فجأة استيقظت على هزة خفيفة لم تكن من شخص ولكن من القطار الذي أركبه وعندما فتحت عيني وجدتها على الكرسي المقابل , لم أكن أتوقع رؤيتها أو مقابلتها ، فكثيراً ما رأيتها في الفاترينات والصحف والمجلات إنها ذلك النوع من الطبيعة الصامتة ، بها شيء يجذبك نحوها ويجعلها جديرة بالإحترام هذا الشيء يجعلك تقف ساكناً أمام هذا الجمال الحزين وهاتين الوجنتين وكأنهما بحر من عصير الورد الأحمر. لقد أطلت النظر إليها ولكن في هذه اللحظة تجمعت لدي لحظات حب عميقة ،ولكن كيف أقول لها أنني أحبها ؟ وكيف يصل إليها ما يدور بداخلي من مشاعر وأحاسيس ؟وأخذت أحلم أنني أطوقها بيدي وأنني.... وأنني .... ؟ ولكن فجأة تداركت أن رجلاً يجلس بجوارها لم أشعر بوجوده لأن جمالها استحوذ على كل حواسي ، أخرج الرجل من جيبه سكيناً وطعنها لقد قتلها هذا المجرم قتل كل ما فيها من جمال ولكن لماذا..؟ هل لاحظ هذه النظرات الصامتة ؟ فعل فعلته هذه وإحساس مدمر ينتابني ، إحساس ينتشلني من واقعي المرير حيث لا واقع ولا مرارة . لا تندهش إذا قلت لك أنها لم تنزف نقطة دم واحدة ، وأن قلبها ناصع في منتهى البياض وكأنها خلقت لتحمل رسالة الحب ورغم أنها طعينة ـ فقد تمنيت إلتهامها ومن منا لايحب التفاح ؟!