يختلف دور المؤسسات التربوية الأخرى عن دور المدرسة الرسمية في كونها مؤسسات أهلية يتوفر لديها الدافعية نحو البقاء والارتقاء كما أن نظمها الداخلية وآلياتها قابلة للتطور والمرونة فضلا عن دوافع أفرادها فهي أسرع من غيرها في التنمية كما أن أهدافها ووسائلها تختلف كثيرا عن أهداف ووسائل المؤسسة الرسمية بالإضافة إلى أن معلمي هذه المؤسسات لديهم بعد عقائدي ودافع إيماني يذلل كثيرا من الصعاب التي تواجه هذه المؤسسات ( سوف نتحدث عنها بإذن الله ) مما ترتب عليه أن أساليب الكشف عن المواهب في هذه المؤسسات ما زال يعتمد على الدافع الإيماني والتوسم وقوة شخصية الموهوب وما توفره الظروف من فرص كشف للموهبة .
يتبلور دور هذه المؤسسات في نظرة أفرادها لأهمية الموهبة ومدى الحاجة إليها وتحول هذه النظرة إلى إجراءات عملية يضبطها فقه الأولويات والتخصص والأساليب التربوية السوية المنزلية التي تعي خصائص وحاجات الموهوب وطبيعة التعامل مع وضرورة توفير جو نفسي تربوي متزن إلى جانب أنشطة مناسبة ودوائر ملائمة لرعاية الموهوب فضلا عن الإمكانات المادية التي تحتاجها هذه الإجراءات وأيضا نظرة أفراد هذه المؤسسة – وخاصة مصدر القرار في هذه المؤسسات – إلى أصحاب المواهب ومدى التقدير الفعلي لهذه المواهب بمستوياتها وتنوعها