الرياض - د. زيد بن محمد الرماني( عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)
يقول الخبير جيل إيلورث: يعد الاستخدام التجاري للإنترنت أحد موضوعات النقاش والنشاط الساخنة والمتسارعة النمو، فقوائم النقاش في كل مواقع الإنترنت تتحدث عن النمو السريع للاستخدام التجاري. وتعد المكونات التجارية من أكثر القطاعات نمواً على الشبكة في عصر الاتصالات الكونية. في البداية، نمت الإنترنت (InterNet) ببطء ولكن مع مرور الوقت، اتسعت الإنترنت لتضم أكثر من 45 ألف شبكة محلية في أكثر من 200 دولة. وهناك نحو 30 مليون شخص لديهم نوع من أنواع الاتصالات بالإنترنت. وبوجه عام تضم الإنترنت أفراداً ومجموعات ومنظمات ومدارس وجامعات وخدمات تجارية وشركات وحكومات وكذلك شبكات حرة. وعادة ما تكون الاحصاءات عن الإنترنت تقديرية وذلك للتغير والتزايد المستمرين في الأرقام. وهناك عدد من المؤشرات والاحصاءات الجديرة بالاهتمام منها: - يقدر نمو الإنترنت بما يقارب من 10% شهرياً. - يتزايد نمو القطاع التجاري بمعدل يتراوح بين 10% و 13% شهرياً. وقد تزايد الاستخدام التجاري للإنترنت، حيث ينمو القطاع التجاري للإنترنت، في الوقت الحالي، بصورة أسرع من أي قطاع آخر. وتشكل مجموعة من المشروعات والمؤسسات التجارية القوى الكبرى المستخدمة للإنترنت. وتوجد القوى التجارية المستخدمة للإنترنت في مجال عريض من الصناعات، بما في ذلك مصنعو التقنية المتقدمة والصناعات المرتبطة بالحاسب الآلي، وشركات النفط وشركات المستحضرات الطبية والصيدلية، والصناعات المرتبة بالرعاية الصحية، والخدمات المالية والبنوك. وقد تزايدت كثافة استخدام الإنترنت من قبل بعض هذه الشركات بنسبة وصلت إلى 90% من الربع الأول من عام 1995م. إن عمالقة الصناعة ليسوا وحدهم المستخدمين للإنترنت، بل يستخدمها كذلك العديد من الشركات الصغيرة والمستثمرين الأفراد مقابل تكلفة يسيرة من خلال موزعين تجاريين. ولا داعي للدهشة، ولكثافة النشاط التجاري على الإنترنت، فمنذ أعوام قليلة كانت هذه الأسئلة تظهر على الإنترنت نفسها، مثل: هل يمكننا أن نمارس نشاطنا التجاري على الإنترنت؟! أو هل هناك نشاطات تجارية على الإنترنت؟! والآن هناك مئات أو آلاف من المواقع على الإنترنت تمتلك اسمها المجالي الخاص. وقد وجد العديد من الأعمال التجارية أن استخدام الإنترنت يفي بعدد كبير من حاجاتها، بما في ذلك التسويق وإرشاد البائعين وتشجيع المستثمرين وتبادل المعلومات، والمشروعات المشتركة للبحوث والتطوير، كذلك تستطيع الشركات بمساعدة الإنترنت، أن تُطوّر وتعد منتجات جديدة، وأن تتسلم أوامر شراء ومستندات إلكترونية، وأن تسترجع بيانات من قواعد بيانات متخصصة. وإضافة إلى ذلك تستطيع الأعمال التجارية أن تجد النصيحة الفنية، وأن تنشىء وتحافظ على علاقتها التجارية وتحصل على استطلاعات السوق، وتعقد الصفقات الجيدة، وتحدد أماكن الخبرات والكفاءات التي تحتاج إليها، بل إن بإمكان الشركات أن تبيع منتجاتها مباشرة. وأصبحت شوون التوصيل والتسهيلات الإدارية في الآونة الأخيرة وبشكل متزايد، عاملاً حاسم الأثر في القضايا المتعلقة بالإنتاج وخدمة المستهلكين في أي نشاط تجاري. إن القدرة على المحافظة على الوضع التنافسي تتوقف على إمكان الحصول على أحدث المعلومات حول السوق التي يتعامل معها، وكذلك الإلمام بأحدث التقنيات في مجال الصناعات. فمعرفة أي شركة بما تفعله الشركات الأخرى والاطلاع على ما هو متاح من معلومات واكتشاف أسواق جديدة يمكن أن يساعد تلك الشركات على المحافظة على ميزة تنافسية. وقد أصبح تعاون أكثر من شركة بالمشاركة أمراً شائعاً بصورة متزايدة، وتساعد الإنترنت على تسهيل هذا التعاون الذي قد يكون في اتجاه تصميم منتج أو قنوات توزيع أو أبحاث وتطوير وسائل إنتاجية وتسويقية. لقد تعززت الأساليب التعاونية من خلال الإنترنت بثرواتها المعلوماتية وبقدرتها على الاتصال. كما ساعدت الإنترنت على تحسين أداء هذه الأنماط التعاونية الجديدة وتطويرها وهو ما يعد شرطاً أساسياً لتعزير المنافسة في الأسواق المختلفة. وتوفر الإنترنت وسيلة سريعة للتواصل مع الموزعين والموردين، الأمر الذي يضفي سرعة وتنوعاً على عملية الحصول على الإمدادات ومتطلبات العملية الإنتاجية، ومن خلال سرعة الاتصال تستطيع الإنترنت تخفيض المخزون لدى أي شركة وتستطيع الإنترنت أن تدل مختلف النشاطات التجارية على مواقع موردين جدد، وتمكن الشركات من المحافظة على قنوات اتصال مع هؤلاء الموردين وتستطيع الإنترنت أن تمارس عملية التسويق عن طريق الاتصال المباشر وذلك عن طريق وجودها على الإنترنت. وعلى الرغم من أن الإعلان يواجهه بعض المشكلات على الإنترنت، فإن الشركات تستطيع أن تستخدم الإنترنت لتسويق خدماتها ومنتجاتها. وتستطيع الشركات توفير رؤية أكثر وضوحاً لبرامجها التسويقية. وخلاصة القول، فإن حضور النشاط التجاري على الإنترنت له ميزات عديدة، مثل الاتصالات، والتسهيلات، والمعلومات، ومساعدة وإرشادهم العملاء، واكتساب ميزات تنافسية وفرص للتسويق والتعاون مع مؤسسات وشركات أخري .