للكبار فقط

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : فتى ثقيف | المصدر : forum.merkaz.net

عندما يكتمل نسيج الخيانة !! هل من الضرورة أن تتم؟؟ عندما تتحول الحياة إلى غريزة ,,حين يقطن الشك القلوب ويقتات النوايا .. وحين تتناثر أوهام الحب بين تراكمات السنين !! هل ستتوقف الحياة؟؟أم أنها ترانا لاشيء يستحق فما نحن سوى وقود لها من اجل أن تستمر بالإحراق.
هـــــــو
رغم سنيّة السبعين مازال يحتفظ بمسحة من النظارة القاتمة ، فهو من اغني إن لم يكن الأغنى بين أعيان منطقته فهو باختصار يتحكم تماما في مصير هذه البلدة حيث يؤمن تماما أن المال يجلب كل شيء ورغم ذلك فهو رجل ذو مبادئ انه:السيد فاضل.
هـــــــي:
فتات عشرينية أدمنت الفتنة والجمال عنوانا لها ,, هي الأجمل بين قريناتها والأبهي بين مثيلاتها .. إن نظرت إليها فأنت لا تستطيع أن تنزعها من بين ناظريك ففيها الفتنة والسحر..كل ذلك مغلف بسحابة حمراء تمنع عنها الصفاء فلسفتها في الحياة إن الغاية تبرر الوسيلة إنها:السيدة ملاك.
هـــــــــو..غير هو الأول:
شاب ثلاثيني في الخامسة والثلاثين شديد الجاذبية شخصية قوية وساحرة مازال أعزباً فلسفته ترفض الزواج تماما فهو يرى أن الإنسان يحب مرة واحدة لكن المشكلة انه يؤمن بأحقيته بحب كائنة من تكون هو أمين سر السيد فاضل والمسئول عن كل شاردة وواردة في أعماله وتجارته وعلاقاته انه: عاصم .

مثلث قد يكون مثاليا لارتكاب الخيانة بوضعها الكامل..لكن هل الاكتمال يعني الوقوع؟ دعونا نكتشف ذلك.

يمتلك السيد فاضل مزرعة خاصة تبتعد أكثر من مائتي كيلومترا عن اقرب بنيان ومن لا يعرف طريقها جيدا لابد أن يتوه في الطريق.
أمر السيد فاضل أمينه المخلص عاصم أن يستعدوا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في المزرعة وان يشرف على كافة الترتيبات وان لا يكون الموكب عامرا فهو لايريد إزعاجا... مع وضع الترتيبات اللازمة كون زوجته ملاك سترافقهم .
تم تجهيز كل شيء حتى كان يوم الأربعاء المقرر .. انطلق الموكب الذي لا يتجاوز ثلاث سيارات إحداها السيارة الخاصة بالسيد فاضل وزوجته يقودها عاصم ..
الطريق جزء كبير منه عبارة عن طريق رملي من النادر جدا أن تسير معه المركبات كما يستغرق الطريق الرملي عادة ساعتين في حال كان الطقس ملائماً فالسائق لا يستطيع أن يسير بالسرعة الكافية نظرا لوعورة الطريق وخطورته.
في سيارة السيد فاضل .. كان صمت غريب يحلق فوقهم .. ومن مقعده الخلفي كان السيد فاضل ينظر بعمق وتركيز غريب على زوجته ومن ثم ينتقل بنظراته إلى قائد السيارة عاصم .. هذه النظرة القوية اخترقت الحاجز النفسي لكليهما مما جعلها تحدث بعض التوترات اللاإرادية لدى مرافقي السيد فاضل.
بدأ عاصم يشعر بنوع من القلق فما هذه النظرات من سيده ولماذا أصر على أن يكون الموكب غير حافل على غير عادته وأين أسلوبه المرح المعتاد ..ترى هل شعر بشئ؟؟؟!!! أزاح رأسه جانبا وأشاح بيده وكأنه يحاول طرد تلك الفكرة..
بينما السيدة ملاك كانت تبحر بعينيها عبر رمال الصحراء الساكنة وكأنها شعرت بطول المسافة فهي لم تكن ترغب بمرافقتهم ولكن إصرار زوجها جعلها تعيد حساباتها..سألت نفسها .. بم يفكر هل هي أمور صغيرة أم كبيرة هل هناك وشاية حدثت أم هي الحقيقة؟؟؟ صراع أسئلة كان يجول في خاطرها جعلها تشعر بثقل كبير في رأسها.
بعد ساعات وساعات .. وصل الموكب إلى مزرعة السيد فاضل لكنها لم تكن كما هي,,فقد هجرها السيد فاضل حيث يرى أن لا جدوى من وجودها فلم تعد تعني له الكثير ويبحث عن مشترً يخلصه منها ..فالجفاف يغلف المكان والأتربة هي المسيطرة على الموقع.
شعرت ملاك حين وصول الموكب براحة وقتيه وكان نصف الهم انزاح ..لكن الأفكار المتداخلة تقتات هدوئها...
كان وقت الظهيرة حين وصلوا إلى المزرعة وشمس الخريف أحالت هدوءهم إلى خوف آخر وجعلت من المزرعة وكأنها مدينة أشباح..
ذهب الجميع إلى الراحة .. ساعة واثنتان أو ثلاثاً.. وبعدها استيقظ السيد فاضل وزوجته على طرقات قوية على باب غرفتهم ..كان الطارق هو عاصم .. وبصوت مرتفع تحدث إلى سيدة واخبره أن الجميع قد غادر المكان ولا مؤونة أو ماء موجود لديهم ..فكل ما احضروه معهم كان في السيارات المغادرة.
وبهدوء يحمل عمق السنين أجابه السيد فاضل ..بأنه هو من أمرهم بذلك .. وسأخبركم بالأسباب لاحقا.
أيعقل أن تكون لوثة جنون أصابت السيد فاضل؟؟هذا ما جال بذهن عاصم وإلا كيف يأمر سيارات المؤونة والخدم بالمغادرة !!! وفي المقابل السيدة ملاك كان ظاهرها الهدوء بينما هي تشتعل من الداخل.
الساعة العاشرة مساء حين استدعى السيد فاضل زوجته ملاك وعاصم .. لا احد غيرهما في المزرعة والتي نطلق عليها تجاوزا مزرعة أما هي في الحقيقة فبقايا مزرعة أحالها الجفاف حطاما.

وقف الثلاثة ولاشيء غير سكون الظلام وأصوات رياح خريفية تناجي الأشجار الجافة بحزن.
وبعد فترة صمت نطق السيد فاضل قائلا: ملاك ..عاصم.. هل قمتما بخيانتي معا؟؟؟؟
ياله من سؤال جعل عاصم يتراجع خطوتين للخلف بينما السيدة ملاك استندت على جذع شجرة قريبة منها وكأنها تخشى السقوط .. أجاب عاصم وبصوت مرتبك يتصنع القوة والغضب ..كيف تقول ذلك سيدي وكيف يجول بخاطرك مثل هذا الشيء؟؟؟ أيعقل بعد هذه السنوات أن أخونك سيدي؟؟؟!!! نظر إليه السيد فاضل نظرة زادت عاصم ارتباكا وكأنه يقول له هل تعتقد أنني صدقتك؟؟
ثم التفت إلى زوجته ملاك وسألها : هل خنتماني؟؟ أجابت ملاك وقد فقدت السيطرة على نفسها وكأنها تعرف بأنها كتاب مكشوف لزوجها!! وبمزيج من الغضب والخوف والرهبة قائلة (نعــــــــــــم) فعلناها ...
علت الدهشة وجه عاصم ,,بينما لاشيء تحرك في وجه السيد فاضل !! وكأنه يعرف الإجابة مسبقا,, ثم أردف قائلا: فقط أريد أن اعرف لماذا؟ أجاب عاصم وقد استجمع بعض قواه فالأمور أصبحت مكشوفة الآن قائلا: لأني أحبها وهي تحبني .. اعشقها وهي تعشقني ضجيج مشاعرنا قذف بنا إلى نار الخطيئة وأنا لا أراها خطيئة بل إشباع لمشاعر الحب!!
نظر إلى زوجته وكأنه يريد منها التعقيب .. أجابت نعم هو الحب فانا لاشيء من دونه وهو لاشيء بدوني الحياة كلها لا تعادل جزء من مشاعرنا الجارفة ..أنت تزوجتني بنفوذك وقوتك وأموالك اشتريتني كحاوية لإفراغ شهوتك ومحاولة لتعيش شبابك أكثر من غيرك ... أما مشاعري فهي لحبيب قلبي وسيد فؤادي حبي الأبدي عاصم ..وأضاف عاصم اعذرنا سيدي فالحب قد اخذ منا كل مأخذ وسيطر على جوانح تفكيرنا لاشيء في الحياة يعادل حبنا ..وان شئت أن تقتلنا فاقتلنا ..فيكفي أن نكون من شهداء الحب.
سادت لحظات صمت قاتلة بعد انفجار الحبيبين .. قال السيد فاضل بعدها:
لا لن أقتلكما لن أمنحكما هذا الشرف ,,,, وسأجعل ملاك هي من تقرر من الذي سيموت !!!!
علت الدهشة وجوه الجميع وكأن هذا الكلام لم يكن من الخيارات المطروحة في اذهانهما على الإطلاق... ثم سألا معاً ... كيف ذلك؟؟؟
أجاب السيد فاضل حسنا سأخبركم الآن .. وأردف قائلا : انتم تعرفون أن هذه المزرعة لم تعد فيها الحياة كالسابق وانه لا يوجد أي مظهر من مظاهر الحياة فلا احد هنا سوانا نحن الثلاثة بالإضافة إلى حصاني المفضل فأنتما تعرفان حجم المتعة التي أجدها في امتطائة كما انه أصبح يعرف طرق المدينة تماما كوني كثيرا ما امتطيته حين وصول موكبنا إلى طريق المزرعة الرملي .. فلم يعد هذا الحصان يحتاج إلى توجيه فبمجرد امتطائة سينطلق براكبه إلى بداية طريق المزرعة الرملي .. فهو يحتاج إلى خمس ساعات من المسير المعتدل حتى يصل إلى مشارف المدينة وفي حال توهانه فلا أمل بالنجاة .. بينما لو نسير على أرجلنا سنحتاج إلى عشر ساعات إن ساعدتنا قوانا ولم نتيه في الصحراء مع أن احتمال عدم التوهان لا يتجاوز 10% ..
