سورة الكهف إظهار التشكيل
وقال مجاهد {تقرضهم} تتركهم، {وكان له ثمر} ذهب وفضة. وقال غيره جماعة الثمر {باخع} مهلك {أسفا} ندما. الكهف الفتح في الجبل. والرقيم الكتاب، مرقوم مكتوب من الرقم {ربطنا على قلوبهم} ألهمناهم صبرا {لولا أن ربطنا على قلبها} {شططا} إفراطا. الوصيد الفناء جمعه وصائد ووصد ويقال الوصيد الباب. {مؤصدة} مطبقة آصد الباب وأوصد {بعثناهم} أحييناهم {أزكى} أكثر، ويقال أحل ويقال أكثر ريعا قال ابن عباس {أكلها ولم تظلم} لم تنقص. وقال سعيد عن ابن عباس الرقيم اللوح من رصاص، كتب عاملهم أسماءهم ثم طرحه في خزانته، فضرب الله على آذانهم فناموا. وقال غيره وألت تئل تنجو. وقال مجاهد {موئلا} محرزا {لا يستطيعون سمعا} لا يعقلون.
1 ـ باب {وكان الإنسان أكثر شىء جدلا} إظهار التشكيل
4771 ـ حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال أخبرني علي بن حسين، أن حسين بن علي، أخبره عن علي ـ رضى الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة قال " ألا تصليان ". {رجما بالغيب} لم يستبن. {فرطا} ندما {سرادقها} مثل السرادق، والحجرة التي تطيف بالفساطيط، {يحاوره} من المحاورة {لكنا هو الله ربي} أى لكن أنا هو الله ربي ثم حذف الألف وأدغم إحدى النونين في الأخرى. {زلقا} لا يثبت فيه قدم. {هنالك الولاية} مصدر الولي. {عقبا} عاقبة وعقبى وعقبة واحد وهى الآخرة قبلا وقبلا وقبلا استئنافا {ليدحضوا} ليزيلوا، الدحض الزلق.
2 ـ باب {وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا} إظهار التشكيل
زمانا وجمعه أحقاب.
4772 ـ حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو بن دينار، قال أخبرني سعيد بن جبير، قال قلت لابن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى صاحب بني إسرائيل. فقال ابن عباس كذب عدو الله حدثني أبى بن كعب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل أى الناس أعلم فقال أنا فعتب الله عليه، إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه إن لي عبدا بمجمع البحرين، هو أعلم منك قال موسى يا رب فكيف لي به قال تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل، فحيثما فقدت الحوت فهو ثم، فأخذ حوتا فجعله في مكتل ثم انطلق، وانطلق معه بفتاه يوشع بن نون، حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رءوسهما فناما، واضطرب الحوت في المكتل، فخرج منه، فسقط في البحر فاتخذ سبيله في البحر سربا، وأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق فلما استيقظ، نسي صاحبه أن يخبره بالحوت، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما، حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمر الله به فقال له فتاه أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره، واتخذ سبيله في البحر عجبا قال فكان للحوت سربا ولموسى ولفتاه عجبا فقال موسى ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا قال رجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة، فإذا رجل مسجى ثوبا، فسلم عليه موسى. فقال الخضر وأنى بأرضك السلام قال أنا موسى. قال موسى بني إسرائيل قال نعم أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا. قال إنك لن تستطيع معي صبرا، يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم من علم الله علمك الله لا أعلمه. فقال موسى ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا. فقال له الخضر، فإن اتبعتني فلا تسألني عن شىء حتى أحدث لك منه ذكرا، فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فمرت سفينة فكلموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر، فحملوه بغير نول فلما ركبا في السفينة، لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم. فقال له موسى قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا. قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا. قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ". قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وكانت الأولى من موسى نسيانا قال وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة، فقال له الخضر ما علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر ثم خرجا من السفينة، فبينا هما يمشيان على الساحل، إذ أبصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله. فقال له موسى أقتلت نفسا زاكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا. قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال وهذا أشد من الأولى، قال إن سألتك عن شىء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض ـ قال مائل ـ فقام الخضر فأقامه بيده فقال موسى قوم أتيناهم فلم يطعمونا، ولم يضيفونا، لو شئت لاتخذت عليه أجرا. قال {هذا فراق بيني وبينك} إلى قوله {ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا}. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما ". قال سعيد بن جبير فكان ابن عباس يقرأ وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا، وكان يقرأ وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين.
