ليس هناك أي دليل على أن تدريس الجنس يثير الرغبات والشهوات الجنسية، بل على العكس من ذلك فهو يتيح للطفل أن يتعرف بطريقة صحية على المواقف والعلاقات الجنسية.
ودراسة الجنس ليست علاجاً أو وقاية من الانحرافات الجنسية، ولكنها تتيح للولد أو للبنت أن يوجها أحاسيسهما الجنسية بطريقة أفضل في الطريق السليم. وقد قام فريق من العلماء بتقييم عملية تدريس الجنس وذلك في أميركا، وفي المدارس الثانوية هناك، وكانت النتيجة أن تدريس الجنس في المدارس الثانوية أدى إلى انخفاض نسبة الإصابة بمرض السيلان من 38 حالة قبل تدريس الجنس إلى 16 حالة بعد تدريسه، وفي مدارس البنات كانت حالات الحمل السفاح قبل تدريس الجنس 38 حالة هبطت بعده إلى 17 حالة فقط.
وتعليم الجنس لابد أن يبدأ في المنزل. ولكن وُجد أن هذا ليس كافياً، وذلك لأن معظم الأهل يخجلون من هذا الموضوع وذلك بسبب نشأة الأبوين على أن هذه المواضيع لا يجب الخوض فيها. ومعظم الآباء يهربون من الإجابات على أسئلة أولادهم، وإذا وجد الآباء الإجابات السليمة صعبت عليهم الألفاظ التي يواجهون بها هذه الإجابات.
وهناك أكثر من جهة تهتم بتدريس الجنس، منها المدرسة والمنزل. ويمكن أن يُختار لتدريس اسم آخر مثل (تعليم الحياة العائلية أو العلاقة بين الولد والبنت).
وفي كل الأحوال لابد من إعطاء إجابات واضحة وصريحة وأمينة في موضوع الجنس، فالأطفال فضوليون، وكما يريدون أن يعرفوا وظيفة العين والأذن كذلك يريدون معرفة وظائف أعضائهم التناسلية.
ومن هذه المشاهدات نقول للطفل إن الحياة تأتي من الحياة وليس من العدم وأن في الحيوانات كما في الإنسان لابد من وجود أب وأم قبل أن يولد الطفل، وأن في كثير من الحيوانات يكون الطفل في بطن أمه لفترة قبل أن يولد.
ولتدريس هذه الأشياء لابد أن يقوم بها مدرسون على درجة من المسؤولية والنضج وليس لديهم أي شعور بالكبت. ويمكن أن يقوم الطبيب بهذا الدور إذا كان قادراً عليه وعلى ممارسته.
وفي هذه السن يجب أن يكون هناك حصة مخصصة للإجابة على الأسئلة، وإذا كانت المدرسة مختلطة يجب أن يفصل الأولاد عن البنات في هذه الحصة، حتى تتاح لهم الأسئلة بحرية وبدون حرج.
وهي مرحلة مهمة وخطيرة، ففيها يبدأ الإحساس الحقيقي بالجنس. ويبدأ الأولاد والبنات يتبادلون الإعجاب بعضهم ببعض. ولا بد من الإشراف عليهم في هذه المرحلة وإلا أفلت الزمام وقادتهم شهواتهم إلى سلوك غير مرغوب فيه مع مشاكل أخرى.
وفي هذه السن يبدأ تمرد الأولاد والبنات على أهلهم ولا يستشيرونهم في مشاكلهم الجنسية، ولكنهم يتوجهون إلى أشخاص آخرين ـ خارج محيط الأسرة يثقون بهم ـ . ويجب أن نعلمهم: