لماذا؟

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

 

لماذا أنا ضائعٌ وغريبٌ،‏

ومكتئبُ الروحِ؟!‏

توشكُ أن تتباكى على جانبيّ جموعُ المعزّينَ‏

والنفسُ تسقطُ في شركِ اليائسينْ!‏

لماذا أنا قابعٌ في مدارِ التعاسةِ كالكهلِ‏

أشعرُ أني تقدّمتُ في العمرِ‏

حتى بلغتُ من اليأسِ أرذله كالعجوزِ‏

وأني بلغتُ سوادَ السنينْ؟!‏

فأسلمتُ نفسي الحزينةَ لليلِ‏

...- عونِ الغريبِ على الأرضِ-‏

ثم جلستُ أشيخُ وحيداً‏

بقبو الوجودِ الحزينْ!‏

لماذا أنا تائهٌ‏

تحت سقفِ السماءِ الحزينةِ؟‏

أدشرُ كالريحِ‏

-أختِ شقائيَ في الأرضِ-‏

لا هرباً من خريفٍ تمرّستهُ بالدموع‏

ولا أملاً بزنابقَ مائيّةٍ في الغروبِ‏

أنوّمُ روحيَ تحت زنينِ زنابقها‏

أو حمامهْ..‏

أطيّرها ساعةَ الحزنِ فوق بيوتِ الأحبّةِ‏

لكنْ لأهربَ من شبحي الميتِ‏

بين زنازين بؤسي السجينْ!‏

أرحّلُ في الأرضِ يأسي..‏

وروحيَ تسبحُ عمياءَ‏

في ظلماتِ المساءِ‏

تجمُّ الغيومُ الكليمةُ فوقي‏

فأبكي لرائحةِ الغيمِ تحت السماواتِ..‏

أبكي مع الريحِ نفسي‏

فتذهبُ أنفاسُ نفسي الشقيّةِ في شهوةِ‏

الريحِ كالحسراتِ‏

وتمحو رذاذَ الأنين!‏

لماذا أنا كلما شحّتِ الروحُ‏

أشعرُ أني أواجه هذي الحياةَ بمفردِ روحي؟،‏

وأضربُ في بهمةِ الليلِ مستوحشاً،‏

حاملاً فوق ظهري شقائي‏

وصرّةَ حزني القديمةَ،‏

لكنني لم أجدْ يوماً الموتَ‏

-طالبُ نفسي اليتيمة-‏

ما زلتُ أضربُ في الأرضِ عرضاً وطولاً‏

ولا أجدُ الموتَ كيما أموت!‏

فيا موتُ لم تبقِ مني الحياةُ‏

سوى الضجرِ المرّ والوحشة الباليهْ..‏

وحطامِ الملذّاتِ‏

إني هرمتُ‏

فلا أستطيعُ السقوطَ على صخرةِ الانتحارِ،‏

ولا أستطيعُ الصعودَ إلى سدرة العاشقينْ!‏

فكيف إذنْ لا أكونُ حزين!؟