3 ـ باب قوله {فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر} إظهار التشكيل
سربا مذهبا يسرب يسلك، ومنه {وسارب بالنهار}
4773 ـ حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام بن يوسف، أن ابن جريج، أخبرهم قال أخبرني يعلى بن مسلم، وعمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، يزيد أحدهما على صاحبه وغيرهما قد سمعته يحدثه عن سعيد قال إنا لعند ابن عباس في بيته، إذ قال سلوني قلت أى أبا عباس ـ جعلني الله فداك ـ بالكوفة رجل قاص يقال له نوف، يزعم أنه ليس بموسى بني إسرائيل، أما عمرو فقال لي قال قد كذب عدو الله، وأما يعلى فقال لي قال ابن عباس حدثني أبى بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " موسى رسول الله ـ عليه السلام ـ قال ذكر الناس يوما حتى إذا فاضت العيون، ورقت القلوب ولى، فأدركه رجل، فقال أى رسول الله هل في الأرض أحد أعلم منك قال لا، فعتب عليه إذ لم يرد العلم إلى الله قيل بلى قال أى رب فأين قال بمجمع البحرين قال أى رب اجعل لي علما أعلم ذلك به ". فقال لي عمرو قال " حيث يفارقك الحوت ". وقال لي يعلى قال " خذ نونا ميتا حيث ينفخ فيه الروح، فأخذ حوتا فجعله في مكتل فقال لفتاه لا أكلفك إلا أن تخبرني بحيث يفارقك الحوت. قال ما كلفت كثيرا فذلك قوله جل ذكره {وإذ قال موسى لفتاه} يوشع بن نون ـ ليست عن سعيد ـ قال فبينما هو في ظل صخرة في مكان ثريان، إذ تضرب الحوت، وموسى نائم، فقال فتاه لا أوقظه حتى إذا استيقظ نسي أن يخبره، وتضرب الحوت، حتى دخل البحر فأمسك الله عنه جرية البحر حتى كأن أثره في حجر ـ قال لي عمرو هكذا كأن أثره في حجر، وحلق بين إبهاميه واللتين تليانهما ـ لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال قد قطع الله عنك النصب ـ ليست هذه عن سعيد ـ أخبره، فرجعا فوجدا خضرا ـ قال لي عثمان بن أبي سليمان ـ على طنفسة خضراء على كبد البحر ـ قال سعيد بن جبير ـ مسجى بثوبه قد جعل طرفه تحت رجليه، وطرفه تحت رأسه، فسلم عليه موسى، فكشف عن وجهه، وقال هل بأرضي من سلام من أنت قال أنا موسى. قال موسى بني إسرائيل قال نعم. قال فما شأنك قال جئت لتعلمني مما علمت رشدا. قال أما يكفيك أن التوراة بيديك، وأن الوحى يأتيك، يا موسى إن لي علما لا ينبغي لك أن تعلمه وإن لك علما لا ينبغي لي أن أعلمه، فأخذ طائر بمنقاره من البحر وقال والله ما علمي وما علمك في جنب علم الله إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر، حتى إذا ركبا في السفينة وجدا معابر صغارا تحمل أهل هذا الساحل إلى أهل هذا الساحل الآخر عرفوه، فقالوا عبد الله الصالح ـ قال قلنا لسعيد خضر قال نعم ـ لا نحمله بأجر، فخرقها ووتد فيها وتدا. قال موسى أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا ـ قال مجاهد منكرا ـ قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا كانت الأولى نسيانا والوسطى شرطا والثالثة عمدا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا، لقيا غلاما فقتله ـ قال يعلى قال سعيد ـ وجد غلمانا يلعبون، فأخذ غلاما كافرا ظريفا فأضجعه، ثم ذبحه بالسكين. قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لم تعمل بالحنث ـ وكان ابن عباس قرأها زكية زاكية مسلمة كقولك غلاما زكيا ـ فانطلقا، فوجدا جدارا يريد أن ينقض فأقامه ـ قال سعيد بيده هكذا ـ ورفع يده فاستقام ـ قال يعلى ـ حسبت أن سعيدا قال فمسحه بيده فاستقام، لو شئت لاتخذت عليه أجرا ـ قال سعيد أجرا نأكله ـ وكان وراءهم، وكان أمامهم ـ قرأها ابن عباس أمامهم ملك ـ يزعمون عن غير سعيد أنه هدد بن بدد، والغلام المقتول، اسمه يزعمون جيسور ملك يأخذ كل سفينة غصبا، فأردت إذا هي مرت به أن يدعها لعيبها، فإذا جاوزوا أصلحوها فانتفعوا بها ومنهم من يقول سدوها بقارورة ومنهم من يقول بالقار، كان أبواه مؤمنين، وكان كافرا فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا، أن يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة لقوله أقتلت نفسا زكية وأقرب رحما هما به أرحم منهما بالأول، الذي قتل خضر وزعم غير سعيد أنهما أبدلا جارية، وأما داود بن أبي عاصم فقال عن غير واحد إنها جارية".
4 ـ باب قوله {فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا} إلى قوله {عجبا} إظهار التشكيل
{صنعا} عملا {حولا} تحولا {قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا} {إمرا} و{نكرا} داهية {ينقض} ينقاض كما تنقاض السن لتخذت واتخذت واحد {رحما} من الرحم، وهى أشد مبالغة من الرحمة، ونظن أنه من الرحيم، وتدعى مكة أم رحم أى الرحمة تنزل بها.
4774 ـ حدثني قتيبة بن سعيد، قال حدثني سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال قلت لابن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى بني إسرائيل ليس بموسى الخضر. فقال كذب عدو الله حدثنا أبى بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " قام موسى خطيبا في بني إسرائيل فقيل له أى الناس أعلم قال أنا، فعتب الله عليه، إذ لم يرد العلم إليه، وأوحى إليه بلى عبد من عبادي بمجمع البحرين، هو أعلم منك قال أى رب كيف السبيل إليه قال تأخذ حوتا في مكتل فحيثما فقدت الحوت فاتبعه قال فخرج موسى، ومعه فتاه يوشع بن نون، ومعهما الحوت حتى انتهيا إلى الصخرة، فنزلا عندها قال فوضع موسى رأسه فنام ـ قال سفيان وفي حديث غير عمرو قال ـ وفي أصل الصخرة عين يقال لها الحياة لا يصيب من مائها شىء إلا حيي، فأصاب الحوت من ماء تلك العين، قال فتحرك، وانسل من المكتل، فدخل البحر فلما استيقظ موسى {قال لفتاه آتنا غداءنا} الآية قال ولم يجد النصب حتى جاوز ما أمر به، قال له فتاه يوشع بن نون {أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت} الآية قال فرجعا يقصان في آثارهما، فوجدا في البحر كالطاق ممر الحوت، فكان لفتاه عجبا، وللحوت سربا قال فلما انتهيا إلى الصخرة، إذ هما برجل مسجى بثوب، فسلم عليه موسى قال وأنى بأرضك السلام فقال أنا موسى. قال موسى بني إسرائيل قال نعم هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا. قال له الخضر يا موسى إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، وأنا على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه. قال بل أتبعك. قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شىء حتى أحدث لك منه ذكرا، فانطلقا يمشيان على الساحل فمرت بهما سفينة فعرف الخضر فحملوهم في سفينتهم بغير نول ـ يقول بغير أجر ـ فركبا السفينة قال ووقع عصفور على حرف السفينة، فغمس منقاره البحر فقال الخضر لموسى ما علمك وعلمي وعلم الخلائق في علم الله إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره قال فلم يفجأ موسى، إذ عمد الخضر إلى قدوم فخرق السفينة، فقال له موسى قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها {لتغرق أهلها لقد جئت} الآية فانطلقا إذا هما بغلام يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر برأسه فقطعه. قال له موسى {أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا * قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا} إلى قوله {فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض} فقال بيده هكذا فأقامه، فقال له موسى إنا دخلنا هذه القرية، فلم يضيفونا ولم يطعمونا، لو شئت لاتخذت عليه أجرا. قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وددنا أن موسى صبر حتى يقص علينا من أمرهما ". قال وكان ابن عباس يقرأ وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا، وأما الغلام فكان كافرا.
5 ـ باب قوله {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} إظهار التشكيل
4775 ـ حدثني محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو، عن مصعب، قال سألت أبي {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} هم الحرورية قال لا، هم اليهود والنصارى، أما اليهود فكذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم وأما النصارى كفروا بالجنة وقالوا لا طعام فيها ولا شراب، والحرورية الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، وكان سعد يسميهم الفاسقين.
6 ـ باب {أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم} الآية إظهار التشكيل
4776 ـ حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا المغيرة، قال حدثني أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة وقال اقرءوا {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا} ". وعن يحيى بن بكير عن المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد مثله.
19 ـ كهيعص إظهار التشكيل
قال ابن عباس أبصر بهم وأسمع الله يقوله، وهم اليوم لا يسمعون ولا يبصرون {في ضلال مبين} يعني قوله {أسمع بهم وأبصر}، الكفار يومئذ أسمع شىء وأبصره، {لأرجمنك} لأشتمنك {ورئيا} منظرا. وقال ابن عيينة {تؤزهم أزا} تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا. وقال مجاهد {إدا} عوجا. قال ابن عباس {وردا} عطاشا {أثاثا} مالا {إدا} قولا عظيما {ركزا} صوتا {غيا} خسرانا {بكيا} جماعة باك {صليا} صلي يصلى {نديا} والنادي مجلسا.
1 ـ باب قوله {وأنذرهم يوم الحسرة} إظهار التشكيل
4777 ـ حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري ـ رضى الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح فينادي مناد يا أهل الجنة، فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت، وكلهم قد رآه، ثم ينادي يا أهل النار، فيشرئبون وينظرون، فيقول هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت، وكلهم قد رآه، فيذبح ثم يقول يا أهل الجنة، خلود فلا موت، ويا أهل النار، خلود فلا موت ثم قرأ {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة} وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا {وهم لا يؤمنون}"
2 ـ باب قوله {وما نتنزل إلا بأمر ربك} إظهار التشكيل
4778 ـ حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمر بن ذر، قال سمعت أبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ـ رضى الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل " ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا فنزلت {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا}"
3 ـ باب قوله {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا} إظهار التشكيل
4779 ـ حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال سمعت خبابا، قال جئت العاصي بن وائل السهمي أتقاضاه حقا لي عنده، فقال لا أعطيك حتى تكفر بمحمد فقلت لا حتى تموت ثم تبعث. قال وإني لميت ثم مبعوث قلت نعم. قال إن لي هناك مالا وولدا فأقضيكه، فنزلت هذه الآية {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا} رواه الثوري وشعبة وحفص وأبو معاوية ووكيع عن الأعمش.
4 ـ باب قوله {أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا} قال موثقا إظهار التشكيل
4780 ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن خباب، قال كنت قينا بمكة، فعملت للعاصي بن وائل السهمي سيفا، فجئت أتقاضاه فقال لا أعطيك حتى تكفر بمحمد. قلت لا أكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى يميتك الله، ثم يحييك. قال إذا أماتني الله ثم بعثني، ولي مال وولد فأنزل الله {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا * أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا}. قال موثقا. لم يقل الأشجعي عن سفيان سيفا ولا موثقا.
5 ـ باب {كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا} إظهار التشكيل
4781 ـ حدثنا بشر بن خالد، حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، سمعت أبا الضحى، يحدث عن مسروق، عن خباب، قال كنت قينا في الجاهلية، وكان لي دين على العاصي بن وائل قال فأتاه يتقاضاه، فقال لا أعطيك حتى تكفر بمحمد فقال والله لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث. قال فذرني حتى أموت ثم أبعث، فسوف أوتى مالا وولدا، فأقضيك فنزلت هذه الآية {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا}
6 ـ باب قوله عز وجل {ونرثه ما يقول ويأتينا فردا} إظهار التشكيل
وقال ابن عباس {الجبال هدا} هدما.
4782 ـ حدثنا يحيى، حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن خباب، قال كنت رجلا قينا، وكان لي على العاصي بن وائل دين فأتيته أتقاضاه، فقال لي لا أقضيك حتى تكفر بمحمد. قال قلت لن أكفر به حتى تموت ثم تبعث. قال وإني لمبعوث من بعد الموت فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مال وولد. قال فنزلت {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا * أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا * كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا * ونرثه ما يقول ويأتينا فردا}.
20 ـ سورة طه إظهار التشكيل
قال ابن جبير بالنبطية {طه} يا رجل. يقال كل ما لم ينطق بحرف أو فيه تمتمة أو فأفأة، فهى عقدة. {أزري} ظهري. {فيسحتكم} يهلككم {المثلى} تأنيث الأمثل، يقول بدينكم يقال خذ المثلى خذ الأمثل. {ثم ائتوا صفا} يقال هل أتيت الصف اليوم يعني المصلى الذي يصلى فيه {فأوجس} أضمر خوفا فذهبت الواو من خيفة لكسرة الخاء. {في جذوع} أى على جذوع. {خطبك} بالك. {مساس} مصدر ماسه مساسا. {لننسفنه} لنذرينه. {قاعا} يعلوه الماء والصفصف المستوي من الأرض. وقال مجاهد {من زينة القوم} الحلي الذي استعاروا من آل فرعون. فقذفتها فألقيتها، {ألقى} صنع. {فنسي} موسى، هم يقولونه أخطأ الرب. {لا يرجع إليهم قولا} العجل. {همسا} حس الأقدام. {حشرتني أعمى} عن حجتي {وقد كنت بصيرا} في الدنيا. وقال ابن عيينة {أمثلهم} أعدلهم. وقال ابن عباس {هضما} لا يظلم فيهضم من حسناته {عوجا} واديا. {أمتا} رابية {سيرتها} حالتها الأولى {النهى} التقى {ضنكا} الشقاء {هوى} شقي {المقدس} المبارك {طوى} اسم الوادي {بملكنا} بأمرنا {مكانا سوى} منصف بينهم. {يبسا} يابسا {على قدر} موعد {لا تنيا} تضعفا.
1 ـ باب قوله {واصطنعتك لنفسي} إظهار التشكيل
4783 ـ حدثنا الصلت بن محمد، حدثنا مهدي بن ميمون، حدثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " التقى آدم وموسى، فقال موسى لآدم أنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة قال له آدم أنت الذي اصطفاك الله برسالته، واصطفاك لنفسه وأنزل عليك التوراة قال نعم. قال فوجدتها كتب على قبل أن يخلقني قال نعم. فحج آدم موسى ". اليم البحر.
2 ـ باب قوله {ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى * فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم * وأضل فرعون قومه وما هدى} إظهار التشكيل
4784 ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم، حدثنا روح، حدثنا شعبة، حدثنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، واليهود تصوم عاشوراء، فسألهم، فقالوا هذا اليوم الذي ظهر فيه موسى على فرعون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " نحن أولى بموسى منهم فصوموه ".
3 ـ باب قوله {فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى} إظهار التشكيل
4785 ـ حدثنا قتيبة، حدثنا أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " حاج موسى آدم، فقال له أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم. قال قال آدم يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه أتلومني على أمر كتبه الله على قبل أن يخلقني أو قدره على قبل أن يخلقني ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فحج آدم موسى ".
21 ـ سورة الأنبياء إظهار التشكيل
1ـ باب إظهار التشكيل
4786 ـ حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، قال بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء هن من العتاق الأول، وهن من تلادي. وقال قتادة {جذاذا} قطعهن. وقال الحسن {في فلك} مثل فلكة المغزل {يسبحون} يدورون. قال ابن عباس {نفشت} رعت {يصحبون} يمنعون. {أمتكم أمة واحدة} قال دينكم دين واحد. وقال عكرمة. {حصب} حطب بالحبشية. وقال غيره {أحسوا} توقعوه من أحسست. {خامدين} هامدين. حصيد مستأصل يقع على الواحد والاثنين والجميع. {لا يستحسرون} لا يعيون، ومنه حسير، وحسرت بعيري. عميق بعيد. {نكسوا} ردوا. {صنعة لبوس} الدروع. {تقطعوا أمرهم} اختلفوا، الحسيس والحس والجرس والهمس واحد، وهو من الصوت الخفي {آذناك} أعلمناك {آذنتكم} إذا أعلمته فأنت وهو على سواء لم تغدر. وقال مجاهد {لعلكم تسألون} تفهمون {ارتضى} رضي. {التماثيل} الأصنام، السجل الصحيفة.
2 ـ باب {كما بدأنا أول خلق} إظهار التشكيل
4787 ـ حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا شعبة، عن المغيرة بن النعمان، شيخ من النخع عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال " إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين} ثم إن أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا إنه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول يا رب أصحابي فيقال لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح {وكنت عليهم شهيدا ما دمت} إلى قوله {شهيد} فيقال إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ".
22 ـ سورة الحج إظهار التشكيل
وقال ابن عيينة {المخبتين} المطمئنين. وقال ابن عباس {في أمنيته} إذا حدث ألقى الشيطان، في حديثه، فيبطل الله ما يلقي الشيطان ويحكم آياته. ويقال أمنيته قراءته {إلا أماني} يقرءون ولا يكتبون. وقال مجاهد مشيد بالقصة. وقال غيره {يسطون} يفرطون من السطوة، ويقال يسطون يبطشون. {وهدوا إلى الطيب من القول} ألهموا. قال ابن عباس {بسبب} بحبل إلى سقف البيت. {تذهل} تشغل.
1 ـ باب {وترى الناس سكارى} إظهار التشكيل
4788 ـ حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " يقول الله عز وجل يوم القيامة يا آدم. يقول لبيك ربنا وسعديك، فينادى بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار. قال يا رب وما بعث النار قال من كل ألف ـ أراه قال ـ تسعمائة وتسعة وتسعين فحينئذ تضع الحامل حملها ويشيب الوليد {وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد} ". فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين، ومنكم واحد، ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ". فكبرنا ثم قال " ثلث أهل الجنة ". فكبرنا ثم قال " شطر أهل الجنة ". فكبرنا. قال أبو أسامة عن الأعمش {ترى الناس سكارى وما هم بسكارى} وقال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين. وقال جرير وعيسى بن يونس وأبو معاوية {سكرى وما هم بسكرى}.
2 ـ باب {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة} إلى قوله {ذلك هو الضلال البعيد} إظهار التشكيل
{أترفناهم} وسعناهم.
4789 ـ حدثني إبراهيم بن الحارث، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال {ومن الناس من يعبد الله على حرف} قال كان الرجل يقدم المدينة، فإن ولدت امرأته غلاما، ونتجت خيله قال هذا دين صالح. وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال هذا دين سوء.
3 ـ باب قوله {هذان خصمان اختصموا في ربهم} إظهار التشكيل
4790 ـ حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا هشيم، أخبرنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي ذر ـ رضى الله عنه ـ أنه كان يقسم فيها إن هذه الآية {هذان خصمان اختصموا في ربهم} نزلت في حمزة وصاحبيه، وعتبة وصاحبيه يوم برزوا في يوم بدر رواه سفيان عن أبي هاشم. وقال عثمان عن جرير عن منصور عن أبي هاشم عن أبي مجلز قوله.
