انتهت ولادتك بسلامة والحمد لله .. ولكن حياة جديدة ابتدأت بالنسبة إليك، أنت وزوجك والطفل... فالطفل الذي اعتاد على الحياة داخلك، أصبح مستعدا لبدء حياته الطفولية الجديدة، وهو يتطلب منك الكثير من العناية والاهتمام والحب والحنان، إنها مسؤولية الحضانة التي لا توازيها مسؤولية على الأرض، علما أن الحيوان الذي لا يفقه شيئا ولا يعقل شيئا يحضن جراءه ويعتني بها ويدافع عنها حتى الموت، فكيف بالإنسان المتحضر الواعي العاقل ؟
ولا يغرب عن بالك أن هذه المسئولية هي مسؤولية مشتركة بينك وبين زوجك، وحتى بين أطفالك الآخرين إذا هم وجدوا وكانوا واعين .
ولا أعتقد أن هناك سعادة أبهي وأعظم من سعادة حضانة الطفل، لذلك سأساعدك ببعض الإرشادات التي قد تكون مفيدة لك في الأيام الأولى لوجود طفلك في منزله الجديد ... لأنك مازلت مرتبكة وغير عالمة بكثير من شروط التربية والحضانة ... ولكن عليك أن لا تنسي أنه يتوجب عليك، عندما يرجع إليك قوتك ونشاطك ويقوي طفلك، أن تتوجهي إلى طبيب الأطفال ليتابع الاعتناء بوليدك لسنوات عدة حتى يشب ويقوي ويصلب عوده .
بعد إرضاعه ضعي الطفل على بطنه أو جنبه، ولا تستعملي المخدة أثناء الليل، ولكن حاذري أن تغطيه بلحاف فضفاض فوق رأسه مخافة الاختناق .
ينام الطفل الموجود حديثا طيلة الوقت تقريبا، أي بما يعادل عشرين أو اثنين وعشرين ساعة يوميا، وكأن هدف وجود الطفل، في البداية، هو الأكل والنوم فقط . ولذلك لا تيأسي من هذه الظاهرة . ودعيه يأخذ راحته الكاملة لأن دماغه وأعصابه ما زالت ضعيفة وتحتاج للراحة الكاملة حتى يكتمل نموها .
قد يتبرز الطفل مرة إلى ست مرات في اليوم، لذا لا لزوم لعمل أي شيء إذا كان الطفل مرتاحا وإذا كان البراز طبيعيا ذا لون أصفر ومتماسكا أو متجانسا . وفي حالة الإمساك يكون براز الطفل جامدا . في هذه الحالة من المستحسن إعطاء الطفل كمية من الماء أو قليلا من عصير البرتقال بين الرضعات . وتفاديا لأي تشقق في مؤخرته بسبب البراز الجامد . يمكن دهنها بمرهم الفازلين . كما أن هناك تحاميل للرضع مصنوعة من الجليسرين تسهل عملية الخروج ( البراز ) . أما إذا أصيب طفلك بإسهال فيمكنك الاستغناء عن الحليب وإعطاء الطفل ماء الأرز المغلي أو ماء الجرز عدة مرات في اليوم .
وإذا لم يتوقف الإسهال خلال أربع وعشرين ساعة يستحسن استشارة الطبيب الذي سيتفادى النشفان بإعطاء الطفل كمية من المصل خصوصا في أيام الصيف الحارة .
إن الطفل يشد ويحتقن لونه عندما يتبرز ( يتغوط ) وهذا أمر طبيعي لا يدعو للخوف .
يصاب حوالي ثلث المولودين حديثا بيرقان بسيط، أي اصفرار الجلد بدرجة خفيفة، وتسمى هذه الظاهرة باليرقان الفزيولوجي، وتظهر خلال الأيام الخمسة الأولى بعد الولادة، وتعزي أسباب هذا اليرقان إلى قصور الكبد في أداء وظيفته .
إنها ظاهرة لا تدعو إلى القلق وتزول عادة من تلقاء نفسها وبدون أي علاج .
أما إذا لاحظت أن درجة الاصفرار بدأت تقوي وتشتد وتغطي جسم الطفل من رأسه إلى قدميه، فمن الضروري مراجعة الطبيب لان هذا النوع من اليرقان قد يكون ناتجا عن تضارب فئتي الدم عند الأب والأم ( سلبي – إيجابي ) وهذه الظاهرة تستلزم مراقبة شديدة من قبل الطبيب، والمعالجة في مثل هذه الحالة قد تتطلب تبديل دم الطفل .
وأود أن أذكر، في مجالس تطرقنا هنا لظاهرة اصفرار الجلد عند الأطفال، بأن بعض الأهل يعتقدون بأن لف الطفل بأوعية صفراء اللون . أو وضع منديل أًصفر على وجه الطفل يزيل الاصفرار، هذا بالطبع اعتقاد خاطيء ولا يجدر أخذه على محمل الجد .
هذه عادة أخرى متبعة في الشرق على شكل واسع باعتبار أن الكحل يجمل العيون ولكن يجب عدم استعمال الكحل حول العينين وعلى الجفون حتى لا يتسبب في التهابها .
تظهر عند بعض الأطفال قشرة سميكة على جلد الرأس يسميها الكثيرون خبز الرأس لأنها تشبه الخبز بشكلها ولونها .
في هذه الحالة يستحسن فرك الرأس " بالفازلين" حتى تترطب القشرة، ثم غسل الرأس بشامبو خاص بالأطفال ومن ثم تمشيط الشعر فتزول القشرة .
كلها ظواهر طبيعية لدى الكثيرين من الأطفال وتعالج إما بالمغاطس الساخنة أو بتجشؤ الطفل، وإذا كان المغص شديدا يمكن استعمال دواء بيبتال ( piptal ) لتخفيفه والحد من قوته .
لا تكثري من الألبسة على الطفل وخصوصا في أيام الصيف . لا تضعي الألبسة المصنوعة من الصوف أو النايلون على الجلد مباشرة، واستعملي بدلا منها الألبسة القطنية التي لا تسبب حساسية للجلد .
لا تستخدمي الكثير من مسحوق التنظيف أو الصابون المصنع . فوحي الألبسة جيدا بعد الغسيل ولا تتركي أثرا للصابون . انشري ألبسة الطفل في مواجهة الشمس فهي أفضل معقم ومنظف لها .
أبعدي طفلك عن جميع الزوار الذين يشكون من أي مرض، كالرشح والإسهال والأمراض الجلدية ... إلخ، كما يجب منع الجميع من تقبيل الطفل ما عداك، مخافة نقل العدوى إليه .
إذا تعذر الإرضاع، يمكنك بعد مراجعة الطبيب استعمال الحليب المجفف بعد تعقيمه بالطريقة التالية :
وأخيرا شجعي طفلك على النوم بين الوجبات، لان الأبحاث دلت على أن هذا يركز وتيرة نموه .
يمكن أن يختلف منهاج الطعام بين طبيب وآخر . ولكن هذا لا يهم . إذ المهم أن يتبع الطفل برنامجا يؤمن له التغذية الجيدة من حيث النوع والكمية .
يستحسن البدء بإطعام الطفل الأطعمة الجامدة بعد الشهر الثالث .
ومن الأطعمة التي يمكن أن يتناولها الطفل في هذه السن ما يلي :
وأخيرا لا تبدئي بإطعام الطفل نوعين من الطعام معا في آن واحد بل اتركي فاصلا زمنيا لا يقل عن ثلاثة أيام بين كل نوع وآخر .