سباق مع الزمن

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : تركي الرويثي | المصدر : www.arabicstory.net

أسمـع أصـواتهم وكأنهـا قـادمة من البعيد
أرى وجهوهــم تقترب مني وتبتعـد


من خلفهــم أتت صــورة شتتهــم
وجــه هــذه المــرأة مألــوف لكنــه غير واضــح
يقتــرب أكثـر ويزداد وضوحــا

إنهــا أمــي منصتـه لي وأنـا أحدثهــا
أرانــي أقف بالقرب منهـا وأحكـي لهـا عن شي مــا..!
تذكــرت

كنت أحكـي لهـا قصتـي اليوميـة مع الزمن وأنـا متوجـة إلى الجامعــة ..!

"أمـي اليوم استيقظت متـأخرا كعادتي حيث لم يبقـى على ابتداء المحاضرة سوى 15 دقيقــة والطريق يستحق على أقل تقدير 30 دقيقــة
أمــي: باندهــاش كعادتهـا مـاذا حدث بعد ذلك..؟

أدرت محرك السيــارة و انطلقت بكل سرعــة ليبدأ سبــاقي اليومي مع الزمن
الزمن يا أمي منافس شريف لا يغدر ولا ينهب ولا يستخدم طرق ملتويـة
أمــا أنـا
فأستعمـل كل الطرق الملتويــة في سباقنـا الجميــل
أتجـاوز إشارات المرور بلونهـا الأحمـر المزعج وربمــا مشيت عكـس السيــر لأصـل في الوقــت المحدد
أمــا
الزمن فــلا يسـرع بل يبقـى على سرعتــه
الزمن عامل مشترك بين البشــر, كلنــا نســابق الزمن ولكل منـا طريقتـه الخـاصة في سبـاقة اليومــي

سبــاق الزمن جميــل جدا يا أمــي

تصــرخ أمي بغضب شديد: مجنــون , غـدا سوف أوقظك مبكــرا لتترك سباق المــوت
ابتسمت وانصرفت "


ازداد ألم في صــدري
شتت صــورة أمــي

اقتربت صـورة رجـل يصــرخ
زيــاد... زيــاد

ابتسمت في وجهــة
إنــه يشبــه صديقـي غيث

هـو الآخـر كـان يحذرنـي من هـذا الســباق ويقـول بأن نهــايتي على أرض الميدان مؤكدة
أبتســم لـه
"يكفيني فخـرا بأن نهـايتي سـوف تكـون في ميدان المعركة يا صديقي"

يصــرخ غيـث
زيــ ـ ـ ـاد..... زيــ اد... زيــــاد....ز  د .. تسمعــــ ي

أنتهــي السـباق يا صديقـي
أنتهــى السبـا.....!!و