4791 ـ حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا معتمر بن سليمان، قال سمعت أبي قال، حدثنا أبو مجلز، عن قيس بن عباد، عن علي بن أبي طالب ـ رضى الله عنه ـ قال أنا أول، من يجثو بين يدى الرحمن للخصومة يوم القيامة. قال قيس وفيهم نزلت {هذان خصمان اختصموا في ربهم} قال هم الذين بارزوا يوم بدر علي وحمزة وعبيدة وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة.
23 ـ سورة المؤمنين إظهار التشكيل
قال ابن عيينة {سبع طرائق} سبع سموات. {لها سابقون} سبقت لهم السعادة {قلوبهم وجلة} خائفين. قال ابن عباس {هيهات هيهات} بعيد بعيد. {فاسأل العادين} الملائكة {لناكبون} لعادلون. {كالحون} عابسون {من سلالة} الولد، والنطفة السلالة. والجنة والجنون واحد. والغثاء الزبد وما ارتفع عن الماء، وما لا ينتفع به.
24 ـ سورة النور إظهار التشكيل
{من خلاله} من بين أضعاف السحاب. {سنا برقه} الضياء. {مذعنين}. يقال للمستخذي مذعن، أشتاتا وشتى وشتات وشت واحد. وقال ابن عباس {سورة أنزلناها} بيناها. وقال غيره سمي القرآن لجماعة السور، وسميت السورة لأنها مقطوعة من الأخرى فلما قرن بعضها إلى بعض سمي قرآنا. وقال سعد بن عياض الثمالي المشكاة الكوة بلسان الحبشة، وقوله تعالى {إن علينا جمعه وقرآنه} تأليف بعضه إلى بعض، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} فإذا جمعناه وألفناه فاتبع قرآنه، أى ما جمع فيه، فاعمل بما أمرك، وانته عما نهاك الله، ويقال ليس لشعره قرآن أى تأليف، وسمي الفرقان لأنه يفرق بين الحق والباطل، ويقال للمرأة ما قرأت بسلا قط أى لم تجمع في بطنها ولدا. وقال {فرضناها} أنزلنا فيها فرائض مختلفة ومن قرأ {فرضناها} يقول فرضنا عليكم وعلى من بعدكم. وقال مجاهد {أو الطفل الذين لم يظهروا} لم يدروا لما بهم من الصغر.
1 ـ باب قوله عز وجل {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين} إظهار التشكيل
4792 ـ حدثنا إسحاق، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا الأوزاعي، قال حدثني الزهري، عن سهل بن سعد، أن عويمرا، أتى عاصم بن عدي وكان سيد بني عجلان فقال كيف تقولون في رجل وجد مع امرأته رجلا، أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع سل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأتى عاصم النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل، فسأله عويمر فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره المسائل وعابها، قال عويمر والله لا أنتهي حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فجاء عويمر فقال يا رسول الله رجل وجد مع امرأته رجلا، أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك ". فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملاعنة بما سمى الله في كتابه، فلاعنها ثم قال يا رسول الله، إن حبستها فقد ظلمتها، فطلقها، فكانت سنة لمن كان بعدهما في المتلاعنين، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " انظروا فإن جاءت به أسحم أدعج العينين عظيم الأليتين خدلج الساقين فلا أحسب عويمرا إلا قد صدق عليها، وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة فلا أحسب عويمرا، إلا قد كذب عليها ". فجاءت به على النعت الذي نعت به رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصديق عويمر، فكان بعد ينسب إلى أمه.
2 ـ باب {والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين} إظهار التشكيل
4793 ـ حدثني سليمان بن داود أبو الربيع، حدثنا فليح، عن الزهري، عن سهل بن سعد، أن رجلا، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، أرأيت رجلا رأى مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل فأنزل الله فيهما ما ذكر في القرآن من التلاعن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " قد قضي فيك وفي امرأتك ". قال فتلاعنا، وأنا شاهد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ففارقها فكانت سنة أن يفرق بين المتلاعنين وكانت حاملا، فأنكر حملها وكان ابنها يدعى إليها، ثم جرت السنة في الميراث أن يرثها، وترث منه ما فرض الله لها.
3 ـ باب قوله {ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين} إظهار التشكيل
4794 ـ حدثني محمد بن بشار، حدثنا ابن أبي عدي، عن هشام بن حسان، حدثنا عكرمة، عن ابن عباس، أن هلال بن أمية، قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " البينة أو حد في ظهرك ". فقال يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول " البينة وإلا حد في ظهرك " فقال هلال والذي بعثك بالحق إني لصادق، فلينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد، فنزل جبريل، وأنزل عليه {والذين يرمون أزواجهم} فقرأ حتى بلغ {إن كان من الصادقين} فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليها فجاء هلال، فشهد، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " إن الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب ". ثم قامت فشهدت فلما كانت عند الخامسة وقفوها، وقالوا إنها موجبة. قال ابن عباس فتلكأت ونكصت حتى ظننا أنها ترجع ثم قالت لا أفضح قومي سائر اليوم، فمضت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أبصروها فإن جاءت به أكحل العينين سابغ الأليتين خدلج الساقين، فهو لشريك بن سحماء ". فجاءت به كذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن ".
4 ـ باب قوله {والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين} إظهار التشكيل
4795 ـ حدثنا مقدم بن محمد بن يحيى، حدثنا عمي القاسم بن يحيى، عن عبيد الله، وقد سمع منه، عن نافع، عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ أن رجلا، رمى امرأته فانتفى من ولدها في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاعنا كما قال الله، ثم قضى بالولد للمرأة وفرق بين المتلاعنين.
