، وتحصل كل خمس دقائق. وبالطبع ينتهي المخاض بولادة الطفل الصغير الذي انتظرته المرأة تسعة أشهر ، ومع رؤيته تتناسى جميع آلام المخاض وما سواه من تعب وضعيات الولادة: قبل الانتقال للتحدث عن مراحل الولادة، سنتكلم عن مجموعة من وضعيات الولادة، والتي تعتبر مساعدة للمرأة الحامل في التخفيف عن ألام الولادة ،وسنقسم هذه الوضعيات إلى مجموعتين الأولى وضعيات المرحلة الأولى، والأخرى وضعيات الولادة . وضعيات المرحلة الأولى : الاستراحة بالاستناد إلى زوجك: عندما تشعرين بالمخاض، قد تحتاجين إلى التحرك للقيام ببعض الترتيبات، يمكنك في أثناء التقلصات الاستناد إلى زوجك، فيدلك ظهرك ويمسد كتفيك . الركوع والاستلقاء نحو الأمام: اركعي بحيث تكون قدماك متباعدتين، واسترخي فوق كرسي من الوسائد أو المخدات المرفوعة أمامك، أو فوق كيس من الحبوب حاولي تقويم ظهرك، ما استطعت واجلسي على جانب واحد بين التقلصات. على الأربع: اركعي وركبتيك ويديك على الأرض، ( قد تجدين الفراش أكثر راحة ( وأميلي حوضك جيئة وذهاباً . احذري تقويس ظهرك واسترخي ما بين التقلصات نحو الأمام، واضعة رأسك على ذراعيك". البقاء منتصبة: استندي خلال التقلصات الأولى إلى شيء ثابت على مقربة منك كحائط أو مقعد أو سرير المستشفى. واركعي إذا كان ذلك ضرورياً . الجلوس مع الاتكاء نحو الأمام: اجلسي على كرسي مواجهة مسند الظهر، واستندي إليه بعد أن تضعي وسادة فوقه، وأريحي رأسك على ذراعيك بعد ثنيهما وابقي ركبتيك متباعدتين، بإمكانك وضع وسادة على مقعد الكرسي إذا شئت". وتعتبر هذه الوضعيات مساعدة خلال مرحلة المخاض، وقبل البدء الفعلي في عملية الولادة وهناك عدد من الطرق المساعدة خلال هذه المرحلة لتخفيف الألم نذكر منها ما يلي : ثابري على التحرك بين التقلصات ، فهذا يساعد على مواجهه الألم جسدياً ، أما خلال التقلصات فخذي وضعية مريحة . ركزي على تنفسك لتهدئي نفسك ، وتنشغلي عن التقلصات . استرخي بين التقلصات موفرة طاقتك إلى حين تحتاجينها . لا بأس بالغناء لتخففي ألمك ، وحتى بالأنين والتأوه . ركزي بصرك على نقطة ثابتة، أو شيء ما، لتساعدي نفسك على تحويل انتباهك عن التقلص . واجهي تقلصاتك واحداً فواحداً ، ولا تفكري بالتقلصات المقبلة، قد يساعدك تصور التقلصات موجات عليك خوض غمارها للوصول إلى الطفل. هذا بالنسبة لوضعيات المرحلة الأولى والطرق المساعدة على مواجهه الألم في هذه المرحلة .
وضعيات مرحلة الولادة : جلوس القرفصاء: تعد هذه الوضعية ممتازة للولادة، فهي تفتح الحوض واسعاً، وتستعين بالجاذبية لدفع الطفل خارجاً، إنما إذا لم يتمرن عليها، فقد ترهق بعد برهة، جلوس القرفصاء بين ركبتيه الركوع قد تكون هذه الوضعية أقل إجهاداً من القرفصاء، كما إنها تساعد في عملية الدفع ويشعرك وجود مساعد عند كل جانب بثبات أكبر، كما قد تجدين الركوع على الأربع مريحاً إنما حافظي على استقامة ظهرك". الجلوس باستقامة: من الوضعيات الشائعة للولادة الجلوس على السرير والاستناد إلى عدد من الوسائد أو إلى كيس حبوب، ابقي ذقنك متجهاً نحو الأسفل، وتشبثي ببطن فخذيك أثناء دفعك، واستريحي بين التقلصات والأخرى متكئة على الوسائد". وهناك عدد من الطرق تساعدك على تسهيل مرحلة الولادة والتخفيف من آلامك نذكر منها: ادفعي بنعومة وثبات خلال التقلص . حاولي إرخاء عضلات قاع حوضك إلى أن تشعري أنها هدأت كلياً لا تأبهي بفقدان السيطرة على أمعائك ، أو تسرب البول من المثانة استريحي قدر الإمكان بين التقلص والأخر ، لتوفري كامل طاقتك للدفع. هذه عدد من الطرق والنصائح التي تسهل على المرأة الحامل الولادة، وتخفيف من آلامها ، سواء كان في مرحلة المخاض الأولى من الحمل أو خلال عملية خروج هذا الطفل إلى العالم.