كما لو تركتَ عزيزاً يموتْ!
وبرّأتَ روحكَ من حزنها،
ومسحتَ بعشر أناملَ
حائطَ حزنٍ صموتْ!
كما لو بكيتَ ولم يسمعِ الخلقُ
من صوبِ داركَ صوتْ.
وسمّيتَ موتكْ..
وسمّاكَ موتْ..
إلى أين تمضي؟
ولم تبلغِ الريحُ بعدُ يتاماكَ،
لم يبلغِ الخمرُ منتصفَ الليلِ
حتى يراكْ..
إلى أين تمضي تجرّكَ مثل الغريبِ
إلى هوّةِ اليأسِ والانتحارِ يداكْ؟
وتجلسُ كهلاً
على بابِ بيتٍ قديمٍ
تحدّقُ في آخرِ العابرينْ.
وتنتظرُ الموتَ مثل الحصانِ الصبورِ
يجيءُ الصباحُ ويمضي المساءُ
ويقتربُ العمر من آخر الأربعينْ.
كما لو تركتَ عزيزاً يموتْ..
مضتْ كلُّ تلك السنينْ!