5 ـ باب قوله {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم} أفاك كذاب. إظهار التشكيل
4796 ـ حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ـ رضى الله عنها – {والذي تولى كبره} قالت عبد الله بن أبى ابن سلول.
6 ـ باب {لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون، والمؤمنات، بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين} إظهار التشكيل
{قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم} {لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون}
4797 ـ حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، قال أخبرني عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن حديث، عائشة ـ رضى الله عنها ـ زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله مما قالوا وكل حدثني طائفة من الحديث، وبعض حديثهم يصدق بعضا، وإن كان بعضهم أوعى له من بعض الذي حدثني عروة عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ أن عائشة ـ رضى الله عنها ـ زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج أقرع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه، قالت عائشة فأقرع بيننا في غزوة غزاها، فخرج سهمي، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما نزل الحجاب، فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل، ودنونا من المدينة قافلين آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل، فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي، فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع فالتمست عقدي وحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي، فاحتملوا هودجي، فرحلوه على بعيري الذي كنت ركبت، وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللحم، إنما تأكل العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش، فجئت منازلهم، وليس بها داع ولا مجيب، فأممت منزلي الذي كنت به وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إلى فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش، فأدلج فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي، والله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، حتى أناخ راحلته فوطئ على يديها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش، بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك، وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبى ابن سلول فقدمنا المدينة، فاشتكيت حين قدمت شهرا، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك، لا أشعر بشىء من ذلك، وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول " كيف تيكم ". ثم ينصرف، فذاك الذي يريبني، ولا أشعر حتى خرجت بعد ما نقهت، فخرجت معي أم مسطح قبل المناصع، وهو متبرزنا، وكنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل، وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الأول في التبرز قبل الغائط، فكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا فانطلقت أنا وأم مسطح، وهى ابنة أبي رهم بن عبد مناف، وأمها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق، وابنها مسطح بن أثاثة، فأقبلت أنا وأم مسطح قبل بيتي، قد فرغنا من شأننا، فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح. فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا قالت أى هنتاه، أولم تسمعي ما قال قالت قلت وما قال فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا على مرضي، فلما رجعت إلى بيتي ودخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم تعني سلم ثم قال " كيف تيكم ". فقلت أتأذن لي أن آتي أبوى قالت وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما، قالت فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أبوى فقلت لأمي يا أمتاه، ما يتحدث الناس قالت يا بنية، هوني عليك فوالله، لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرن عليها. قالت فقلت سبحان الله ولقد تحدث الناس بهذا قالت فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم حتى أصبحت أبكي فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد ـ رضى الله عنهما ـ حين استلبث الوحى، يستأمرهما في فراق أهله، قالت فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله، وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود، فقال يا رسول الله، أهلك، وما نعلم إلا خيرا، وأما علي بن أبي طالب فقال يا رسول الله، لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك، قالت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال " أى بريرة، هل رأيت عليها من شىء يريبك ". قالت بريرة لا والذي بعثك بالحق، إن رأيت عليها أمرا أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر يومئذ من عبد الله بن أبى ابن سلول، قالت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر " يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل، قد بلغني أذاه في أهل بيتي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا، ولقد ذكروا رجلا، ما علمت عليه إلا خيرا، وما كان يدخل على أهلي إلا معي ". فقام سعد بن معاذ الأنصاري، فقال يا رسول الله أنا أعذرك منه، إن كان من الأوس، ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج، أمرتنا، ففعلنا أمرك، قالت فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك رجلا صالحا، ولكن احتملته الحمية فقال لسعد كذبت، لعمر الله لا تقتله، ولا تقدر على قتله، فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد، فقال لسعد بن عبادة كذبت، لعمر الله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين، فتثاور الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت، قالت فمكثت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، قالت فأصبح أبواى عندي ـ وقد بكيت ليلتين ويوما لا أكتحل بنوم ولا يرقأ لي دمع ـ يظنان أن البكاء فالق كبدي، قالت فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي، فاستأذنت على امرأة من الأنصار، فأذنت لها، فجلست تبكي معي، قالت فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس قالت ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها، وقد لبث شهرا، لا يوحى إليه في شأني، قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال " أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه ". قالت فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته، قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال. قال والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لأمي أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن، إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم، وصدقتم به فلئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني بريئة لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر، والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني، والله ما أجد لكم مثلا إلا قول أبي يوسف قال {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون} قالت ثم تحولت فاضطجعت على فراشي، قالت وأنا حينئذ أعلم أني بريئة، وأن الله مبرئي ببراءتي، ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى، ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها، قالت فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق، وهو في يوم شات من ثقل القول الذي ينزل عليه، قالت فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سري عنه وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها " يا عائشة، أما الله عز وجل فقد برأك ". فقالت أمي قومي إليه. قالت فقلت والله، لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله عز وجل. وأنزل الله {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه} العشر الآيات كلها، فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق ـ رضى الله عنه ـ وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه، وفقره والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال، فأنزل الله {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم} قال أبو بكر بلى، والله إني أحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال والله لا أنزعها منه أبدا. قالت عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب ابنة جحش عن أمري، فقال " يا زينب ماذا علمت أو رأيت ". فقالت يا رسول الله، أحمي سمعي وبصري، ما علمت إلا خيرا. قالت وهى التي كانت تساميني من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع، وطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك.
7 ـ باب قوله {ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم} إظهار التشكيل
وقال مجاهد {تلقونه} يرويه بعضكم عن بعض، {تفيضون} تقولون.
4798 ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سليمان، عن حصين، عن أبي وائل، عن مسروق، عن أم رومان أم عائشة، أنها قالت لما رميت عائشة خرت مغشيا عليها.
