نقرأ فى كثير من الأدبيات ونسمع من كثير من المثقفين كلام حول النسبى والمطلق ، فما هو مفهومهما ، وخصائصهما من منظور إسلامى ؟ الجواب : المتأمل في الفكر الإسلامي يجد أن المسلمين قد آمنوا بالمطلق، واعترفوا بالنسبي، وإيمانهم بالمطلق تمثل في إيمانهم بالله، فالله سبحانه وتعالى كان قبل الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، وهي الجهات الأربع التي تحكم الواقع المعيش، والتي ينسب إليها؛ ولذلك نسمي هذا المتغير بالنسبي، نسبي في الزمان أو نسبي في المكان، أو نسبي في الأشخاص أو نسبي في الأحوال، والله سبحانه وتعالى هو المطلق الفرد الذي لا يحده شيء من ذلك كله. وآمنوا بإطلاقية القيم، فالعدل عدل في كل ذلك - أعني: هذه الأربع - والرحمة رحمة، والظلم ظلم، والقسوة قسوة، ولذلك نرى في القرآن الكريم قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }(1). ويقول ربنا سبحانه وتعالى: {وَأَوْفُوا الكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(2)، فالإيمان بالمطلق بهذا المعنى أحد أركان الإسلام، والمكون الأساسي للعقل المسلم، فهو من النموذج المعرفي الذي يواجه به المسلمُ الواقعَ ويفسره به، ويقوِّمه من خلاله. وقد نستطيع أن نعرف العلمانية، بأنها تؤمن بالنسبية المطلقة، وأن الإيمان بالنسبية المطلقة هو الذي يمثل ما أسماه الدكتور عبد الوهاب المسيري بـ (العلمانية الشاملة) وحينئذ فلا بأس عند ذلك المعتقد أن ينكر الله، ولا بأس عنده أن ينحيه من التلقي منه سبحانه وتعالى، أو من تهميشه من الحياة، وتحويل مسألة الإيمان بالله إلى مسألة شخصية جانبية تمثل إيمانا خاصًّا، ولا تمثل قضية للوجود. وهذه النسبية المطلقة تؤثر كثيرًا في التفسيرات اللغوية، وتجعل الكون لا حقيقة له في نفسه، بل إنه كما يراه الراصد، وكما يراه كل إنسان على حدة، فليس للأشياء حقيقة ثابتة، وهو ما ينقلنا إلى مذهب السوفسطائية القدماء وإلى مذهب الغموصية الحلولية، والتي يتصور الإنسان فيها الله - جل جلاله¬ - داخل الكون، وليس مفارقا له. وهو التيار الذي شاع في أواسط حركة مع بعد الحداثة، وكاد يتحكم في التيار العام للفكر الغربي في العصر الحديث. وعليه يمكن لنا أن نطبق هذا المدخل على تفصيلات تزيده وضوحا في كيفية التعامل بواسطته مع النصوص الشرعية ومع الواقع المعيش. 1- إن هناك فارقًا بين معنى إطلاقية القرآن، وبين تفسيره بصورة واقعية، وبين تفسيره من خلال منظومة النسبية المطلقة، فإطلاقية القرآن عرفها تاريخ الفكر الإسلامي في صورة القول بأنه غير مخلوق، وكلنا يتذكر محنة الإمام أحمد بن حنبل - إمام أهل السنة والجماعة، وأحد الأئمة الأربعة المتبوعين إلى يومنا هذا - حيث وقف وقفة صلبة في قضية الدعوة لخلق القرآن، والتي تؤدي مباشرة إلى أنه محصور في زمانه، أو مكانه، أو للأشخاص الذين خاطبهم، أو في الحال الذي نزل فيه، وهو الأمر الذي رفضه جماهير المسلمين؛ لأنهم يعلمون لازم ذلك المذهب، وهو ما يسميه بعضهم في العصر الحاضر بتاريخية القرآن، بمعنى أنه نزل لعصر بعينه، وأن العصر قد انقضى بظروفه وأشخاصه ومصالحه، وأنه لم يبق لنا من القرآن إلا ما يمكن أن نؤمن به، أو نستعمله في عصرنا الحاضر، ويتم بذلك تنحية القرآن عن واقع الناس، وتنحيته عن كونه كتاب هداية، وتنحية الإسلام عن عالميته، وعن مفهوم النسق المفتوح الذي جاء به، ولم يفرق فيه بين عربي وأعجمي، ولا بين أبيض وأسود، ولا بين رجل وامرأة، كما أنه يفتح القول بالنسبية المطلقة التي نراها قد أدت إلى نفي حقائق الأشياء. 2- أما - التفسير الواقعي فهو يؤمن بإطلاقية القرآن، وأنه متجاوز للجهات الأربعة المذكورة، وأنه غير مخلوق، بل هو كلام الله الذي ما زال سبحانه وتعالى يتكلم، وكأن القرآن قد نزل الآن، وكأنه دائما يخاطب قارئه، وهو دائما كتاب هداية، لا يختلف عن الواقع المعيش، لكنه يقيده بأخلاق مطلقة، وبقيم ثابتة، وفيه من الأنظمة ما جعله الله سبحانه وتعالى ثابتا، كنظام الشهادات، وفيه من الإجمال ما جعله الله صالحا لكل زمان ومكان، وبذلك نراه حمّال أوجه، كما وصفه سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه عندما قال لعبدالله بن عباس رضي الله عنهما وهو يفاوض الخوارج: «لا تخاصمهم بالقرآن؛ فإن القرآن حمّال ذو وجوه، تقول ويقولون»(3). وكما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: «إنها ستكون فتنة». قال: قلت فما المخرج؟ قال: «كتاب الله، فيه نبأ مَن قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، مَن تركه مِن جبار قصمه الله، مَن ابتغى الهدى - أو قال: العلم - مِن غيره أضله، هو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلَق عن كثرة الردّ، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي تناهى الجن إذ سمعته حتى قالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ }(4) مَن قال به صدق، ومَن عمل به أُجر، ومَن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم»(5). ونحن نرى في القرآن دساتير كثيرة تنظِّم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بوضع المبادئ والأسس لهذه المناحي من مناحي الحياة، ولكنها لا تدخل في التفاصيل الجزئية لمرونتها، وهي التي في هذا المقام يمكن أن نسميها بـ (نسبية جزئية) أي أنها ليست نسبية مطلقة تصل إلى حد اختلاف التضاد، بل هي نسبية جزئية، تشتمل على اختلاف التنوع الذي نقدر معه على تحصيل تلك المرونة. كل هذا كان مقدمة لابد منها لمناقشة هذه القضية، التي نرجو أن نتوصل فيها إلى أسس تميز بين الغث والثمين، في قضية تفسير القرآن في العصر الحديث. 3- والقرآن الكريم قد نزل بلغة العرب، وما دام هو نصًّا يتعلق فهمه بإدراك اللغة، فدائما يكون له معنى أصلي، ويكون له معنى تابع، أما المعنى الأصلي فهو ذلك المعنى الذي يمكن أن يُترجَم من لغة إلى لغة أخرى، والذي يستفاد من دلالة الألفاظ في صورتها المعجمية، ومن تراكيب السياق، وما يتبادر منها إلى ذهن أهل تلك اللغة، مع مراعاة التطور الدلالي للألفاظ، والذي نراه مختلفًا في اللغات المقدسة، ونعني بها تلك التي بها نصوص مقدسة تتعلق بالأديان (كالعبرية، والآرامية، والسنسكريتية، والعربية) وهو أمر يختلف عن قداسة اللغة، كما فصّلنا ذلك في عنوان مستقل . والمعنى الأصلي تعدده محصور، أما المعنى التابع فهو أكثر تعددًا وأكثر احتياجًا إلى الضوابط التي لا تجعله يميل إلى الرمزية، أو يوغل في الإغراب، ومن شروطه المهمة أن لا يكر على المعنى الأصلي بالبطلان، بل يضيف إليه معنى جديدًا ينضم إليه ولا يلغيه، وقد يكون هذا هو الفارق المهم بين التصوف السني، الذي فهم معاني كثيرة من النصوص الشرعية - خاصة القرآن الكريم - ضمها إلى المعنى الأصلي الذي تمسك به، وبين الباطنية التي جعلت ذلك المعنى التابع قاضيا على المعنى الأصلي؛ بحيث صار هو الأصل، والمعنى الأصلي هو الحجاب للفهم، ولقد ألف الإمام الغزالي كتابه «فضائح الباطنية» من أجل الكشف عن هذا المعنى، والرد عليهم، وبيان فساد مذهبهم؛ لأن مزية القرآن أنه جاء خطابًا للعالَمين، فلا يمكن قبول نظرية التفسير الرمزي أو الباطني الذي يجعله مفهومًا عند بعض الناس، وغير مفهوم عند أكثرهم. 4- إلا أن اللغة قد اشتملت على ما أسماه علماؤها فيما بعد بالحقيقة والمجاز، أما الحقيقة فهو أن نستعمل اللفظ في معناه الذي وضعه واضع اللغة ابتداء، وواضع اللغة عند جماهير علماء المسلمين هو الله سبحانه وتعالى، ويستدلون على ذلك بقوله تعالى: { وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا }(6)، والأسماء هنا هي ألفاظ وضعت بإزاء معان أو ذوات وأعيان معينة، وهذا هو حقيقة الوضع اللغوي، هو جعل اللفظ بإزاء المعنى، أما المجاز فهو استعمال ذلك اللفظ في معنى لم يوضع له، ويدل على ذلك قرينة، ولابد من وجود علاقة بين اللفظ وبين هذا المعنى. ولقد عدوا هذه العلاقات التي يمكن أن تكون بين اللفظ وبين معانيه الأخرى سوى معناه الحقيقي، فوجدوها أكثر من خمس وعشرين علاقة؛ منها: دلالة اللفظ على جزء معناه، أو دلالته على معنى أعم، أو دلالته على المحل أو على الحال، أو باعتبار ما سيكون، أو باعتبار ما كان... إلى آخر هذه العلاقات التي اهتم بها علماء البلاغة، واهتم بها أيضًا علماء أصول الفقه، من أجل فهم صحيح مؤسس على منهج علمي رصين للنص الشرعي، سواء أكان كتابًا أم سنة. ولم يقع مفسرو القرآن في عمومهم في إنكار المجاز، فلم ينكر المجاز إلا الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني، ثم تبعه بعد ذلك الشيخ ابن تيمية لتوجهات عقدية رآها، ولم يوافقه عليها جماهير العلماء وجُلَُّ المفسرين، وبالرغم من ذلك أطلق العلماء قاعدة مهمة وهي "إن المجاز خلاف الأصل"، فالأصل في الكلام هو الحقيقة، ومعنى هذا أن أغلب الكلام إنما يكون على الحقيقة، وأن السامع يحمل الكلام المسموع ابتداء على الحقيقة، فالحقيقة هي التي تتبادر بالذهن أوّلا، ووضع علماء الأصول في هذا المقام قاعدة جليلة تشتمل على وظيفة اللغة من ناحية وعلى ما مَنَّ الله علينا به من فائدة الكلام، وقالوا: الاستعمال من صفة المتكلم، والحمل من صفة السامع، والوضع قبلهما. ففي هذه العبارة المختصرة قرار بثبات اللغة التي كتبت بها النصوص، وفيها أيضًا إقرار الحرية للمتكلم في استعمال كلامه لما يريد أن يعبر عنه، وأن ينقله للآخرين، وفيها أيضًا إشارة إلى وظيفة التلقي التي يقوم بها السامع، والتي يتاح له فيها أن يحمل الكلام على ما يمكن أن يحتمله، وشرح هذه العبارة له تعلق قوي بقضية النسبي والمطلق، وله تعلق كذلك بصلاح القرآن لكل زمان ومكان، وبالاحتياج الشديد لأدوات منهجية لتفسير القرآن لا تؤدي إلى إنكار نسبية الواقع والإغراق في الإطلاق، ولا تؤدي كذلك إلى انفراط التفسير بحيث لا يبقى للدين هوية ويقول فيه كل من شاء ما شاء؛ لأن هذا ضد أصل المعتقد، وأصل الواقع من لزوم بقاء المطلق والنسبي أثناء إدراكنا للنص وإدراكنا للواقع، والوصل بينهما. 5- ولقد قررنا في مرات كثيرة أن هناك معنى صالحًا في إطلاقهم كتاب الله المسطور على القرآن، وكتاب الله المنظور على الكون، وأشرنا إلى التطابق بينهما، وهو يعني أنهما قد صدرا من الله، القرآن صدر من عالم الأمر، والكون صدر من عالم الخلق، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه: { أَلاَ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ }(7). وفي نفس السياق تأتي قضية القراءتين، وهو أن هناك قراءة للقرآن، وقراءة للأكوان، تشير إليها آيات سورة العلق، وهي أول ما نزل، حيث كرر الله فيها الأمر بالقراءة، وعلَّق الأولى على الخلق والثانية على الوحي، فقال: { اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ }(8)، والقلم إشارة إلى الوحي، كقوله تعالى: { ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ }(9)، نرى هنا أنه بدأ بالخلق وثنَّى بالوحي، وكأن الإنسان لابد عليه أن يطلع العالم وما حوله ليكون قادرًا على فهم الوحي، وكذلك لابد عليه من إدراك الوحي إدراكًا صحيحًا من أجل أن يغيِّر واقعه نحو التغيير الصحيح؛ ولذلك نرى أن الخلق والأمر يتكاملان في دائرة واحدة يصح أن نبدأ من أي نقطة منها فنصل إلى تمامها، ونرى قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ القُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ }(10) فيه إشارة إلى تلك الدائرة. ولذلك نرى أن النعي على مطابقة النص القرآني للواقع وإنكار ذلك بصورة مطلقة ليس بسديد؛ لأن فيه سدَّ باب القراءتين من ناحية، وفيه إنكار للواقع من ناحية أخرى، إن القرآن الكريم نزل مركبًا يرسم شبكة علاقات يستطيع المتدبر فيه استنباط مبادئ ومقررات كثيرة من تقاطعات هذه الشبكة، وكذلك الواقع في تطوره وتدهوره يكون شبكة، وليس دالَّة خطية كما يعبر علماء الرياضيات. 6- ومنظومة القيم من باب المطلق، فمفهوم العدل ثابت عبر العصور، وثابت أيضًا في كل المجالات، فالعدالة الاجتماعية لا يُفرَّق بينها وبين العدالة في القضاء أو في السياسة أو في الفكر، والخروج عن العدالة في أي مكان أو في أي زمان أو في أي مجال يُعَدّ ظلمًا وزورًا، وهذه الحقيقة البسيطة قد أصبحت محل نظر من خلال عقائد نسبية تمسّك بها أصحابها، فرأيناهم يتخلون عن العدل من أجل القوة أو المصلحة، أو بعض المواقف الشخصية، ولا يعدون ذلك ظلمًا بل يسمونه بالواقعية، وسياسة الأمر الواقع، والمصلحة العليا... إلى آخر هذه العبارات التي إن دلت على شيء فإنما تدل على التدليس والغشِّ. ومجموعة النصوص التي تُثبت العدل وتقره قطعية، تتمثل في قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(11)، وفي قوله: { وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }(12)، وقوله سبحانه: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }(13)، وقوله: { وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }(14). ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزال هذه الأمة بخير ما إذا قالت صدقت، وإذا حكمت عدلت، وإذا استُرحمت رَحمت»(15)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «الظلم ظلمات يوم القيامة»(16)، وكذلك ما يرويه صلى الله عليه وسلم عن رب العزة، حيث قال تعالى: «يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرّمًا»(17). وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: ما العصبية؟ فقال: «أن تعين قومك على الظلم»(18). والعدل من أسمائه تعالى. 7- وكثيرًا ما يمثِّل عدم إدراك معنى النسبي والمطلق عائقًا لفهمنا لكثير من المواقف غير المنطقية التي تحدث يوميًّا في السياسة العالمية أو في مواقف الدول والعلاقات الدولية؛ بناء على أننا آمنا بالمطلق وجعلناه مقياسًا للحق، وأننا لا نتصور أن أحدًا من العقلاء يتلون هذا التلون العجيب من النقيض إلى النقيض بدون أي تأنيب ضمير أو مراجعة لتصرفاته، بل إنه مقتنع بما يفعل ماضٍ في ذلك. ففي حلقة نقاشية مع مؤسسة ألمانية حول قضية العدالة ذكر فضيلة المفتى أن العدل في الإسلام اسم من أسمائه تعالى، وعلَّق أحدهم على ذلك بأن هناك في العقائد اليونانية القديمة إله العدل، ويحلل فضيلته على هذا الموقف بأنه يظهر حينئذ الفرق بين النسبي والمطلق، وكيف أن إله العدل هذا الذي لا وجود له، والذي كان مجرد صورة في أذهان من أنشأه - قد تغير بتغير تلك الصورة، وتغير أيضًا عندما فهم الناس أنه ليس هناك آلهة متعددة. أما العدل الذي هو صفة من صفات الباري سبحانه وتعالى فهو يُلزمنا بالعدالة؛ لأنه قد ألزمنا أن نتخلق بأخلاقه وأن نمتثل أوامره امتثالا ثابتًا؛ لأنه سبحانه هو الباقي، ومن هنا نعرف مدى استعداد هذا العقل - الذي كان يؤمن أوَّلا بآلهة متعددة - لقبوله لهذه النسبية المفرطة، ثم جرّنا الحديث إلى مدى تطبيق العدل على القضية الفلسطينية؛ وإذ بأحد المعقِّبين يقول: إن تمسككم بالعدل هو الذي يعطل القضية، فيجب عليكم أن تجلسوا للمفاوضات وأن تقبلوا بالممكن والمتاح، وهو ما يمكن أن تطالبوا به، وليس لكم أن تطالبوا بالعدل؛ لأن العدل ليس ممكنًا بل هو عائق ومانع للوصول إلى السلام. فأجابه فضيلة المفتى : إن الجلوس إلى المفاوضات شيء ومفهوم العدل شيء آخر؛ فالجلوس إلى المفاوضات لازم من أجل الوصول إلى السلام وإلى ارتكاب أخف الضررين، وإلى الوصول إلى أمن الناس والحفاظ على مقاصدهم الرئيسية من حفظ النفس والعقل وحقوق الإنسان وكرامته ونحو ذلك. إلا أن نتائج هذه المفاوضات تحكم بمبدأ آخر معروف في السياسة وهو مبدأ (خذ وطالب) فإذا كانت السياسة هي فن الممكن، فإنها لا تقف عند الحصول على جزء من الحق، وإنما بعد ذلك تعيد المطالبة بما هو ممكن، وتستمر هذه المطالبة حتى تتحقق العدالة. أما إنكار مفهوم العدالة في نفسه، ووصفها بأنها لا تغني ولا تسمن من جوع - فهو أمر خطير نتج من ضغط الحالة الإسرائيلية على العقل الغربي، ضغطًا شوهه من ناحية، وجعله خارجًا عن حد المنطق من ناحية أخرى، وما كان له ذلك إلا لتقديم النسبي على المطلق لتحقيق المصالح. 8- ومن خلال هذا المعنى يمكن أن نفسِّر مواقف دول الشمال ودول الجنوب فيما يتعلق في اتفاقية الجات، وحقوق الملكية الفكرية، واستخدامات المواد الخام، بل وفيما يتعلق بمفهوم الحضارة الواحدة، ومفاهيم النهايات، نهاية التاريخ، ونهاية الإنسان، ونهاية الحضارة ... إلى آخر ما أطلقوا عليه (Ends) وهذا الوضوح في التفريق بين النسبي والمطلق ليس شائعًا عند كل أفراد العالم الغربي، أو العالم الحديث، بل إنه كذلك في أذهان القيادات ومتخذي القرار - سواء في مجال السياسة أو الفكر - وعند كثير من أساتذة الجامعات والمشتغلين بالإعلام؛ ولذلك نرى أيضًا أن كثيرًا من أفراد الشعوب يشعرون بذلك التناقض بين الإيمان بالقيم المطلقة وبين قرارات حكومتهم وقيادتهم وتصرفاتهم؛ ومن أجل ذلك نرى كثيرًا من مؤسسات المجتمع المدني تعترض على الحرب في العراق، وتعترض على العولمة، وتعترض على الصهيونية، ونحو ذلك. فهم لا يتصورون أن هذا لتقديم النسبي على المطلق أو لإنكار المطلق نفسه، ومذهب النسبية منقوض من داخله؛ حيث إن الإيمان بالنسبية المطلقة في حد ذاته يشتمل على مطلق، فلا يستطيع أحد - حتى أولئك - أن يتخلص من الإيمان بهذا المطلق، وكأنه يرغمه على الإيمان به. 9- ولقد تأثر المسلمون في كتابة أدبيَّاتهم بفكرة النسبي والمطلق، فنراهم يبدءون بالإقرار بالإيمان بالمطلق، وبما يؤدي إليه ذلك الإيمان من الإيمان بالله