** اسم الكتاب : لا تيأس اسم المؤلف : أحمد سالم بادويلان الناشر: دار طويق الرياض طبعة 2001م ** تمتلئ المكتبات بكتب تحسين الذات وكتب علم النفس وكتب الارتقاء بالروح والفكر، وجميع هذه الكتب تسعى إلى تأمين السعادة وتحقيق النجاح للفرد، وتدله على الطريق الصحيح الذي يراه الكاتب أو صاحب الفكرة. وهذا الكتاب هو أحد هذه الكتب القيمة، ولكنه يحاول إغلاق باب اليأس بمفتاح الأيمان والصبر، وهذه مفاتيح إسلامية عظيمة، يقدمها الكاتب بخمس عشرة قصة مشوقة وبأسلوب سهل لين، يبعث الروح في النفس اليائسة. طبعة ثالثة: نجح هذا الكتاب لينال استحسان القراء، وقد طبع حتى الآن ثلاث طبعات، وسيطبع مرات ومرات لأن موضوع الكتاب هو من مواضيع الساعة، ومن المواضيع التي تواجه مشاكل العصر، وما أكثرها، وهذا الكتاب يقدم العلاج لها، وسيحقق النجاح والشفاء للبعض لا محالة، فهو يستخدم علاجا ربانيا معروفا بقوة مفعوله. الصبر مفتاح الفرج: إن العلاج الذي يقدمه الطبيب لحالات اليأس هو أدوية تهدئة وأدوية مسكنة، ومخدرة، وأدوية تساعد على الانتعاش المؤقت. وكل هذه الأدوية ذات مفعول محدود، وينتهي مفعولها بعد زمن قصير، واحيانا ساعات فقط. ولكن الدواء الرباني والذي هو مر ككل الأدوية الشافية هو الصبر والتحمل وانتظار الفرج القادم، وهذا الدواء له نتيجة حسنة مؤكدة ، ووعد من الله بالنتيجة الحسنة، ويورد الكاتب بعض آيات الحض على الصبر، فالله تعالى يقول: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين" وقال تعالى " ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين " من هذه الآيات وعشرات غيرها نجد أن الابتلاء والمحن هي جزء من طبيعة الحياة، بدليل ورودها بهذا البيان في كلام الله تعالى، فعلينا إذن ان نتقبل المكتوب علينا، ولا نيأس، وعلينا أن ننتظر الفرج القادم، ويجب على كل إنسان ان ينتظر دوره بمرور المحن عليه، فهي منوعة مشكلة، فهناك ابتلاء بالخوف أو الجوع والفقر أو الإفلاس وقلة المال، وهذه أمور يقول عنها القرآن إنها ابتلاء، والمكافأة كبيرة للصابرين. انتظار الفرج: ويورد الكاتب أيضا الوجه الآخر لعملية الصبر وهو الفرج، فالله تعالى وعد بذلك في آيات عديدة، ومنها قوله تعالى (فإن مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ) وهذا وعد من الله تعالى، وكلما زاد الإيمان بالله كلما كان الصبر ميسرا وكان الفرج كبيرا. ويقول المؤلف أيضا إن الله قريب من الداعي، والله تعالى يقول "ادعوني استجب لكم" وهذا الكاتب يقدم نصيحته بالتقرب إلى الله في الثلث الأخير من الليل، فالله لا يرد سائله الذي قام من نومه يطرق باب فضله وإحسانه. وإن قصص الانتحار التي تتحدث عنها الصحف هي دليل على قلة الإيمان، فالله يبتلي العباد بشتى المصائب، وبقدر المصيبة وبقدر الكارثة ينالون مكافأة الصبر، فكم من إنسان حاول الانتحار، ولكنه فشل، أو صبر، ثم شاهد بأم عينه كيف انفرجت الغمة وزالت المشاكل وتحولت المشاكل إلى ذكريات يضحك منها. الصبر والمثابرة: وفي هذا الكتاب مجموعة قصص تبعث الهمة في النفس المتوثبة للمعرفة، ويجب أن لا تيئس هذه النفوس، فطريق العلم صعب وطريق النجاح دائما وعر ومملوء بالعقبات، ولكن بالصبر والجلد يصل الإنسان إلى بغيته، ويذكر قصة أحد الطلبة اليابانيين الذين كانوا يدرسون في إيطاليا هندسة الميكانيكا، ولكن هذا الطالب كان يرغب في معرفة الأسرار وليس معرفة النظريات الميكانيكية، فهو يعرفها، وجعل كل هدفه وتركيزه هو أن يعمل ويصنع المكائن بنفسه وبيديه، وضحى هذا الطالب بكل ماله ليصنع واحدة بنفسه، وفعل ذلك ونجح بإصراره، ونجاحه هذا امتد ليشمل ويستفيد منه جميع اليابانيين، الذين أصبحت دولتهم دولة صناعية بسبب أمثال هؤلاء الطلبة المغامرين والمتعطشين للمعرفة والعلم والعمل. الله لا يضيع أجر من أحسن عملا! هذه حقيقة علمية لأنها من كلام الله المبين ووعده الصادق، فالله وعد كل من عمل طيبا أن يجازيه بأحسن منه،ولكن المشكلة التي تواجه الفاعل هو الزمن، فالأغلبية منا ينتظرون الإجابة حال انتهاء العمل، بينما تكون السماء محتفظة بالأجر لوقت آخر، نكون نحن أشد حاجة إليه. وكم سمعنا من قصص تحدث لأناس قاموا بأعمال خير في شطر من حياتهم ونسوها، ولكن يأتي من يذكرهم بها وقت المحنة، ويرد لهم الجميل في وقت هم في أشد الحاجة له. وقصة ذلك التاجر (في جدة) كان لا يمتنع عن مساعدة أي شخص يطلبها منه، وكان يقرض الأموال لمن يسعى في تجارة، وكان هناك من نجح منهم ومن لم ينجح، فكان يسمح لمن خسر منهم، ويطلب من الله أن يعوضه خيرا.. وتقلبت الأمور وأفلس هذا التاجر، وضاقت به الأرض، ونال منه اليأس وانقطعت به السبل، فما كان يعلم أن ما قدمه سابقا من أعمال سينقذه وقت حاجته، فقد علم به أحد من استعان به في أول حياته، وأصبح تاجرا كبيرا، فما كان منه إلا أن طلب منه أن يكون شريكا له فيما يملك، فهو صاحب الفضل الأول، ولولاه لما كان النجاح والأرباح، وطلب منه أن يرتاح وهو يقدم له الخدمة.. كتاب قيم: هذا الكتاب من الكتب المفيدة والغنية بالأفكار، ويمكن أن تفيد المراجعين في عيادات الأطباء، ففيها الكثير من العلاج النفسي، وفيها الكثير من الدعوة للإيمان والصبر، وانتظار الفرج الموعود. كما أنها من أفضل الكتب التي يمكن تقديمها للشباب لقراءتها، فهي سهلة الأسلوب شيقة القصص عظيمة الفكرة والفائدة