الماء الجائع

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : جـبـير المليـحان | المصدر : www.arabicstory.net

أوقف الشتاء حركة الريح المرحة :

فلم تمر حول البركة الصغيرة ، حيث يسكن الماء ..

قلت حركة الماء ، و أخذ يحس بجوع شديد ..

فكر مليا ، و فكر .. و لم يجد حلاً ، فركبه غضب شديد : إنهم أصدقاؤه : أحمد و ناصر وياسر و سناء و رقية ؛

لقد اختبأوا في بيوتهم ، و تركوا النجوم تحدق به في الليل ..

كما أن الهواء ، صديقه الآخر ، ابتعد عنه ،

غلى غضباً و أعلن التوقف عن الحركة تماماً .. حاول أن يكون صلباً لكن برودة الجو لم تكن من الشدة لتساعده على ذلك ..

صمت ،

و نام نوماً طويلاً و هو حزين ، و رأى في نومه أحلاماً كثيرة :

رأى أنهارا تلعب بين الجبال ، و تقفز من فوق الصخور العالية ، و ترشق أوراق الأشجار ، و تحمل في أحضانها الأسماك الصغيرة السابحة ، و تلعب على سطحها الطيور :

أنهار و بحيرات ، مياه ، و مياه كثيرة ..

رأى بركة تشبه بيته ، و قد تحلق حولها الكثير من الأصدقاء ، و أخذوا يسبحون و يلعبون بالكور ، و قد ملأت ضحكاتهم السعيدة المكان كله .. تخيل أنه ساكن تلك البركة ، و أن الأصدقاء أصدقاؤه ، و أنه يلاعبهم ، و يغسل أجسادهم ، و يجعلهم يغوصون في أعماقه ، ثم يقذف بهم إلى السطح حيث يتنفسون .. كان يحلم ، لا إنه ليس حلما .. إنه يستيقظ الآن ، و هاهو يسمع ضحكات أصدقائه :

 

لقد عادوا ، و هاهم يتقافزون إليه واحداً واحداً .. يحضنهم ، و هم يحركونه و هو يأخذ الهواء و يصفو ، و يغدو لونه شفافاً مليئاً بالصحة و العافية .. لقد بدأ يشبع ، و يعود إلى حياته المرحة بعيداً عن السكون و الأحزان !!