وبرسله وبالقيم السامية العالية التي شرحناها من قبل، ويتمثل ذلك في بدايات الكتب حيث يبدءون بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) والتي نُحِتَ منها في لغة العرب كلمة (البسملة) للدلالة عليها؛ حيث كثر استعمالها في البدايات، ثم يتبعون ذلك بـ (الحمد لله رب العالمين) وتفننوا في صياغات الحمد كثيرًا، ثم يذكرون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. ويعللون ذلك وهم يشرحون كلامهم بأن في هذا - البدء بالبسملة والحمدلة - اقتداء بالكتاب الكريم، حيث بدأ بفاتحة الكتاب بقوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ }(19)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «كل أمر ذي بالٍ لا يُبْدَأ فيه ببسم الله فهو أبتر»(20)، وفي رواية: «بحمد الله»(21)، وفي رواية: «ذكر الله»(22). وذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ امتثالا لقوله تعالى في ذلك: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }(23)، وطلبًا للثواب العميم الذي ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: «من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه عشرًا»(24)، وأداءً لواجب النبي صلى الله عليه وسلم في نفوسنا من تعظيمه وتوقيره وحبه. وفي أثناء مقدمات الكتب التي ينبغي أن تتم فيها دراسة واعية للبدء بهذا الإقرار (أعني الإقرار بالمطلق) يذكرون قضية الخلق، والكون من حولنا، ويذكرون نعمة الله علينا بالتعلم، وبالأمر والنهي والتكليف، ويذكرون شيئًا من هموم الدنيا وعوارضها وشواغلها ومشاغلها، ويقرون بمحدودية الإنسان وبضعفه، وبأنه يحتاج أن يضيف الاستغفار لله رب العالمين مع طلب المعونة والتوفيق إلى ذلك الحمد الذي بدأ به، وقد يقرون مع ذلك بالشهادتين كمدخل معرفي يربط ما يقولونه من نسبي بما يؤمن به من مطلق. 10- وتراهم يقولون في نهاية اجتهادهم أو بحثهم "والله تعالى أعلى وأعلم" أو "والله أعلم" وهي كلمة حكيمة تدل على أمور، منها: أنه يعلن أن علمه محدود، وأن حواسه التي تتلقى الواقع من حوله محدودة، وأن الدماغ الذي هو محل التفكير وأداته محدود كذلك، ومعنى هذا أنه مع اجتهاده وتعامله مع الواقع وبحثه يعترف بأنه محدود، ويبدو أن الذات لا تتضخم حينئذ ولا يغتر الإنسان بما قد توصل إليه، ويترك فرصة كبيرة من ورائه لقضايا القطع واليقين والجزم في مقابلة قضايا الظن. ومن حكمة هذه المقالة أيضًا أن ذلك العالِم عنده استعداد لتغيير ما قد يكون قد أخطأ فيه، وأنه يرجع عنه فورًا إذا ما تبين له الحق بالبرهان، وأنه يعلن أن العلم لا يعرف الكلمة الأخيرة؛ ولذلك فإنه لا يحترق أبدًا كما ذهب إليه بعضهم، ومن حكمة هذه المقالة أيضًا أنه يُرجع العِلم إلى أهله؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي علَّم الإنسان ما لم يعلم كما في قوله تعالى: { عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }(25)، وفي قوله تعالى: { وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }(26)، وفي قوله تعالى: { وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ }(27)، بل في أصل الخلقة حيث يقول: { وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا }(28). وردُّ العلم إلى الله يفيد فائدتين عظيمتين: الأولى: مستوى التفكير المستنير الذي يربط ظواهر الحياة بحقائقها، وهي أن هذه الدنيا مخلوقة لخالق، وأن الله سبحانه وتعالى لم يدعنا بعد ما