آخر الأربعين

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

 

كما لو تركتَ عزيزاً يموتْ!‏

وبرّأتَ روحكَ من حزنها،‏

ومسحتَ بعشر أناملَ‏

حائطَ حزنٍ صموتْ!‏

كما لو بكيتَ ولم يسمعِ الخلقُ‏

من صوبِ داركَ صوتْ.‏

وسمّيتَ موتكْ..‏

وسمّاكَ موتْ..‏

إلى أين تمضي؟‏

ولم تبلغِ الريحُ بعدُ يتاماكَ،‏

لم يبلغِ الخمرُ منتصفَ الليلِ‏

حتى يراكْ..‏

إلى أين تمضي تجرّكَ مثل الغريبِ‏

إلى هوّةِ اليأسِ والانتحارِ يداكْ؟‏

وتجلسُ كهلاً‏

على بابِ بيتٍ قديمٍ‏

تحدّقُ في آخرِ العابرينْ.‏

وتنتظرُ الموتَ مثل الحصانِ الصبورِ‏

يجيءُ الصباحُ ويمضي المساءُ‏

ويقتربُ العمر من آخر الأربعينْ.‏

كما لو تركتَ عزيزاً يموتْ..‏

مضتْ كلُّ تلك السنينْ!‏