8 ـ باب {إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم} إظهار التشكيل
4799 ـ حدثنا إبراهيم بن موسى، حدثنا هشام، أن ابن جريج، أخبرهم قال ابن أبي مليكة سمعت عائشة، تقرأ {إذ تلقونه بألسنتكم}
9 ـ باب {ولولا إذ سمعتموه قلتم، ما يكون لنا أن نتكلم، بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم} إظهار التشكيل
4800 ـ حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا يحيى، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، قال حدثني ابن أبي مليكة، قال استأذن ابن عباس قبل موتها على عائشة، وهى مغلوبة قالت أخشى أن يثني على. فقيل ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن وجوه المسلمين. قالت ائذنوا له. فقال كيف تجدينك قالت بخير إن اتقيت. قال فأنت بخير ـ إن شاء الله ـ زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكح بكرا غيرك، ونزل عذرك من السماء. ودخل ابن الزبير خلافه فقالت دخل ابن عباس فأثنى على ووددت أني كنت نسيا منسيا.
4801 ـ حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، حدثنا ابن عون، عن القاسم، أن ابن عباس ـ رضى الله عنه ـ استأذن على عائشة نحوه. ولم يذكر نسيا منسيا.
10 ـ باب {يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا} إظهار التشكيل
4802 ـ حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت جاء حسان بن ثابت يستأذن عليها قلت أتأذنين لهذا قالت أوليس قد أصابه عذاب عظيم. قال سفيان تعني ذهاب بصره. فقال حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل قالت لكن أنت. .. .
11 ـ باب {ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم} إظهار التشكيل
4803 ـ حدثني محمد بن بشار، حدثنا ابن أبي عدي، أنبأنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال دخل حسان بن ثابت على عائشة فشبب وقال حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل قالت لست كذاك. قلت تدعين مثل هذا يدخل عليك وقد أنزل الله {والذي تولى كبره منهم} فقالت وأى عذاب أشد من العمى وقالت وقد كان يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
12 ـ باب قوله {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون * ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم} إظهار التشكيل
وقوله {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم}.
4804 ـ وقال أبو أسامة عن هشام بن عروة، قال أخبرني أبي، عن عائشة، قالت لما ذكر من شأني الذي ذكر وما علمت به قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطيبا، فتشهد فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال " أما بعد أشيروا على في أناس أبنوا أهلي، وايم الله ما علمت على أهلي من سوء، وأبنوهم بمن والله ما علمت عليه من سوء قط، ولا يدخل بيتي قط إلا وأنا حاضر، ولا غبت في سفر إلا غاب معي ". فقام سعد بن معاذ فقال ائذن لي يا رسول الله أن نضرب أعناقهم، وقام رجل من بني الخزرج، وكانت أم حسان بن ثابت من رهط ذلك الرجل، فقال كذبت، أما والله، أن لو كانوا من الأوس ما أحببت أن تضرب أعناقهم. حتى كاد أن يكون بين الأوس والخزرج شر في المسجد، وما علمت فلما كان مساء ذلك اليوم خرجت لبعض حاجتي ومعي أم مسطح. فعثرت وقالت تعس مسطح. فقلت أى أم تسبين ابنك وسكتت ثم عثرت الثانية فقالت تعس مسطح، فقلت لها تسبين ابنك ثم عثرت الثالثة فقالت تعس مسطح. فانتهرتها، فقالت والله ما أسبه إلا فيك. فقلت في أى شأني قالت فبقرت لي الحديث فقلت وقد كان هذا قالت نعم والله، فرجعت إلى بيتي كأن الذي خرجت له لا أجد منه قليلا ولا كثيرا، ووعكت فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إلى بيت أبي. فأرسل معي الغلام، فدخلت الدار فوجدت أم رومان في السفل وأبا بكر فوق البيت يقرأ. فقالت أمي ما جاء بك يا بنية فأخبرتها وذكرت لها الحديث، وإذا هو لم يبلغ منها مثل ما بلغ مني، فقالت يا بنية خفضي عليك الشأن، فإنه والله، لقلما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها، لها ضرائر، إلا حسدنها وقيل فيها. وإذا هو لم يبلغ منها ما بلغ مني، قلت وقد علم به أبي قالت نعم. قلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم ورسول الله صلى الله عليه وسلم واستعبرت وبكيت، فسمع أبو بكر صوتي وهو فوق البيت يقرأ، فنزل فقال لأمي ما شأنها قالت بلغها الذي ذكر من شأنها. ففاضت عيناه، قال أقسمت عليك أى بنية إلا رجعت إلى بيتك، فرجعت ولقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي، فسأل عني خادمتي فقالت لا والله ما علمت عليها عيبا إلا أنها كانت ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل خميرها أو عجينها. وانتهرها بعض أصحابه فقال اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسقطوا لها به فقالت سبحان الله، والله ما علمت عليها إلا ما يعلم الصائغ على تبر الذهب الأحمر. وبلغ الأمر إلى ذلك الرجل الذي قيل له، فقال سبحان الله والله ما كشفت كنف أنثى قط. قالت عائشة فقتل شهيدا في سبيل الله. قالت وأصبح أبواى عندي، فلم يزالا حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صلى العصر، ثم دخل وقد اكتنفني أبواى عن يميني وعن شمالي، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال " أما بعد يا عائشة، إن كنت قارفت سوءا أو ظلمت، فتوبي إلى الله، فإن الله يقبل التوبة من عباده ". قالت وقد جاءت امرأة من الأنصار فهى جالسة بالباب فقلت ألا تستحي من هذه المرأة أن تذكر شيئا. فوعظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفت إلى أبي فقلت أجبه. قال فماذا أقول فالتفت إلى أمي فقلت أجيبيه. فقالت أقول ماذا فلما لم يجيباه تشهدت فحمدت الله وأثنيت عليه بما هو أهله، ثم قلت أما بعد فوالله لئن قلت لكم إني لم أفعل. والله عز وجل يشهد إني لصادقة، ما ذاك بنافعي عندكم، لقد تكلمتم به وأشربته قلوبكم، وإن قلت إني فعلت. والله يعلم أني لم أفعل، لتقولن قد باءت به على نفسها، وإني والله ما أجد لي ولكم مثلا ـ والتمست اسم يعقوب فلم أقدر عليه ـ إلا أبا يوسف حين قال {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون} وأنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ساعته فسكتنا، فرفع عنه وإني لأتبين السرور في وجهه وهو يمسح جبينه ويقول " أبشري يا عائشة، فقد أنزل الله براءتك ". قالت وكنت أشد ما كنت غضبا فقال لي أبواى قومي إليه. فقلت والله لا أقوم إليه، ولا أحمده ولا أحمدكما، ولكن أحمد الله الذي أنزل براءتي، لقد سمعتموه، فما أنكرتموه ولا غيرتموه، وكانت عائشة تقول أما زينب ابنة جحش فعصمها الله بدينها، فلم تقل إلا خيرا، وأما أختها حمنة فهلكت فيمن هلك، وكان الذي يتكلم فيه مسطح وحسان بن ثابت والمنافق عبد الله بن أبى، وهو الذي كان يستوشيه ويجمعه، وهو الذي تولى كبره منهم هو وحمنة قالت فحلف أبو بكر أن لا ينفع مسطحا بنافعة أبدا، فأنزل الله عز وجل {ولا يأتل أولو الفضل منكم} إلى آخر الآية يعني أبا بكر vوالسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين} ـ يعني مسطحا ـ إلى قوله {ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم} حتى قال أبو بكر بلى والله يا ربنا إنا لنحب أن تغفر لنا، وعاد له بما كان يصنع.