وأضاف قائلاً: تعلمون الآن أننا أكملنا أربع وعشرون ساعة مذ غادر الموكب ومع هذه الرياح الصحراوية لم يعد هناك أي اثر للطريق .. فأمل النجاة الوحيد معقود بعد الله بهذا الحصان !!
لكن المشكلة وهي ليست مشكله بقدر ما هو واقع فرضته الظروف باختياري أن هذا الحصان لن يحمل سوى شخص واحد ...!!! فبالتالي عند الصباح سينطلق أحدنا لينجو بينما ينتظر الآخران مصيريهما المحتوم ... وأنت ملاك من سيقرر ذلك ..ستقررين من الذي يغادر .. عشيقك لنبقى أنا وأنت لمواجهة مصيرنا ..أم أنا زوجك لتكفري عن خطيئتك وخيانتك .. أما أنت فلا مجال لك للمغادرة ..
ألقى السيد فاضل هذه الكلمات أطبق بعد ذلك صمت المقابر على المكان .. ثم انسحب بهدوء ..واتجه كل من الثلاثة لمضاجعهم ..
حين انتصف الليل لم يكن عاصم قد نام بعد .. وقد أخذت به الأفكار اشد مأخذ وكاد القلق يفتك به .. لكنه لم يكن قلقا على نفسه بل على عشيقته ملاك .. فاخذ يتمتم محادثا نفسه .. اعرف أنها ستختارني للمغادرة فهي تبادلني نفس الشعور.. لكن لن اقبل سأبقى معها نواجه مصيرنا المحتوم معاً.. فانا لا أستطيع العيش دونها والموت بقربها متعتي الكاملة.
في المقابل كان السيد فاضل ينعم بنوم هادئ وكأن الحياة لم تعد تعنيه ..فمن يصاب بسهم الخيانة تصبح الدنيا لا تعادل أكثر من حفنة من التفاهة ولاشيء يستحق الحياة.
ملاك ... بماذا كانت تفكر ؟؟؟
عند بزوغ الفجر نهض السيد فاضل واتجه خارجا .. وهو ينتظر صاحبة القرار.. في الوقت نفسه قدم عاصم وظهر على محياه الإرهاق والإنهاك فهو لم ينم أكثر من ساعتين ..
اتجه الاثنان صوب اصطبل الخيل ..فلاشك أن ملاك قد اتخذت قرارها ... وحين وصولهما كانت المفاجأة تجاوزت حدود الصدمة بالنسبة لعاصم .. فلا الحصان موجود ولا السيدة ملاك موجودة أيضا وكان اختيارها هو نفسها !! ..
التفت السيد فاضل إلى عاصم قائلا .. هل ترى؟هذه من خنت سيدك وخنت أكثر سنوات العشرة من أجلها ... انصرف وأرجو أن لا أشاهد وجهك القبيح مرة أخرى.
صوب بوابة المزرعة كان السيد فاضل يسير بخطى متثاقلة.. لكنها منتعشة .. وصاح قائلا ودون أن يلتفت ...نسيت أن أخبرك .. الحصان لا يعرف الطريق.
****
السؤال المطروح الآن .. كيف نقول أن المرأة أو الرجل هو الأكثر خيانة؟ ..فحيث يوجد رجل لابد أن توجد أنثى .. فمن الذي يتحمل النصيب الأكبر من الخيانة؟الرجل باقدامة أم المرأة بإغوائها؟؟؟؟