ا( زين للناس حب الشهوات)ا
:قال الله تعالى ا{ زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة و الأنعام والحرث، ذلك متاع الحياة الدنيا، والله عنده حسن المآب قل أؤنبئكم بخير من ذلكم؟ للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار،خالدين فيها وأزواج مطهرة، ورضوان من الله والله بصير بالعباد }ا في هذه الآية العظيمة مقارنة لطيفة بين متاع زائل وبين نعيم دائم بين دنيا فانية وأخرى باقية، إنه امتحان ولكنه مكشوف الأوراق و محدد النتائج
أمامك اختياران الأول: متاع الحياة الدنيا و الثاني: التقوى (للذين اتقوا)ا والأمر لا يحتاج إلى كثير تفكير فأي عاقل لابد أن يختار الخيار الثاني لأن النتيجة هي: جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها، وأزواج مطهرة، ورضوان من الله
أ فهذا خير أم متاع زائل وشهوة عابرة ونشوة زائلة؟
و لكن بما أن المسألة بهذا الوضوح فلماذا يفشل كثير من الناس في هذا الامتحان؟
لابد أن في الأمر سر والسر هو في أول كلمة في الآية : زين
فمن المزين و لماذا هذا التزين؟ يرى بعض المفسرين أن المزين هو الشيطان وذلك بوسوسته للإنسان وتحسنه الميل لهذه الشهوات
قالوا ويؤيد ذلك قوله تعالى: "وزين لهم الشيطان أعمالهم.."ا ويرى البعض أن المزين هو الله تعالى و ذلك للامتحان والابتلاء ليظهر عبد الشهوة والهوى من عبد الله ويؤيد ذلك قوله تعالى: "إنا جعلنا ماعلى الأرض زينة لهم لنبلوهم أيهم أحسن عملاً "ا و كلا القولين له وجه ومن رحمة الله بنا أنه لم ينهنا عن التمتع بتلك الشهوات بالكلية ولكنه نهانا عن أن نتعلق بها فتشغلنا عن العمل للآخرة ونهانا عن أن نؤثر حبها على حب الله والدار الآخرة فتعمي أبصارنا وتطغينا فنتجاوز حدود الله ونرتكب الآثام من أجلها ونبيع ديننا لتحصيلها قال تعالى : " فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى"ا
لفتة أخيرة
و هي أن في تعداد هذه الشهوات دون غيرها وبالترتيب الوارد في الآية الكريمة لفت نظر لنا وتأكيد على خطر هذه الشهوات المعددة في الآية لنتنبه لها ونحذر منها أشد من غيرها وهي : النساء، والأبناء، والذهب، والفضة، والخيل الأصيلة، والإبل والبقر، والغنم، والحرث، والزرع فا للهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا ومآلنا
ملحوظة: أرجو أن ترسلها لمن تحب فالدال على الخير كفاعله