الماء .. الماء .. الماء ..

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : جـبـير المليـحان | المصدر : www.arabicstory.net

 

 

 

 

اللوحة الأولى :

 

- 1 -

قال الماء الذي ينتظر في القلب للرياح التي تعج آفاق بعيدة :

ـ تعالي !

فضحكت الرياح ، وقالت له :

ـ لماذا ؟

ـ أن تري الناس الذين يحبونك !

فضحكت الرياح التي في آفاق المجهول ، وبكى الماء الذي ينام في سرير القلب على شكل دمعة .

 

- 2 -

الغيوم السوداء تضحك ، وهي تخرج من خلف الجبل الأزرق . والشيخ الكبير يقف : امرأته و أولادهما ؛ فقال الابن الأكبر:

ـ انظروا ... إنه المطر !

و تهللت آثار أقدامهم ، فضحك البئر ، والجدول الصغير، والشجرة . والتفت الشيخ إليهم ورفع رأسه إلى السماء :

ـ يا الله ........ يا مغيث !

 

- 3 -

الزرع الصغير الجالس في أحواض صغيرة ، والذي امتنع عن الرقص عند هبوب الريح ؛ وقف ثم أخذ يرقص ، ويحني رؤوسه نحو الجبل الأزرق .. والغيوم الضاحكة و هي ترتفع عن الجبل ، فقال الابن الأكبر :

ـ انظروا .... سنضحك ..... إنه المطر القادم .

 

- 4 -

وقفوا جميعا في صف ، المطر يسيل من فوق رؤوسهم ، ويستقر على ظهورهم برهة ، ويسيل من على رؤوسهم ، ويستقر على رؤوسهم فجأة ، وأنوفهم و أقدامهم في الطين .

 

 

 

 

- 1 -

قال الماء الذي في القلب للرياح التي تعج في الآفاق :

ـ تعالي ... أين أنت ؟

ولكن الرياح كانت تجوب آفاقا أخرى ، فقالت للماء :

ـ أنا هنا !

فبكى الماء ، وقال :

ـ تعالي ..... تعالي ....!!

 

- 2 -

قال الابن الأكبر لأبيه :

ـ قال لي المدير سنعطيكم ( الماطور ) سبعة أيام ، ثم نأخذه ... فهذه يابني المدة المقررة .

فرفعوا رؤوسهم إلى السماء .

 

- 3 -

الزرع ترتفع رؤوسه واقفة وتضيء في النهار . والسماء مملوءة بالنجوم .

يجلسون في دارهم ، والزرع والريح والنخل والأثل وجدران المنازل : يصغون إليها .

 

- 4 -

أحد الأطفال لأبيه:

ـ هل لن يأتي المطر يا أبي ؟

ـ نعم ......الموسم انتهى !

ـ وزرعنا ؟

فقال أخوه :

ـ نبيع القصب ... ونحرق الجذوع ... فسنزرع في العام القادم .