خلقنا عبثًا؛ ولذلك قال تعالى: { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ }(29) والفائدة الثانية: فائدة نفسية ترجع إلى العالِم نفسه الذي يزداد تواضعًا لله كلما ازداد علمه، والذي يعلم عن يقين معنى قوله تعالى: { وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }(30)، ومعنى قوله تعالى: { وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }(31)، ومن الحكم أيضًا لهذه المقولة العظيمة أن العالِم يترك مساحة للبحث بعده من غيره من العلماء 11- وهذه المعاني السامية التي أحاطت بقول العلماء "الله أعلم" قد تجاوزها كثير من المتصدرين بغير علم فيما لا يعنيهم، والذين نصحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «من حسن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه»(32)، فترى هؤلاء يتصدرون لكل أنواع المعرفة من غير علم، ويظنون أنهم إذا أنهوا كلامهم بقولهم "والله أعلم" قد نجّاهم ذلك من المسئولية، ومن الحساب أمام الله، والأمر ليس كذلك، بل إن الله سبحانه وتعالى أرشدنا إلى مسئولية الكلمة، وإلى أهميتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المستشار مؤتَمَن»(33)، وقال أيضا: «من أُفتِي بغير علم كان إثمه على من أفتاه»(34). 12- وتراهم في كتبهم - حتى في دقائق المسائل - قد راعوا قضية المطلق والنسبي بصورة علمية دقيقة، خاصة من خلال اللغة فيما هو وصلة بين الخالق والمخلوق، فتراهم يقررون أنه يجب أن نُخرج الذات العلية – سبحانه - عن سياق الكلام عن الأكوان، وأن يُختصَّ سبحانه ويُستَثنى مما تقتضيه استعمالات ألفاظ اللغة، يؤيد ذلك قول الشيخ الأمير: «والاسم الكريم حقيقة، وقال في الإتقان: الأعلام واسطة بين الحقيقة والمجاز، وكأنه لاحظ أنها ليست من موضوعات اللغة الأصلية، ولا يخفاك أنها لا تضعف عن اصطلاح التخاطب، والظاهر عدم المجازية فيه بوجه من الوجوه، ولو قلنا إنه كلي وضعًا وإنه في الجزئي - باعتبار خصوصه - مجاز؛ إذ لا مانع من استثناء أسمائه تعالى، وتخصيصها بمزايا كما جعلوا تعريف علميته فوق الضمير... إلى غير ذلك»(35). اهـ. وكذلك ما ذُكر في حاشية الشيخ حسن العطار حيث قال: «أما باعتبار كون مدلول لفظ الجلالة ذات الرب تبارك وتعالى، وكذلك الرحمن الرحيم - فمما يجب صون اللسان عن الكلام فيه من مثل هذه الأمور؛ فإن المقولات أجناس عالية للجوهر والعرض، والواجب تقدس وتعالى يستحيل اتصافه بواحد منهما»(36). اهـ. فيا ليتنا نقرأ تراثنا بطريقة جديدة تمكننا من استخراج كنوزه، والاستفادة منها، مع إدراكنا التام للواقع المعيش، ولمقتضيات الحياة المعاصرة؛ فلعل ذلك يعيد إلينا شيئًا من إنسانيتنا، ولعل ذلك يعيد إلينا شيئًا من التفكير المستقيم.
الهوامش: --------------------------- (1) الآية 8 من سورة المائدة. (2) من الآية 152 من سورة الأنعام. (3) «نهج البلاغة» شرح الإمام محمد عبده، وصية رقم 315. (4) الآيتان 1، 2 من سورة الجن. (5) أخرجه الترمذي في كتاب «فضائل القرآن» باب «ما جاء في فضل القرآن» حديث (2906)، والدارمي في كتاب «فضائل القرآن» باب «فضل من قرأ القرآن» حديث (3331) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه. (6) من الآية 31 من سورة البقرة. (7) من الآية 54 من سورة الأعراف. (8) الآيات 1: 4 من سورة العلق. (9) الآية 1 من سورة القلم. (10) الآيات 1: 3 من سورة الرحمن. (11) الآية 90 من سورة النحل. (12) من الآية 152 من سورة