- عفوا إنني لا أتذكر أسمك! - لا أتذكر أين وضعت هذه الأوراق المهمة! - هذه المعلومة مرت علّي بالأمس لكني لا أتذكر تفاصيلها! لا شك أنك تعرضت كثيراً لمثل هذه المواقف، وبعدها تسأل نفسك لماذا لا أتذكر؟ لماذا أصبحت كثير النسيان؟ بل أن هناك من يصاب بالقلق إذا تكررت هذه المواقف، أو يشعر بالخوف أن يكون مصاباً بأمراض مزمنة كالزهايمر..، لكن في كافة الأحوال الأسباب بسيطة ومن السهولة علاجها. للنسيان أسبابه تتعدد العوامل المؤثرة في النسيان والتي لا ترجع بالضرورة لأسباب مَرَضية، ومن هذه الأسباب عدم تركيز المعلومة في الذهن، فالمعلومات في العقل بحاجة إلى تثبيت وتركيز حتى لا تضيع، وتدفق كمّ كبير من المعلومات في ذات الوقت مع عدم ترابطها يؤدي إلى تشابك الأفكار وبالتالي صعوبة استرجاعها. كما أن عدم تثبيت المعلومة بالكتابة يساعد على عدم ترسيخها، فكلنا نتذكر أيام دراستنا المدرسية كيف كان يطلب منا تكرار كتابة الكلمات والجمل عشرات المرات حتى تثبت في أذهاننا، وينطبق ذلك في الوقت الحالي على تدوين المواعيد والمعلومات الهامة. بالإضافة لما سبق يوجد الكثير من الأسباب التي لا يهتم بها الإنسان وتؤثر على التذكر، مثل النظام الغذائي والصحة العامة، أو فقدان الأمن والأمان، أو غياب الراحة في المنزل أو العمل، أو لعوامل أخرى مثل الاستخفاف بالأمور، والاستعجال في التفكير، والصدمات النفسية، وكثرة المسؤوليات وتنوعها، وعدم الراحة والإجهاد الجسدي، والعامل الوراثي، والتقدم في العمر. كيف تقوي الذاكرة؟ هناك بعض الأمور البديهية والبسيطة التي يستطيع الإنسان تطبيقها في حياته اليومية لتقوية ذاكرته والإستفاده من أوقاته اليومية.. من أول هذه الأشياء البسيطة "الربط الذهني" ويعني أن نربط بين المعلومات بعضها ببعض في أذهاننا، وبالتالي نستطيع الاستفادة من هذه العملية لتثبيت المعلومة وتقوية الذاكرة، وتتم هذه العملية عن طريق اتخاذ الأعداد وسيلة للمساعدة على التذكر، فعند الخروج من المنزل أو العمل يمكن حصر الأمور التي ينبغي أخذها معك بعدد رقمي، وعند الخروج سيتأكد الشخص من أخذ كل الأشياء للوصول إلى العدد المطلوب. تدوين المعلومات أما فيما بتعلق بنسيان المواعيد، فيساعد تدوين المواعيد عن طريق كتابتها على ترسيخ المعلومة في ذهن كاتبها، بل أن المواظبة على كتابة المواعيد تجعل الإنسان يتذكرها حتى بدون الرجوع إلى ما كتبه. لكن من المهم أن تحاول وأنت تكتب أن تعطي لنفسك بعض الدقائق لتتخيل تلك المعلومة أو هذا الموعد وما يسبقه أو يرتبط به من أحداث حياتك اليومية، فسوف يكون ذلك مفيداً لك للتذكر التلقائي مع مرور الأيام. العقل السليم في الجسم السليم أما علماء الصحة العامة والتغذية فيقدمون لك بعض النصائح التي تقوي الذاكرة: - الغذاء من الأمور المهملة في حياتنا اليومية بالرغم من أهميته الكبرى، وتكاد المكونات الغذائية السليمة تنعدم فيما نتناوله، فمع انتشار الوجبات السريعة والابتعاد عن الغذاء المطبوخ جيداً بدأت الأعراض الصحية والعقلية في التراجع. - هناك بعض الأغذية التي تعمل على تنشيط الذاكرة، وعدم تغذية الجسم بها يؤدي إلى ضعف عام بالذاكرة، من هذه الأغذية أسماك السلمون والبيض وبعض المكسرات كالجوز والزبيب، وبعض العصائر مثل عصير العنب وعصير الجزر. - المحافظة على صحة الجسم وراحته عن طريق النوم شيء مهم جدا، فالإنسان يحتاج للنوم وإن لم يتحرك طوال اليوم وأراح عضلاته ولم يجهدها، ويرجع السبب إلى أن العقل يعمل جاهدا ولا يكف عن التفكير وحفظ كل ما تراه العين وتسمعه الأذن ولذلك فإن الإنسان يحتاج لفترة لا تقل عن 8 ساعات من النوم . - الرياضة أمر لا غنى عنه، خاصة رياضة المشي التي لها أهمية كبيرة، ولتتأكد من ذلك تحدث مع أي شخص يمارس رياضة المشي، واكتشف مدى حيويته وقدرته المتميزة على التذكر، وإن اقتنعت ابدأ منذ الغد في ممارسة هذه الرياضة البسيطة وأعطي لنفسك نصف ساعة على الأقل من المشي ولاحظ الفرق بنفسك.