طيور الأسئلة !!

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : جـبـير المليـحان | المصدر : www.arabicstory.net

في الليل:

و بعد أن ذهب جميع الأطفال إلى سررهم ، و هم يفكرون في يوم غد ..

ويوم غد اختبار .. هكذا قال المدرسون ..

و هاهو آخر طفل يغمض عينه , وينام ،

في هذا الوقت جاءت طيور كثيرة .. كثيرة جدا .. طيور صغيرة .. كالعصافير ..

إنها تطير متمهلة ، دون صوت ، و تخبئ علبا صغيرة ، وملونة ، تحت أجنحتها .. لها عيون ذكية ترى فيها البيوت و الشوارع ، و النخيل .. و السيارات ، و المدارس .. آه : المدارس ؟ هاهي تتجه إلى المدارس..

في الصباح:

و في اليوم الأول : ليلى تذهب إلى المدرسة ، مثل الكثير من الأطفال ؛

ليلى تحب المدرسة ، و تذهب كل صباح فرحة ، كحمامة صغيرة ،

تركض عندما تسمع أصوات صديقاتها ..

ترى ابتساماتهن .. تصل .. و تبدأ اللعب .

في الصف تفرح بمعلماتها : بدخول مدرسة العلوم .. و بالطريقة التي تتحدث بها معلمة الرياضيات ..

و تشترك مع صديقاتها نورة في حل ألغاز بطاقات اللغة الإنجليزية .. تحب تلك التمثيليات القصيرة المرحة في النصوص العربية ..

هكذا هي كل يوم

هكذا هو كل يوم

الشهر الأول ، الثاني ، وليلى في المدرسة

الشهر الثالث ، الا ختبار قريب ، المعلمات يقدمن المعلومات بسرعة : المراجعة .. الاختبار .. تسأل ليلى المعلمة :

-متى يأتي الاختبار ؟

-في الطريق .. سيأتي .

-كيف سيأتي ؟! هل له أجنحة ؟!

-لا .. إنه لا يطير !!

-كيف يأتي ؟!

-لن يأتي بالسارة ، و بالطائرة !!

هكذا تقول المعلمة ، و هي تضحك .. ليلى تقول :

- إذا كيف يأتي ؟!!

- نجده واقفا ، عند باب المدرسة في الصباح !!

تبتسم ليلى .. و تضحك زميلاتها ..

- وهل يجلب معه هدايا لنا ؟!!

- نعم !! ؛ في الليل : في ليلة الاختبار ، و بعد أن يذهب جميع الأطفال إلى سررهم ، و هم يفكرون في يوم الاختبار .. تأتي طيور كثيرة .. كثيرة جدا .. طيور صغيرة .. كالعصافير .. إنها تطير متمهلة ، دون صوت ، و تخبئ علبا صغيرة ، و ملونة ، تحت أجنحتها .. لها عيون ذكية ترى فيها البيوت ، و الشوارع ، و النخيل .. و السيارات ، و المدارس .. آه : المدارس !! هاهي تتجه إلى المدارس .. و عند باب المدرسة تجد الاختبار يقف في انتظارها .. يأخذ العلب منها ، و يصفها بنظام عجيب .. تدخل الطيور فيها و تنام .. في الصباح تفتح المعلمات العلب ، و تأخذن أوراق الأسئلة ، و توزعنها على التلميذات .. تقرأ كل تلميذة أسئلتها ، فتطير منها الطيور الصغيرة ، تطير .. و تحط على ورق الإجابة الأبيض .. تلتقط الحروف التي تكتبها التلميذة .. تلقطها كحبوب صغيرة ...

-هل تأكل هذه الطيور الصغيرة إجاباتنا ؟!!

-لا .. إنها تتأكد من أن كل شيء صحيح !!

-و إذا كانت الإجابة خاطئة ؟

-ربما يعمد الطائر الصغير إلى نقر القلم ، أو يحك إصبع التلميذة برفق .. أو يحط فوق رأسها .. إنه يستخدم أساليب كثيرة ليقول للفتاة أن تفكر أكثر ...

-لكننا لا نرى هذه الطيور !!

-ربما هي غير ملونة .. لكنها تكون فرحة جدا ، و أنتم تكتبون كلماتكم الجميلة ..

-و ماذ تفعل بعد ذلك ؟

-تطير .. إلى المكان الكبير الذي ينتظر فيه الاختبار .. تطير إلى بيته البعيد ، في أقصى الحارة .. حيث غابات نخيل كثيرة !!

-و ماذا تفعل ؟

-تحط في أذنه الواسعة ، و تسرّ له بما كتبت كل تلميذة !!

-و ماذا يفعل ـ بعد ذلك ـ هذا الاختبار الجالس في بيته ، و سط النخيل ؟ !

-إنه ، و بمجرد أن تخبره العصافير بما كتبته البنات من كلمات جميلة .. يطير إلى بيوتهن ، و يساعد الأهل في تجهيز الهدايا