قال - تعالى -(ليبلوكم أيكم أحسنُ عملا) قالوا أصوبه وأخلصه
وفي الصحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - قال (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) السلسة الصحيحة 1113..
أن تعبد الله كأنك تراه هذا هو كمال الإتقان... (فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
أن تعلم قبل أن تعمل ذاك قمة الإتقان (باب العلم قبل القول والعمل) (فأعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك)
أن تراقب الله في سرك كـ علانيتك ذلك هو الإخلاص في الإتقان (وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين)
أن تحرص على محاسبة نفسك باستمرار هذا هو الحرص على الإتقان (حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا)
أن تأخذ بأسباب الإتقان وتبذل الجهد الصادق في ذلك هذا هو طريق الإتقان.. (فخذها بقوة)
فالله قد وصف نفسه بالإتقان (صنع الله الذي أتقن كل شيء)
أتقن العمل فالناقد بصير
وللسلف والخلف في إتقان العمل ما يجعلنا نتخذ منهم قدوة لنا في الحرص على مثل ما كانوا عليه من إتقان العمل وإخلاصه لله..
فهذا أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - الخليفة الأول يتعاهد امرأة عمياء يكنس بيتها ويعد طعامها ويصلح من أمرها وهي لا تعلم من هو!!
وهذا عمر ابن الخطاب فاروق هذه الأمة يحمل الطعام إلى امرأة وأطفالها في ناحية من المدينة أصابهم من الجوع ما أصابهم فلما شبعت وأطفالها قالت له يرحمك الله كنت أولى بهذا الأمر من عمر!!
تقصد الخلافة وهي لا تعلم أنه عمر!
وتلك الفتاة تقول لأمها (إن كان عمر لا يرانا فرب عمر يرانا)
وقال أحدهم طلبنا العلم لغير الله (فلما أُتقن العمل) أبي أن يكون إلا لله...
ويذكر البعض عن الشيخ ابن عثيمين أنه كان يخصم من راتبه قيمة الفروض التي لا يصليها إماما في مسجده
قال أحدهم
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل " = " خلوت ولكن قل عليّ رقيب
وقال آخر:
وإذا خلوت بريبة في ظلمة "=" والنفس داعية إلى العصيانِ
فاستحيي من نظر الإله وقل لها "=" إن الذي خلق الظلام يراني
فالإتقان هو طريق الفلاح في الدنيا والآخرة..
فالإتقان في العدل هو أساس البقاء والانتصار (والله لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)..
ومثله إتقان القول فهو أساس السمو والرقي بأخلاق العبد المؤمن حتى لا يُلقى بقوله في النار سبعين خريفاً.
والعمل بلا إتقان مردود على صاحبه (ارجع فصلِ فأنك لم تصلِ)
والإتقان هو سبب التفوق أيضاً في الدنيا ولو نظرت إلى الوقع لوجدت الأمثلة شاهدة على ذلك..
اسأل نفسك كيف استطاعت اليابان أن تخرج من المحرقة النووية مرة أخرى!
وكيف استطاع اليهود التحكم في كل قرارات العالم بعد أن كانت أمة مشردة!
إنه الإتقان... (عجباً لجلد الكافر.... وضعف المؤمن).
ومن هنا نعلم أن سبب تخلفنا إن صح التعبير في بعض مجالات الحياة هو فقدان روح الإخلاص والإتقان في العمل..
نملك كل ما يملكه أولئك القوم من خيرات وطاقات وقدرات ولكنه التفريط في الإتقان وانتشار الفوضى والتكاسل.. (عجباً لجلد الكافر.... وضعف المؤمن)
ختاماً أوصى نفسي وإخواني بأن نحرص على إتقان العمل وخصوصاً ونحن في شهر الخيرات (رمضان) وقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم -: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري،
والله تعالى أعلم..