أمتلئت الغرفة بالأقارب والضيوف و كان الحديث الدائر بينهم هو عدد الوفيات بين الاطفال وبعض الكبار واعقبها لحضات صمت بددها الحاج علي قائلا بالأمس شيعنا جثمان الطفل احمد ابن الشيخ عبد الواحد رحمة الله عليه كان يوما لن انساه.... الام المسكينة تصرعلى مرافقت الناس الي المقبرة... رغم أعتراض الكثير من أهلها واخوت زوجها اخوها الكبير الحاج عبد السلام.. يقول لهااستحلفك بالله ان تبقي مع النساء ....وان تعملي علي تصبير بناتك لقد انهكهن الحزن وخاصة ابنتك ايمان..... لقد كانت الاكثر تعلقا باخيها وهي في حالةيرثى لها الحزن والسواد والكآبة حجبت عن الأم كل تلك التوسلات وما ان وصل الجميع للمقبرة تقدمت تلك الأم المكلومة والمفجوعة في فلذت كبدها تحمل ذلك الجسد الذي أجهضت الايدي الآثمة روحه..... ألي مثواه الاخير جف حلق ألأم فلم يعد يسمع أنينها ونحيبها وتحجرت الدموع في عينيها بعد ان نضبت كل روافد نهر دموعها و ما هي الا خطوات قليلة اتخذتها حتى خارت قواها.. واسرع الجميع ليتفادوا سقوط الحياة والموت واخذوا ذلك الجسد الطاهر كطهارة مريم العذراء..... واودعوه في حفرة هي اكبر من دنياهم حيث تتحرر الروح من الجسد وتتخلص من ظلمهم الذي لاينتهي وتنحت الآم جانب القبروتطلعت ببصرها وروحها وكل ما اوجد فيها من احاسيس الي ذلك الشهيد الصغير وكيف يهال عليه التراب ويغيب عنها الي امد طويل ما ما امي امي انا اموت.. انني خائف.... لاتتركيني كانت تلك الكلمات آخر ما سمعته منه قبل ان يدخل في غيبوبته السرمدية .....مخلفا جرحا يطول التئامه في وجدان اليبيين..... وهواجس وكوابيس ستظل تلاحقهم الي آخر أعمارهم... وما ان اكمل الحاج علي حكايته تلك... حتى علا صراخ وعويل في الغرفة المجاورة.... وعل اثرها دخل عليهم عبد العزيز وهو يردد بصوت يغلبه البكاء والنشيج اخي عمر انتقل الي رحمة الله.... وبموت عمر تم بناء سرادق العزاء رقم450 لضحايا اطفال الايدز بليبيا............ تمت اما من الناحية الواقعية..سقط منذ بضعة ايام وبالتحديد 4-11-2005 الطفل الشهيد زيدان عاشورهارون والذي لم يتجاوزالتسع سنوات من عمره الندي بعد صراع مرير مع هذا المرض العضال