الأنعام. (13) الآية 58 من سورة النساء. (14) الآية 8 من سورة المائدة. (15) أخرجه أبو يعلى في «مسنده» (7/ 98) حديث (4040)، والطبراني في «الأوسط» (1/ 243) حديث (795) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (5/ 196) وسكت عنه. (16) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «المظالم والغصب» باب «الظلم ظلمات يوم القيامة» حديث (2447)، ومسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «تحريم الظلم» حديث (2579) من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما. (17) أخرجه مسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «تحريم الظلم» حديث (2577) من حديث أبي ذر رضي الله عنه. (18) أخرجه أبو داود في كتاب «الأدب» باب «في العصبية» حديث (5119)، والطبراني في «الكبير» (22/ 98)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 234) من حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه. (19) الآيتان 1، 2 من سورة الفاتحة. (20) ذكره العجلوني في «كشف الخفاء» (2/ 156) وعزاه لأبي داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وحسنه، ولكن في «سنن أبي دواد» المطبوع في كتاب «الأدب» باب «الهدي في الكلام» حديث (4840) بلفظ: «كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم» من حديث أبي هريرة أيضًا. (21) أخرجها النسائي في «السنن الكبرى» (6/ 127) حديث (10328)، وابن حبان في «صحيحه» (1/ 173)، والدارقطني (1/ 229)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (3/ 208) حديث (5559) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (22) أخرجها الدارقطني (1/ 229) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وأخرجها عبد الرزاق في «مصنفه» (6/ 189) حديث (10455)، ومعمر بن راشد في «الجامع» (11/ 163) من حديث رجل من الأنصار يرفع الحديث. (23) الآية 56 من سورة الأحزاب. (24) أخرجه مسلم في كتاب «الصلاة» باب «الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» حديث (408) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (25) الآية 5 من سورة العلق. (26) من الآية 114 من سورة طه. (27) من الآية 282 من سورة البقرة. (28) من الآية 31 من سورة البقرة. (29) الآية 115 من سورة المؤمنون. (30) من الآية 76 من سورة يوسف. (31) من الآية 85 من سورة الإسراء. (32) أخرجه الترمذي في كتاب «الزهد» باب «فيمن تكلم بكلمة يضحك بها الناس» حديث (2317)، وابن حبان في «صحيحه» (1/ 466) حديث (229) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (33) أخرجه الترمذي في كتاب «الزهد» باب «ما جاء في معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم» حديث (2369)، وأبو داود في كتاب «الأدب» باب «في المشورة» حديث (5128)، وابن ماجه في كتاب «الأدب» باب «المستشار مؤتمن» حديث (3745)، (3746) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب». (34) أخرجه أبو داود في كتاب «العلم» باب «التوقي في الفتيا» حديث (3657)، والحاكم في «المستدرك» (1/ 183- 184) حديث (349). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (35) حاشية الأمير على شرح الملوي على الاستعارات في شرح البسملة ص3. (36) حاشية الشيخ حسن العطار على شرح المقولات لشيخه أحمد السجاعي ص3. المصدر : كتاب سمات العصر ، لفضيلة مفتى الديار المصرية الدكتور على جمعة .