13 ـ باب {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} إظهار التشكيل
4805 ـ وقال أحمد بن شبيب حدثنا أبي، عن يونس، قال ابن شهاب عن عروة، عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} شققن مروطهن فاختمرن به.
4806 ـ حدثنا أبو نعيم، حدثنا إبراهيم بن نافع، عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة، أن عائشة ـ رضى الله عنها ـ كانت تقول لما نزلت هذه الآية {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها.
25 ـ سورة الفرقان إظهار التشكيل
قال ابن عباس {هباء منثورا} ما تسفي به الريح
{مد الظل} ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. {ساكنا} دائما. {عليه دليلا} طلوع الشمس. {خلفة} من فاته من الليل عمل أدركه بالنهار، أو فاته بالنهار أدركه بالليل. وقال الحسن {هب لنا من أزواجنا} في طاعة الله، وما شىء أقر لعين المؤمن أن يرى حبيبه في طاعة الله. وقال ابن عباس {ثبورا} ويلا. وقال غيره السعير مذكر، والتسعر والاضطرام التوقد الشديد. {تملى عليه} تقرأ عليه، من أمليت وأمللت، الرس المعدن جمعه رساس {ما يعبأ} يقال ما عبأت به شيئا لا يعتد به {غراما} هلاكا. وقال مجاهد {وعتوا} طغوا. وقال ابن عيينة {عاتية} عتت عن الخزان.
1 ـ باب قوله {الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا} إظهار التشكيل
4807 ـ حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا يونس بن محمد البغدادي، حدثنا شيبان، عن قتادة، حدثنا أنس بن مالك ـ رضى الله عنه ـ. أن رجلا، قال يا نبي الله يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة قال " أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة ". قال قتادة بلى وعزة ربنا.
2 ـ باب قوله {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما} العقوبة إظهار التشكيل
4808 ـ حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، قال حدثني منصور، وسليمان، عن أبي وائل، عن أبي ميسرة، عن عبد الله،. قال وحدثني واصل، عن أبي وائل، عن عبد الله ـ رضى الله عنه ـ قال سألت ـ أو سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أى الذنب عند الله أكبر قال " أن تجعل لله ندا وهو خلقك ". قلت ثم أى قال " ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك". قلت ثم أى قال " أن تزاني بحليلة جارك ". قال ونزلت هذه الآية تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق}
4809 ـ حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام بن يوسف، أن ابن جريج، أخبرهم قال أخبرني القاسم بن أبي بزة، أنه سأل سعيد بن جبير هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة فقرأت عليه {ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق}. فقال سعيد قرأتها على ابن عباس كما قرأتها على. فقال هذه مكية نسختها آية مدنية، التي في سورة النساء.
4810 ـ حدثني محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، قال اختلف أهل الكوفة في قتل المؤمن، فرحلت فيه إلى ابن عباس، فقال نزلت في آخر ما نزل ولم ينسخها شىء.
4811 ـ حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا منصور، عن سعيد بن جبير، قال سألت ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ عن قوله تعالى {فجزاؤه جهنم} قال لا توبة له. وعن قوله جل ذكره {لا يدعون مع الله إلها آخر} قال كانت هذه في الجاهلية.
3 ـ باب قوله {يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا} إظهار التشكيل
4812 ـ حدثنا سعد بن حفص، حدثنا شيبان، عن منصور، عن سعيد بن جبير، قال قال ابن أبزى سل ابن عباس عن قوله تعالى {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم} وقوله {لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق} حتى بلغ {إلا من تاب} فسألته فقال لما نزلت قال أهل مكة فقد عدلنا بالله وقتلنا النفس التي حرم الله إلا بالحق وأتينا الفواحش، فأنزل الله {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا} إلى قوله {غفورا رحيما}
4 ـ باب {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} إظهار التشكيل
4813 ـ حدثنا عبدان، أخبرنا أبي، عن شعبة، عن منصور، عن سعيد بن جبير، قال أمرني عبد الرحمن بن أبزى أن أسأل ابن عباس، عن هاتين الآيتين، {ومن يقتل مؤمنا متعمدا}، فسألته فقال لم ينسخها شىء. وعن {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر} قال نزلت في أهل الشرك.
5 ـ باب {فسوف يكون لزاما} هلكة إظهار التشكيل
4814 ـ حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا مسلم، عن مسروق، قال قال عبد الله خمس قد مضين الدخان والقمر والروم والبطشة واللزام {فسوف يكون لزاما}