إذا فكرت وتأملت في مسألة الشات تنتابك الحيرة والأنات ، عندما تجدين تلك الابتكارات والاختراعات تأتي من الغرب نتاج إعمال الفكر وبذل الطاقات، وتأتي إلينا لنستعملها في ما يشبع الشهوات، ويطفئ نار الرغبات، توحش شهواني بغيض ينطلق من أنفس بعض العابثين والعابثات!! إذا ُعاينت شخصيات مرتاديه ، ترين منهم من لا يجيد من أمر الحاسوب شيئا ، وليس له في هذه الحياة ظلال ولا فيء، يعيش تحت وهج الشمس المحرقة ، ليس يؤمل منه خير أو منفعة ، فهو من جهةٍ سندان ومن جهة مطرقة ، كَلٌّ على صاحبه أينما توجهه لا يأت بخير ، تطفل على عالم الحاسوب، لا لشيء إلا لأنه سمع أن بداخله سحرا وعشقاً ، ومن العشق ما قتل ، فانطلق مسرعاً نحو هذا الاختراع يجلس أمامه ليبحر في بحاره ، ويغوص في أعماقه !! ولنا أن نسأل هذا الشخص وغيره عن جدوى الجلوس أمام الشات ، وماذا سيعود إليه من نفع وفائدة ، لماذا لا نستغل كل ما يأتينا الاستغلال الأمثل ؟! ولماذا لا نستخدمه في ما يرضي الله ؟! لم نفكر يوماً أن نحول تلك التقنيات التي تصل إلينا إلى قناة نوصل من خلالها إلى الناس صوتنا ، ونرسل عن طريقها معاني الإسلام الطاهرة الفاضلة ؟! الشات من وسائل التخاطب المباشر بين طرفين أوعددٍ من الأطراف في وقتٍ واحد عن طريق قناة معينة ، يتم فيها تبادل الحديث والحوار، فلماذا لا يكون التناول للمواضيع جاداً ومفيداً، ولدي فكرةٌ ورأي في هذا المجال، يمكن أن تعين من أدمنه على أن يستفيد من وقته على الشات : أولاً : اسألي نفسك عن جدوى جلوسك أمام الشات ، وتفكري - في وقت صفاء مع الذهن - ما الذي استفدته خلال الأوقات التي قضيتها أمامه ؟ وهل أنت راضية عن نفسك أن تكوني أسيرة لهذه الشهوة ؟ أم أنك تشعرين بالحرقة والألم من داخلك ؟! ثانياً : ذكري نفسك دائماً وابدئي بقول الله تعالى: [إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً] فاعلمي وتذكري أن الله عز وجل سائلك يوم الموقف العظيم عن كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة وكل ثانية من عمرك ، ويومها ستعضين أصابع الندم على كل لحظة قضيتها في ما يغضب الله عز وجل . ثالثاً : إن كنت ولابد داخلة على موقع الشات وتحبذين تجاذب الكلام ، فحددي لك من يومك وقتاً محددا ، وتعلمي أن تكون نفسك ملكك، لا أن تكوني ملك نفسك، واعلمي أن دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوان ، وتنبهي إلى أن عليك من الواجبات ما هو أولى من الاستمرار في تضييع الوقت أمام الشات . رابعاً : حددي لنفسك موضوعاً معيناً تريدين مناقشته ، وازرعي من داخلك الرغبة الجادة والصادقة في أن تطلعي على رأي الآخرين حول ذلك الموضوع دون الخروج عنه ودون الاستدراج إلى غيره . خامساً: تذكري أن كل كلمة تقولينها سيحاسبك الله عليها، وتأملي فيما قاله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (لن تزولا قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه ، وعن علمه ما فعل به ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن جسمه فيما أبلاه)، فأعدي للسؤال جواب ، وللجواب صواب، واعلمي أن الله ما ميزك إلا بعقلك فلا تسخريه فيما يغضب الله عز وجل ..