الرياض - كمال عبد الرحمن
من المتوقع أن تبلغ مجمل استثمارات الشركات التي تعمل في مجال تجارة الأثاث المنزلي عبر شبكة الإنترنت أكثر من 2 بليون دولار خلال العام الحالي. ورغم أن مبلغ البليوني دولار يبدو وكأنه ضئيل مقارنة بحجم تجارة الأثاث في أمريكا, إذ يمثل 1% من حجمها البالغ نحو 201 بليون دولار, إلا أنه يعتبر مؤشرا جيدا لنمو تجارة الأثاث عبر شبكة الإنترنت, مقارنة بحجمها خلال عام 1999 والذي بلغ نحو 423.3 مليون دولار. وكما هو الحال في الملابس, فإن مفتاح سر تجارة الأثاث المنزلي هو الأثاثات الكمالية, ففي حين تمثل أدوات الديكور وغيرها من الأشياء الكمالية التي تدخل في أثاث المنزل نسبة كبيرة من حجم نشاط تجارة الأثاث في شبكة الإنترنت، فإن أثاثات كغرف النوم والصالونات وغرف الطعام لا تمثل سوى ثلث سوق الأثاث الألكتروني. والسبب الذي دفع تجار الأثاث في شبكة الإنترنت للاتجاه نحو التركيز على الأثاثات المكملة هو أن المستهلك يفضل غالبا شراء الأشياء الزهيدة التي يسهل نقلها وبيعها واسترجاعها. ودخلت عدة شركات في مجال تجارة الأثاث عبر شبكة الإنترنت, عبر مواقع مثل: www.goodhome.com و www.furniture.comوwww.living.com. ووجدت بعض المواقع نجاحا كبيرا في أعمالها, فموقع furniture.com يتوقع أن يحقق دخلا يبلغ 50 مليون دولار في حال قبول السلطات الأمريكية لطلب تحويله إلى شركة مساهمة عامة، حيث تعتزم الكثير من الشركات والمؤسسات التجارية شراء أسهم في الموقع الذي يبشر خطه التجاري بتحقيق أرباحا عالية. وفي دراسة أجريت حول مستهلكي الأثاث المنزلي عبر شبكة الإنترنت وجد أن متوسط أعمار المتسوقين في أمريكا يبلغ 38 عاما, ويبلغ متوسط دخلهم السنوي نحو 77 ألف دولار, أي أن الذين يدخلون كمشترين في سوق الأثاث عبر الإنترنت هم من الذين يعتبر دخلهم مرتفعا نسبيا, إذا وضعنا في الاعتبار أن متوسط الدخل السنوي للفرد في أمريكا يبلغ نحو 38885 دولارا. وهنالك الكثير من التحديات التي تواجه تجارة الأثاث عبر شبكة الإنترنت، أهمها: الوسائل المالية اللازمة لإتمام صفقات البيع والشراء, ويتمثل التحدي الثاني في توصيل المشتريات إلى مواقع المشترين، خاصة أن الكثير من شركات بيع الأثاث على الإنترنت لديها عقود خارجية مع شركات متخصصة في النقل مما يجعل من الصعب عليها مراقبة جودة خدمة توصيل وتسليم البضائع التي يتم شراؤها عبر شبكة الإنترنت.