تعتبر مسابقة الدوري السعودي أو كأس دوري خادم الحرمين الشريفين كما يطلق عليها من أهم واقوي الدوريات في المنطقة العربية نظرا لما تتمتع به المسابقة من توافر الإمكانيات من منشآت ضخمة ومحترفين على مستوى عالي، بالإضافة إلى شدة المنافسة وتقارب المستويات. ويعتبر موسم 2006 -2007 من المواسم الهامة في عمر مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، نظرا لأنه الموسم الأخير الذي يتم فيه العمل بنظام المربع الذهبي الذي تم استحداثه عام 1990 واستمر حتى الموسم الحالي 2007 قبل أن يقرر الاتحاد السعودي إلغاؤه بداية من الموسم المقبل. وقرر الاتحاد السعودي إلغاء نظام المربع الذهبي وعودة البطولة لنظامها القديم والمعتاد بحصول الفريق صاحب أكبر عدد من النقاط على اللقب، كما تقرر تغيير اسم البطولة من كأس دوري خادم الحرمين الشريفين إلى الدوري السعودي الممتاز. ومن أهم القرارات أيضا استحداث بطولة جديدة باسم كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال تقام في نهاية الموسم ويشارك فيها 8 فرق هي الفرق الستة الأولى في الدوري إضافة إلى بطل كأس ولي العهد وبطل كأس الأمير فيصل بن فهد ويكون مجموع جوائزها تسعة ملايين ريال سعودي. وشهد موسم 2006-2007 تتويج نادي الاتحاد السعودي بطلا لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين بعد فوزه الدرامي علي غريمه الهلال بنتيجة 2-1 في المباراة النهائية التي أقيمت بينهما علي إستاد الملك فهد بالرياض. ويعد لقب هذا العام من اغلي الألقاب لجمهور العميد السعودي نظرا لأنه جاء بعد موسم ملئ بالكبوات سواء على الصعيد المحلي عندما خسر نهائيين متتاليين أمام جاره وغريمه التقليدي فريق الأهلي أو الصعيد العربي عندما اكتفى بالمركز العاشر في دوري أبطال العرب. ويأتي هذا التتويج بعد غياب أربعة أعوام كان فيها العميد مبتعداً عن اللقب الغالي رغم تواجده الدائم ومنافسته المستمرة ببلوغه المربع الذهبي وبحثه الجاد عن البطولة الأهم طيلة تلك المواسم. التوهج الاتحادي في الختام جاء ليبرهن قدرة الفريق على تحقيق الإنجازات مهما كان مستواه طيلة منافسات الموسم كما أنه أعطى دلالة جلية أوضحت علو كعب أبناء الفانلة الصفراء وتعاملهم الاحترافي مع النهائيات وان كان المنافس كبيراً بحجم الهلال، رغم ما عاناه الاتحاد بخسارته لنهائيين متتاليين من المنافس التقليدي الأهلي وخشية محبيه ضياع اللقب الثالث. وتأتي لغة الأرقام لتؤكد أحقية الاتحاد باللقب، فالاتحاد هو صاحب أقوى خط هجوم في بطولة الدوري السعودي لهذا الموسم حيث سجل 57 هدفا بالتمام والكمال متفوقا على هجوم الهلال بفارق 18 هدفا كاملا. أما الهلال فقد تأهل للمباراة النهائية مباشرة بعدما احتل المركز الأول في الدور التمهيدي للدوري برصيد 53 نقطة بفارق خمس نقاط عن اتحاد جدة، والهلال هو صاحب اقوي خط دفاع في البطولة حيث دخل مرماه 17 هدفا فقط متفوقا بفارق 11 هدفا كاملا عن دفاع الاتحاد. و يعتبر وصول نادي الوحدة للمربع الذهبي لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين هذا الموسم للمرة الأولي في تاريخه من أبرز الأحداث في المسابقة. وجاء تأهل الوحدة للمربع الذهبي بعدما احتل الفريق المركز الثالث في الدوري برصيد 47 نقطة، ولم يكن الوحدة الذي قادة هذا الموسم المدرب الألماني ثيو بوكير- قبل أن ينتقل لتدريب الأهلي السعودي- من ضمن الفرق المرشحة للتأهل. وتقدم الوحدة على فرق عتيدة أمثال الشباب وأهلي جدة والنصر والاتفاق، وقدم الوحدة مستويات رائعة هذا الموسم حيث خاض 24 مباراة فاز في 15 منها وتعادل خمس مرات وخسر 4 مباريات فقط ، وسجل مهاجموه 45 هدفا بينما دخل مرماه 29 هدف. ومن أبرز النتائج التي حققها الوحدة هذا الموسم فوزه على الهلال في مكة وتعادله معه في الرياض، وفوزه على النصر مرتين وعلى الاتفاق مرتين ذهابا وإيابا، وفوزه على الشباب في الدور التمهيدي قبل أن يكرر فوزه عليه في المربع الذهبي، وتعادله مع اتحاد جدة. ولم يقدم الشباب حامل اللقب والضلع الرابع في المربع الذهبي لهذا الموسم المستوى المعهود عنه، فالموسم الحالي شهد تراجع مستوى الشباب كثيرا حتى احتل المركز الرابع في نهاية البطولة برصيد 44 نقطة قبل أن يخرج من المربع الذهبي على يد الوحدة. وحقق الشباب، الذي يلعب له المدافع المصري أمير عزمي، 14 فوز وتعادل مرتين بينما لقي 7 هزائم بالتمام والكمال، وسجل 46 هدفا وسكن مرماه 29 هدفا. وأما عن لقب هداف مسابقة الدوري السعودي لهذا العام فقد انحصرت المنافسة بين الغاني جودين أترام مهاجم الشباب والغيني الحسن كيتا مهاجم الاتحاد، ولكن كيتا استطاع حسم اللقب لصالحة برصيد 13 هدفا بفارق هدف واحد عن أترام. وعلى صعيد مسلسل الهبوط فقد شهد موسم هذا العام صراع حاد بين خمسة فرق للهروب من شبح الهبوط وهي فرق الطائي والحزم والقادسية والفيصلي والخليج، إلى آن جاء الأسبوع الأخير من عمر المسابقة ليِِؤكد هبوط كل من الفيصلي الذي احتل المركز المركز الحادي عشر وقبل الأخير برصيد 18 نقطة، وكذلك فريق الخليج الذي احتل المركز الأخير بنفس رصيد النقاط. وكان نادي النصر أو العالمي قد نجح في الهروب من معركة الهبوط في المرحلة الـ21 وقبل الأخيرة للبطولة بعد أن وصل إلى النقطة 21 ليحتل بذلك المركز السابع ليضمن رسميا البقاء في البطولة في الموسم المقب. وفى النهاية يجدر الإشارة إلى آن تتويج اتحاد جدة بكأس الدوري السعودي لهذا الموسم يضعه وجها لوجه مع الأهلي المصري في مواجهة نارية وثأرية على لقب كأس السوبر المصري السعودي لأبطال الدوري بمدينة جدة يوم 26 أغسطس المقبل. يذكر أن الأهلي والاتحاد كان قد تقابلا ثلاث مرات من قبل في عام 96 في كأس النخبة العربية وعام2001 في كأس السوبر المصري السعودي وعام 2005 في مونديال العالم للأندية باليابان شهدت جميعها تفوق العميد السعودي.